Monday 10th march,2003 11120العدد الأثنين 7 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بوش يكثف الضغوط على الدول الأعضاء في المجلس بوش يكثف الضغوط على الدول الأعضاء في المجلس
مهمات عاجلة لأمريكا وفرنسا لتحقيق مكاسب في مجلس الأمن
الرئيس الأمريكي يقود تحالفاً ضد العراق بصرف النظر عن نتيجة التصويت

  *واشنطن من ادم انتوس رويترز:
كثف الرئيس الامريكي جورج بوش الضغوط على اعضاء مجلس الامن لتحديد موعد نهائي للعراق لنزع اسلحته في 17 مارس آذار وإلا واجه عملاً عسكرياً متأهباً لمعركة دبلوماسية يحتمل ان تكون خاسرة.
وقال بوش في حديثه الاذاعي الاسبوعي في الوقت الذي احتشدت فيه بضعة آلاف من النساء في ملابس وردية امام البيت الابيض احتجاجا على ما يبدو انها حرباً وشيكة «علينا ان نكون مستعدين لاستخدام القوة العسكرية كملاذ أخير».
واقترحت الولايات المتحدة وبريطانيا واسبانيا مشروع قرار جديد على مجلس الامن يحدد موعداً نهائياً للعراق في 17 مارس آذار لتنفيذ جميع المطالب المتعلقة بنزع اسلحته.
ولكن الاقتراح يواجه معارضة من جانب فرنسا ودول اخرى تتمتع بحق النقض «الفيتو» في مجلس الامن مما أدى الى حملة مكثفة من الدبلوماسية سراً وعلناً قبل المواجهة المنتظر ان تصاحب التصويت على مشروع القرار هذا الاسبوع.
ولم تحقق واشنطن تقدماً يذكر حتى الآن فيما يبدو، ورغم مناشدة بوش في محادثة هاتفية لريكاردو لاجوس رئيس شيلي الذي تحتل بلاده أحد المقاعد غير الدائمة في مجلس الامن قال لاجوس ان مهلة 17 مارس آذار قصيرة جدا وانه يتعين اتاحة مزيد من الوقت لمفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة.
ورغم ما ابداه المسؤولون الامريكيون علناً من ثقة بشأن احتمالات صدور القرار إلا انهم بدوا أقل ثقة في احاديثهم الخاصة.
وقال مسؤول في البيت الابيض ان بوش لا يعتزم الاتصال بأي من الدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن في مطلع الاسبوع.
وقال المسؤول «لم تتخل الادارة كلها عن المشاورات، سنبذل اقصى ما في وسعنا لاقناع اعضاء مجلس الامن بأنه قرار جيد«، وما زال بوش يستطيع إرسال مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس الى روسيا لمحاولة اقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً، كما يمكن ان يطلب من وزير الخارجية كولن باول زيارة زعماء دول من اعضاء المجلس لم تحسم رأيها بعد.
لكن فرنسا بدأت في ذلك بالفعل بإرسال وزير خارجيتها في جولة سريعة بدأت امس الاحد الى كل من غينيا والكاميرون وأنجولا .
وينفي العراق حيازة أي أسلحة غير مشروعة ويقول إنه يتعاون مع المفتشين التابعين للأمم المتحدة، ودمرت بغداد تحت الضغوط مزيداً من صواريخها المحظورة يوم السبت فيما وصفه بوش بأنه خدعة لن تنقذ العراق من الحرب.
وقال مسؤول في البيت الابيض «هناك اشياء كثيرة يجب ان يفعلوها العراقيون مقابلات لم تتم ووثائق لم تسلم، ثم انه ما زالت هناك بطبيعة الحال كميات من المواد المحظورة التي لم يعرف مصيرها.. اسلحة كيماوية واسلحة بيولوجية ونظم اطلاق».
واعلن بوش بوضوح عن انه يحتمل ان يقود «تحالفاً من الدول الراغبة» لنزع اسلحة العراق بغض النظر عما ستسفر عنه المناقشات في مجلس الامن.
وقال احد المسؤولين الامريكيين «كل التفويض القانوني والدولي متوفر بما يبرر ويسمح بنزع اسلحة العراق»، وحشدت واشنطن وحلفاؤها بالفعل قوات وطائرات وسفناً حربية في منطقة الخليج استعداداً للحرب.
لكن من المؤكد ان شن حرب بغير موافقة الأمم المتحدة ستعزز حركة مناهضة للحرب قوية بالفعل في كل أنحاء العالم وستزيد من المشاعر المعادية للامريكيين وقد تهز الدعم السياسي لحلفاء مهمين من بينهم توني بلير رئيس وزراء بريطانيا.
وأبلغ هانز بليكس كبير مفتشي الامم المتحدة عن الاسلحة مجلس الامن الدولي يوم الجمعة ان خطوة العراق ببدء تدمير صواريخ الصمود 2 تمثل «قدراً كبيراً من نزع السلاح» ولكنه انتقد المعدل الذي سلم به العراقيون الوثائق المتعلقة بالانظمة الكيماوية والبيولوجية المحظورة.
وقال بوش «من الواضح للاسف ان الرئيس العراقي صدام حسين لا يزال ينتهك قرارات الامم المتحدة برفضه نزع الاسلحة».
واضاف مكرراً ما قاله في مؤتمر صحفي يوم الخميس «هذه ليست تصرفات نظام ينزع اسلحته، انها تصرفات نظام غارق بإرادته في تمثيلية»، واستطرد بوش قائلاً «لو كان النظام العراقي ينزع اسلحته لكنا قد عرفنا ذلك لاننا كنا سنشاهده حيث تقدم اسلحة العراق للمفتشين ويجري تدميرها».
وقال بوش ان مفتشي الاسلحة ليسوا في حاجة الى مزيد من الوقت ولا مزيد من العاملين.
واضاف «ان كل ما يحتاجونه هو ما لم يحصلوا عليه.. التعاون الكامل من النظام العراقي»، ولا يؤيد الولايات المتحدة في مجلس الامن حتى الآن سوى بريطانيا واسبانيا .
ويحتاج بوش الى تسعة اعضاء في مجلس الامن المؤلف من 15 عضوا لتمرير القرار وان كانت فرنسا وروسيا اللتان تملكان حق النقض «الفيتو» قد تحبطانه.
وناشد بوش في كلمته الاذاعية وفي اتصالاته الخاصة اعضاء مجلس الامن الذين لم يتخذوا قراراهم بعد أن يوافقوا على القرار.
وقال «السماح لحاكم مستبد وخطر بتحدي العالم وحشد ترسانة للغزو والقتل الجماعي ليس سلاماً على الاطلاق.. ان قضية السلام لن تتقدم إلا إذا حرم الارهابيين من سيد وحام وفي النهاية عندما تنزع اسلحة الدكتاتور بالكامل»، على حد قوله.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved