Sunday 16th march,2003 11126العدد الأحد 13 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد سقوط خالد شيخ محمد بعد سقوط خالد شيخ محمد
مطاردة أسامة بن لادن تكتسب قوة دفع جديدة

* إسلام أباد - عويس توحيد (*) :
تجري عملية مطاردة حثيثة ولكنها هادئة لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وتمتد هذه العملية من الدروب الصحراوية على الحدود الأفغانية بالقرب من إقليم بلوشستان جنوب شرق باكستان إلى المرتفعات الجبلية المحرمة في شمالها، وتستخدم القوات في باكستان وأفغانستان المعلومات التي قدمها لهم خالد شيخ محمد الذي يعتقد أنه الرجل الثالث في تنظيم القاعدة والعقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر والذي تم اعتقاله في باكستان أول مارس الحالي، يقول المسئولون في باكستان وأفغانستان انهم على الأقل يسيرون خلف أدلة مقبولة.
ويقول بعض المحللين إنه بغض النظر عن قيمة المعلومات التي أدلى بها شيخ محمد فإن المسئولين الأمريكيين والباكستانيين يأملون في أن يؤدي خوف أسامة بن لادن من أن يكون خالد شيخ محمد قد أبلغهم بما يعرفه عن مكان اختفائه يؤدي إلى تحرك بن لادن مما يسهل اعتقاله.
يقول وزير داخلية باكستان فيصل صالح حياة ان اعتقال خالد شيخ محمد ضخ دماء جديدة في عملية مطاردة بن لادن، وأضاف أن خالد قدم معلومات قيمة وحيوية يمكن أن تساعد في تدمير شبكة القاعدة سواء في باكستان أو على الصعيد الدولي،وقال مسئول مخابراتي باكستاني ان المسئولين الأمريكيين يقومون حاليا باستجواب خالد شيخ محمد في قاعدة باجرام الجوية في شمال العاصمة الأفغانية كابول حيث تم نقل خالد إليها بعد ثلاثة أيام من اعتقاله في باكستان واستجوابه من جانب المسئولين الباكستانيين والأمريكيين.
وقال المسئولون الباكستانيون إنه تم العثور مع خالد على رسائل من بن لادن مكتوبة بخط اليد تؤكد أن أسامة بن لادن مازال على قيد الحياة، وذكر مسئول أمني كبير أن خالد أبلغهم أنه التقى مع بن لادن منذ شهور قليلة في منطقة جبلية لكنه لا يعرفها على وجه التحديد، ومن ناحيته قال الوزير الباكستاني فيصل صالح إنه لا يعتقد أن خالد يكذب.
وقال فيصل ان خالد قدم في البداية معلومات متضاربة قبل أن يستسلم أمام المحققين ويقدم لهم معلومات صحيحة، وأنه حتى لو كان يضلل المحققين فليس أمامهم سوى محاولة تتبع هذه المعلومات للتأكد من حقيقتها.كان خالد شيخ محمد قد تسلل إلى إقليم بلوشستان في باكستان في منتصف فبراير بعد اعتقال محمد عبد الرحمن عضو تنظيم القاعدة المصري وابن الدكتور عمر عبدالرحمن المسجون في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات، ومن المعتقد أنه التقى مع بن لادن بعد ذلك بفترة قصيرة.
من ناحية أعلن مسئولون أمريكيون في قاعدة باجرام الجوية أنه تم اعتقال سبعةمن أعضاء القاعدة في منطقة هيلمند بأفغانستان، كما نفى المسئولون الأمريكيون والباكستانيون الأنباء التي تحدثت عن اعتقال اثنين من أبناء أسامة بن لادن، ولكن اثنين من كبار المسئولين في المخابرات الباكستانية يؤكدون أن القوات الأمريكية اعتقلت بالفعل اثنين من أبناء بن لادن في منطقة ريبات ببكستان، وقال أحد هذين المسئولين في منقطة بلوشستان أن الولدين كانا قد أصيبا بجراح حيث جرى علاجهما في أحد المستشفيات، وأضاف هذا المسئول الباكستاني أن خمسة أشخاص آخرين قتلوا خلال هذه العملية. وذكر أن أحد الولدين اسمه سعد بن لادن.
يذكر أن بن لادن لديه ابن يسمى سعد بالفعل ويعتقد أنه يبلغ من العمر 23 عاما وهو أيضا على قائمة أكثر المطلوبين لأجهزة الأمن الأمريكية كما أن نجمه بدأ يصعد في سماء شبكة القاعدة.من ناحيته قال شهيب سودلي المفتش العام للشرطة الباكستانية في إقليم بلوشستان ان هذه الأنباء التي تتحدث عن اعتقال أبناء بن لادن مجرد شائعات، كما قال العقيد رور كينج المتحدث باسم القوات الأمريكية في قاعدة بجرام ان قوات الحلفاءالتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لم تقم بأي عمليات في منطقة ريبات خلال الساعات الاثنتين والسبعين السابقة.
ويقول بعض المراقبين ان هذا التكذيب يبقى على الباب مفتوحا أمام عمليات عملاءوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في هذه المنطقة، ومع تزايد الآمال في القبض على أسامة بن لادن أسقطت الطائرات الأمريكية منشورات على المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان تتضمن الإعلان عن مكافأة قدرها خمسة وعشرون مليون دولار جائزة لمن يساعد في القاء القبض على أسامة بن لادن والزعيم الروحي لحركة طالبان الملا محمد عمر.
وعلى الجانب الباكستاني تقوم قوات الجيش بإرشاد من خبراء المخابرات الأمريكية بالبحث عن بن لادن في مناطق غرب إقليم بلوشستان بالقرب من الحدود الباكستانية الإيرانية وعلى طول الحدود الشمالية الغربية مع أفغانستان، وعلى الرغم من النفي العلني فإن أحد المسئولين العسكريين الباكستانيين قال ان القوات الباكستانية شبه العسكرية أقامت العديد من نقاط الإنذار على المنافذ الحدودية على طول الحدود الباكستانية الأفغانية في المناطق البعيدة في مقاطعة شاهي كوت وفي المناطق التي لا يمكن الوصول إليها بأقاليم هيلمند ودالباندين وسنداك المفتوح على منطقة ريبات بإقليم نيمروز الأفغاني، وهذه المنطقة تغطي مثلثاً أضلاعه هي الحدود الباكستانية والأفغانية والإيرانية وهو مشهور بأنه الممر الرئيسي لتجار المخدرات الأفغان.
كما تتواصل عمليات البحث عن بن لادن ومساعديه في المناطق الحدودية الشمالية الغربية لباكستان مع أفغانستان في جبال منطقة كايترال وهي منطقة قبلية تواجه أقاليم نوريستان وكونار بشمال شرق أفغانستان، وهناك تقارير عن تحركات قوات أمريكية على الجانب الأفغاني من الحدود.
ويؤكد الوزير الباكستاني فيصل صالح أنهم لا يعرفون على وجه التحديد مكان وجود أسامة بن لادن ولكنه ليس في باكستان على وجه اليقين، ومع اعتقال خالد شيخ محمد، فإن القوات الباكستانية سوف تتمكن من القضاء على الخلايا النشيطة والنائمة لتنظيم القاعدة في باكستان.
ويقول المسئولون الباكستانيون إنهم يرتبطون بعلاقات وثيقة مع وكالات المخابرات الأمريكية ولكن المراقبين يقولون ان الأمريكيين لا يثقون في أجهزة المخابرات الباكستانية.
وصرح مسئول باكستاني طلب عدم الكشف عن هويته أن اعتقال قادة القاعدة يعتمد بصورة أساسية على التجسس على اتصالاتهم الهاتفية بمساعدة أنظمة الاتصالات المعقدة والمتقدمة التي في حوزة الأمريكيين.
وأضاف أنه في كل المرات تقريبا كان المسئولون الأمريكيون يبلغون نظراءهم الباكستانيين بتفاصيل أي عملية اعتقال للمشتبه فيهم قبل العملية بدقائق قليلة خوفا من تسرب المعلومات.
يقول الرئيس السابق لجهاز المخابرات الباكستاني الذي تولى رئاسة الجهاز أثناء الحرب الأفغانية ضد الاحتلال السوفيتي خلال الثمانينات من العام الماضي يقول ان أجهزة الأمن الباكستانية جزء من نسيج الشعب الباكستاني وتتأثر بما يسيطر عليه من مشاعر والمشاعر المسيطرة الآن على الشعب الباكستاني هي السخط على الولايات المتحدة. وما تقوم به أمريكا في باكستان أمر غير مشروع ولا قانوني.
ويضيف أن المتشددين يساندون المصالح الاستراتيجية والقومية لباكستان وهم لم يرتكبوا أي شيء خطأ، وهذه الكلمات تعكس اتجاهاً عاماً بين عدد كبير من العاملين في الأجهزة الأمنية الباكستانية.
ومهما يكن فإن القبض على أسامة بن لادن لن يكون أمرا سهلا، فالمحققون يعتقدون أنه لا يستخدم وسائل الاتصالات الالكترونية ويعتمد الآن على إرسال رسائل مكتوبة من خلال سلسلة من الرسل.
يقول المحلل الباكستاني سليم شديد انه من الواضح أن أجهزة الأمن الباكستانية والأمريكية لا تمتلك أي دليل على مكان وجود أسامة بن لادن بالضبط ولكنهم يواصلون البحث بأمل قوي في العثور عليه سواء بالاعتماد على المعلومات التي يمكن الحصول عليها من جانب المقاتلين الأفغان الذين يتم إغراؤهم بالدولارات الكثيرة أو من خلال المعلومات التي يمكن الحصول عليها من خالد شيخ محمد بعد اعتقاله.

(*) خدمة كريستيان ساينس مونيتور - خاص بـ «الجزيرة»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved