Monday 10th march,2003 11120العدد الأثنين 7 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا ذعر بل حذر بين المواطنين لا ذعر بل حذر بين المواطنين
الكويت: المال للطعام والادخار وليس للسلع الفاخرة

* الكويت من ماثيو جرين رويترز:
متجر «مدام منى» الذي كان يعج بكويتيات ثريات أصبح خاوياً هذه الايام وهوت مبيعاته بنسبة سبعين بالمئة خلال الاسابيع القليلة الماضية.
ينعم الكويتيون بأسلوب حياة يثير الحسد بفضل ثروة البلاد الضخمة من النفط إلا ان بعض تجار التجزئة يقولون ان تهديد الحرب في العراق المجاورة أدى الى فتور مؤقت في إقبال الكويتيين على شراء السلع الفاخرة.
وقالت منى وهي تنظر لمجموعة من القمصان النسائية التي يصل سعر الواحد منها الى 27 دينارا كويتيا لماذا تشتري اي سيدة مثل هذه الاشياء، وتابعت وهي تقف بمتجرها بمركز الصالحية وهو من أفخم مراكز التسوق في الكويت «أهم شيء الطعام والاحتفاظ بالمال».
وقللت بعض المتاجر من القلق بسبب الحرب إلا ان معظم التجار الذين اتصلت بهم رويترز قالوا ان حالة الحذر المتنامية في الكويت قلصت الطلب على السلع الفاخرة في بلد يعد التسوق من أهم الانشطة الترفيهية.
ولا تنتاب البلاد حالة من الذعر إلا ان شعورا بعدم اليقين يسري بين سكان الكويت البالغ تعدادهم 3 ،2 مليون نسمة، إذ ستكون البلاد نقطة انطلاق رئيسة لأي غزو للعراق.
ويقول تجار ان الكويتيين من أكبر مستهلكي السلع الفاخرة في العالم وتقدر شركة ان النساء ينفقن مابين 500 و800 دولار شهريا على العطور ومستحضرات التجميل.
وتحتشد عشرت الآلاف من القوات الامريكية والبريطانية في الصحراء لتعيد الى الاذهان ذكريات حرب الخليج حين حرر تحالف تقوده الولايات المتحدة الكويت بعد سبعة أشهر من الغزو العراقي.
وتطمئن الحكومة المواطنين بشأن حمايتهم من أي هجوم صاروخي عراقي محتمل ونشرت الصحف ان الكويت استوردت أقنعة واقية لمواجهة اي هجوم محتمل بالاسلحة الكيماوية أو البيولوجية.
ورغم التأكيدات فإن بعض هواة الشراء يتوقعون الاسوأ وربما فضلوا تأجيل شراء أحدث ساعة ذهبية او حقيبة يد من إنتاج مصمم شهير حتى تزول الشكوك.
وقال فيصل المطوع عضو مجلس ادارة غرفة التجارة الكويتية لرويترز: قلصوا مشترياتهم من السلع الفخمة ويركزون أكثر على الضروريات مثل الادوية والغذاء.. يمكن ان نقول ذلك بكل تأكيد.
وقال المطوع الذي تتاجر اسرته في عدد كبير من السلع الاستهلاكية والاجهزة المنزلية إذا كانت الحرب سريعة كما نتوقع سيزدهر السوق لاحقا.
وحتى الزهور لم تنج من تراجع الطلب إذا قالت واحدة من أكبر شركات تنسيق الزهور ان مخاوف الحرب أدت لتراجع مبيعاتها في احدى المناسبات الى 18 الف دولار فقط من مستواها الطبيعي عند 27 ألفا.
إلا أن آخرين أعربوا عن تفاؤلهم مشيرين لازدحام مراكز التسوق في مدينة الكويت بالزائرين ومظاهر الحياة المترفة في الكويت.
وعلى الرغم من مغادرة بعض العاملين الاجانب الذي انتابهم القلق نتيجة هجمات على امريكيين وتحذير سفارات من هجمات محتملة من جانب «إرهابيين» إلا انهم يمثلون شريحة بسيطة من الطلب الكلي.
وقال انتوني شلهوب الشريك في متاجر حبي وشلهوب وهي من أكبر المؤسسات التي تبيع السلع الغالية في الكويت يمثل المحليون السوق الحقيقية ولا تزال قدرتهم الشرائية مهمة للغاية.
وقال شلهوب ان مبيعات متاجره وتشمل ساعات من إنتاج رولكس ومجوهرات من إنتاج شوبارد واقلام أس.تي. دوبونت تجاوزت الارقام المستهدفة وتابع انه يخطط لافتتاح 12 متجرا جديدا في الكويت هذا العام.
وعلى المدى الطويل فإن ابتعاد الكويتيين عن شراء سلع فاخرة يحتاج الى كارثة اقتصادية خطيرة حتى وان تراجع الطلب مؤقتا.
ويمنح احتياطي النفط مواطني الكويت ومواطني دول الخليج المجاورة مثل دولة الامارات العربية المتحدة قوة شرائية هائلة فيما لا تفرض الكويت ضريبة دخل وتتحمل النفقات الاساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم وتدعم المساكن.
وتقول مؤسسة حبشي وشلهوب ان سوق السلع الفخمة في البلاد ينمو بنسبة تتراوح بين خمسة وستة بالمئة سنويا وتوقعت ان يستمر هذا المعدل العام الحالي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved