Monday 10th march,2003 11120العدد الأثنين 7 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

28 ألف فلسطيني معتقل في السجون الإسرائيلية 28 ألف فلسطيني معتقل في السجون الإسرائيلية
أوضاع المعتقلين لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية

  * عمان - الجزيرة - خاص :
حذر أحمد مسلماني مدير لجان العمل الصحي، وخالدة جرار، مديرة مؤسسة الضمير، من خطورة الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، وعدم قيام سلطات الاحتلال بتقديم العلاج اللازم لهم، بل وزجهم في ظروف اعتقالية لا تلبي الحد الأدني من الشروط الإنسانية.
وطالب مسلماني وجرار خلال مؤتمر صحافي في مركز الإعلام بالبيرة بالتحرك السريع والجاد والتضامن مع الأسرى، حيث لا تقل خطورة الأوضاع في المعتقلات الإسرائيلية عن الهولوكوست وغوانتنامو، ما يتطلب إنقاذ الأسرى، خاصة المرضى منهم، مطالبين في الوقت ذاته المؤسسات العربية والدولية والأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الإنسانية بالضغط على إسرائيل لإلزامها على احترام المواثيق والاتفاقات الدولية.
وقال مسلماني (الذي أفرج عنه قبل أسبوع بعد فترة اعتقال لمس خلالها كطبيب واسير فظاعة مايجري في السجون): قبل اندلاع الانتفاضة كان في الأسر حوالي 1350 معتقلاً، اعتقل حتى اللحظة ما يزيد على 28 ألف مواطن، موجود منهم الآن في المعسكرات والسجون الإسرائيلية 6250 معتقلا موزعين على حوالي 31 معسكراً وسجناً ومركز توقيف، منهم 1650 معتقل إداري (لا يوجد أية تهمه ضدهم)، مشيراً إلى أن ثلثي الأسرى غير محكومين، بمعنى موقوفين حتى الانتهاء من «الإجراءات القانونية!» في المحاكم العسكرية أو المحاكم المدنية.
وأشار مسلماني إلى أن عدد الجرحى المعتقلين 177، وعدد الأسرى المرضى 665، منهم 18 طفلاً، 12 أسيرة، وعدد المرضى تحت العلاج 820 معتقلاً، فيما بلغ عدد المرضى الأسرى الذين يحتاجون إجراءات طبية، بما فيها فحص متقدم للتشخيص أو عمليات جراحية، 320 أسيراً، في حين هناك 130 معتقلاً مريضاً يحتاجون إلى مساعدة بالأجهزة والأدوات والملائمة.
واستطرد مدير لجان العمل الصحي قائلاً: هناك 80 حالة مصابة بأمراض القلب كارتفاع الضغط وتضخم القلب، و110 بأمراض الرئة، و135 بأمراض في الجهاز الهضمي، في حين هناك 23 مصاباً بأمراض نفسية وعصبيه (الصرع والاكتئاب)، و76 بأمراض العيون (3 منهم فاقدون للبصر)، و39 بأمراض السمع، و120 بأمراض جلدية (كالصدفية والجدري..)، و220 بمرض العامود الفقري والمفاصل، و80 بأمراض أخرى (فشل كلوي, السكري, التهاب الكبد...)، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بعض الأسرى يعانون من أكثر من مرض (مثل قرحة وتضخم في القلب...أو ديسك وقرحة....). وذكر أن هناك 17 أسيراً أصيبوا في الرأس والرقبة، و26 في الصدر والرئة، و32 في الأطراف (فقدان طرف أو أكثر، علوي أو سفلي)، و11 في البطن ويشمل الجهاز الهضمي، و9 في الجهاز التناسلي والكلى، و27 في العين والسمع، و6 في العامود الفقري والعضلات، و20 إصابة أخرى. وحذر من أن عدد الأسرى المرضى بازدياد مطرد يتجاوز نسبتهم 20%، ويصنف الكثير من تلك الحالات على أنها خطرة، مثل أمراض القلب والدماغ والرئة والجهاز الهضمي، إضافة إلى وجود عدد لا يستهان به من جرحى ومصابي الانتفاضة في السجون، عدا تفشي الأمراض الجلدية والمعدية في أوساط المعتقلين.
وأضاف: تشير كافة الشواهد إلى انعدام أدنى شروط الرعاية الطبية اللازمة وإلى تقاعس سلطات الاحتلال المتعمد عن تقديم العلاج الطبيعي لمن هم بحاجة له من الأسرى، ما يزيد من حالة المرض سوءاً، ويجعلهم عرضة إلى مضاعفات صحية خطرة كفقدان السمع والبصر وبعضهم مهدد بالوفاة. وتابع مسلماني: يعاني بعض الأسرى من سوء معاملة الأطقم الطبية، حيث يتم تقييد الأسرى المرضى بالقيود الحديدية في المستشفى إذا كان مدنيا أو إلى العيادات خارج السجن، ويتم فحصهم بشكل حرج، سيما أثناء فترة التحقيق معهم، ويكونون في أوضاع قاسية وصعبة.
وحذر من أن إدارات السجون تقوم بإجراء التجارب الطبية على المعتقلين بخصوص الأدوية والعلاجات، ما يعد جريمة جسيمة ومخالفة صارخة لأدنى معايير حقوق الإنسان، وهو ما أعلنته الوزيرة السابقة في الحكومة الإسرائيلية داليا أتسك، بأنه تجرى سنويا على الأسرى الفلسطينيين تجارب أدوية تتجاوز 1000 نوع دواء، قبل أن تحظى بترخيص أو تصريح لشركة الأدوية وأثيرت في الكنيست الإسرائيلي كذلك عن خطورة الأدوية تحت التجربة التي يخضع لها المرضى الأسرى.
بدورها، قالت جرار: إن ما يتعرض له الاسرى في سجون الاحتلال يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الانسان، ومخالفة لجميع القوانين والمواثيق والاتفاقات بخصوص الكيفية والظروف التي يجب احتجاز الاسرى بها، من حيث المكان او الاكل او الشرب او العلاج ...الخ.وأضافت: إن ما يتعرض له الاسرى من اهمال طبي ومماطلة في تقديم العلاج تتسم في وضع الاسير المريض في ظروف غير مناسبة لا تتفق وشروط الاهتمام الصحي وعدم متابعة الحالة الى ان يتم تدهور حالة الاسير ويتم نقله الى المستشفى فقط في حالة مشارفته على الموت، وهذا ما حدث في الكثير من الحالات والتي كان آخرها الاسير المعتقل وليد عمرو الذي توفي في المعتقل. وتابعت: إن معظم المعتقلين المرضى يتم احتجازهم في ظروف غير ملائمة داخل المعسكرات ومراكز الاعتقال التابعة للجيش الاسرائيلي وليس لمصحلة السجون، مشيرة في السياق ذاته إلى أن هناك مستشفى واحداً تابعاً لمصلحة السجون، وهو المستشفى العسكري في الرملة، ويتسع فقط ل25 سريراً في احسن الأحوال. وأشارت إلى أن هناك العديد من الحالات المرضى تسبب شكل الاحتجاز في مرضها ، نتيجة سوء المعاملة والرطوبة والبرد وسوء الاطعمة وغيرها، وحالات اخرى مصابة بالرصاص او بأمراض خطيرة كالسرطان مثلاً ولا يتم تقديم العلاج المناسب لها، ما يؤدي الى سوء حالة المعتقل ، إضافة إلى اعتقال العديد من الاسرى من المستشفيات نفسها، حيث كان العديد من الاسرى يرقدون على سرير العلاج وجرى اعتقالهم، والأدهى من هذا تم تحويلهم للتحقيق القاسي ولم يشفع لهم المرض او الاصابة او الالم، وهذا ما حصل مع العديد من الحالات المسجلة لدينا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved