تواجه الرغبة الأمريكية القوية في ضرب العراق معارضة عربية وغربية قوية، وذلك ليس فقط نظراً لتكلفة الحرب الباهضة التي لن تدفع طبعاً فاتورتها الولايات المتحدة فقط، إلا أن تداعيات هذه الحرب ستشمل الاقتصاد العالمي بجانب الأمن العالمي، حيث يتوقع العديد من المراقبين أن تنشط الهجمات الإرهابية انتقاماً واحتجاجاً، مما يعني قلقاً أمنياً سيكون أحد تداعيات هذه الحرب أيضاً، وعن تأثيرها في الاقتصاد العالمي، يرى الفريق الاقتصادي في مجموعة سيتي بنك C)( أن تأثير الحرب في الاقتصاد العالمي، يتعلق بالزمن الذي ستستغرقه الحرب، والخسائر التي ستسببها، ورسموا في هذا الصدد ثلاثة سيناريوهات للحرب:
السيناريو الأول، وتتراوح نسبة حدوثه بين 40% إلى 60%، وهي أن تستغرق الحرب من 4 إلى 6 أسابيع، ويشمل هذا السيناريو انهيار النظام العراقي، وستخلف الحرب عدد قتلى ودمار محدودين، حيث لا يتوقع في هذه الاحتمالية أن تستعمل أي أسلحة دمار شامل ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل أو الخليج، بالإضافة إلى عدم تعرقل الإمدادات النفطية، واستمرار صادرات أوبك النفطية، وعدم حدوث انقسامات كبيرة بين الفصائل العراقية بعد الحرب.
السيناريو الثاني، وتتراوح نسبة حدوثه بين 30% إلى 40%، وهي أن تستغرق الحرب من 6 إلى 12 أسبوعاً، ويفيد بمقاومة عسكرية غير متوقعة، واكتشاف مبكر لعمليات إرهابية قبل حدوثها، وعدد متوسط من الضحايا مع تغطية سلبية للإعلام، بالإضافة إلى تلفيات محدودة في منشآت النفط، واستعمال محدود لأسلحة الدمار الشمال.
السيناريو الثالث والأسوأ، وتتراوح نسبة حدوثه بين 5% إلى 10%، وهي أن تستغرق الحرب من 3 إلى 6 أشهر، مقاومة طويلة وحرب مدن شديدة، مع ارتفاع عدد الضحايا وزيادة الدمار، مع ارتفاع نسبة العداء العربي للولايات المتحدة وبريطانيا، دمار كبير لمنشآت النفط مع استعمال أسلحة الدمار الشامل، وتدخل إسرائيلي كبير في الحرب، وإذا كانت الولايات المتحدة قد حشدت الجنود، واستعدت للحرب، إلا أنه على ما يبدو من خلال دراسة نشرتها شركة (غارتنر داتاكويست) للدراسات المتخصصة، أن الشركات الأمريكية لم تستعد بشكل جيد لمواجهة أي أخطار أو كوارث في ظل إمكانية نشوب حرب، حيث أوضحت الدراسة عدم جاهزية معظم الشركات حالياً للصمود ضد الكوارث والمفاجئات المتوقعة مثل توقف التغذية بالتيار الكهربائي، ولكي تستعد هذه الشركات يجب أن تخصص من الآن مبالغ طائلة للتمكن من الاستعداد للأوضاع الطارئة (الحرب)، التي يبدو أنها قد اقتربت، فبالرغم من معارضة العديد من الدول للحرب، وإصرارها على تقديم اقتراحات وحلول سلمية، حيث اقترحت فرنسا قيام المفتشين بوضع جدول زمني لمهامهم، وأكدت بجانب روسيا وألمانيا والصين، أنهم لن يسمحوا بتمرير قرار اللجوء إلى الحرب، إلا أن الولايات المتحدة تتابع إصرارها على الحل العسكري، وتجد تأييداً كاملاً في ذلك من قبل بريطانيا التي اقترحت 17 من مارس موعداً أخيراً لنزع أسلحة العراق، وصرحت مؤخراً أن وفداً عربياً قد يزور العراق للإنذار باقتراب موعد الحرب، وفي ظل هذه الخلافات الشرسة، يبقى الاقتصاد العالمي ضحية معلقة بين المطرقة والسندان.
حركة مؤشرات أسواق الأسهم
شهدت حركة مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية بعض التأرجح متجهة نحو الانخفاض خلال الأسبوع الأول من مارس 2003 متأثرة بالعديد من العوامل كان أهمها عودة التصعيد الأمريكي ضد العراق بقوة، وذلك بإرسال أعداد إضافية من القوات الأمريكية إلى منطقة الخليج، متجاهلة استمرار تعاون العراق مع المفتشين الدوليين، وتزايد التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، جراء اعتراض الطائرات المقاتلة التابعة لهذه الأخيرة لطائرات تجسس أمريكية في بحر اليابان، بالإضافة إلى التفجيرات الإرهابية التي تمت بأحد مطارات الفلبين، وخلفت عدد من القتلى كان من بينهم أمريكي، بالإضافة إلى ظهور عدداً من الأرقام الاقتصادية السلبية، وتحذير بعض الشركات من أرباحها وتخفيض البعض الآخر من توقعاته، وظهور بعض الأخبار السيئة عن بعض الشركات الأخرى، وألقت هذه الأخبار مجتمعة بظلالها السلبية على الأسواق، لتؤدي إلى تراجعها، حيث سجل مؤشر الداوجونز الصناعي DOW)( انخفاضاً بلغ 151 ،05 نقطة بنسبة 1 ،91% خلال الأسبوع، ليقفل على مستوى 7740 ،03 نقطة، وسجل مؤشر ستاندر آند بورزS&P500)( انخفاضاً بلغ 12 ،26 نقطة بنسبة 1 ،46% خلال الأسبوع ليقفل على مستوى 828 ،89 نقطة، أما مؤشر الناسداك المجمع NASDAQ)) فقد سجل انخفاضاً بلغ 32 ،23 نقطة بنسبة 2 ،41% خلال الأسبوع، وأقفل على مستوى 1305 ،29 نقطة.
لمحة عن بعض أفضل وأسوأ القطاعات أداء
تأثر مؤشر قطاع الداوجونز لخطوط الطيران، وارتفع بنسبة 2 ،61%، وسجل مؤشر قطاع الداوجونز لكبار شركات النفط ارتفاعاً بلغت نسبته 1 ،59% خلال الأسبوع المنصرم. وارتفع أيضاً مؤشر قطاع الداوجونز للطاقة بنسبة 1 ،44%، وفي المقابل فقد انخفض مؤشر قطاع الداوجونز لصناعة السيارات، حيث سجل انخفاضاً قدره 8 ،98%، وكذلك مؤشر قطاع الداوجونز لبناء المنازل، فقد سجل انخفاضاً قدره 8 ،66%، وانخفض أيضاً مؤشر قطاع الداوجونز لقطع غيار السيارات بنسبة 7 ،43%.
مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الأول من مارس 2003
السوق الأعلى الأدنى الإقفال نسبة التغيير
داوجونز 46 ،7981 65 ،7562 01 ،7740 91 ،1%-
ناسداك 31 ،1353 72 ،1280 29 ،1305 41 ،2%-
ساندرآند بورز 500 34 ،852 23 ،811 89 ،828 46 ،1%-
| 
