|
|
كان بوسع الحياة ان تكون شجرة خضراء وارفة الظلال لولا ان الله سبحانه قد قدر لإنسانها العيش في كبد من مظاهره أو دلائله ما للقلق من منشار بطبيعة تؤهله لأن يقضم جيئة ويلوك ذهابا في أعمق أعماق كيان الإنسان، إنه منشار «رايح جاي» تماماً كما تبدو حقيقته اللغوية المنشارية هي الأخرى وذلك حين تُقرأ كلمة «قلق» معكوسة، وثمة في هذا المنحى حقيقة لم يتوصل إليها الإنسان إلا حديثاً وتتمثل قدرة القلق غير المحسوس على إحداث الضرر الجسدي المحسوس الملموس، ومن أدلة ذلك العديد من الأمراض ذات الجذور النفسية حيث أثبت العلم حديثاً أيضاً صحة فرضية تقاطع المرض الجسدي (Disease) مع المرض النفسي (illeness ) بل أثبت هذا العلم كذلك تحول الأمراض النفسية إلى أمراض عضوية/جسدية من ضمنها على سبيل المثال مرض «الهستيريا التحولية» الذي هو مرض نفسي في الأساس غير انه قد يتحول بمضي الزمن إلى أمراض جسدية مزمنة كالشلل والصمم وفقدان القدرة على النطق وما شابه ذلك، علاوة على ذلك فمن الثابت علمياً أيضاً ان مرض «ضغط الدم الجوهري» قد ينجم من شدة وطأة الحزن.. أو الغضب أو الغيظ لا سيما حين يلجأ الإنسان إلى التعامل معها بالكتمان. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |