Sunday 16th march,2003 11126العدد الأحد 13 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
حتى لا يكون الاستيقاظ الأمريكي متأخراً..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بالرغم من أن التوقيت الأمريكي بالإعلان عن توزيع «خارطة الطريق» على الفلسطينيين والإسرائيليين حال تسلم رئيس الوزراء الفلسطيني المعين منصبه، إذ يرتبط التوقيت بالمأزق الذي تواجهه الإدارة الأمريكية بشأن خططها لشن حرب على العراق..
فقد اعتبر المراقبون أن الإعلان عن تفعيل «خطة الطريق» وكذا الإعلان عن رفع العقوبات الأمريكية عن باكستان، يهدفان إلى حشد التأييد للحرب الأمريكية/ البريطانية على العراق. ولهذا فإن الخطوتين تندرجان ضمن جهود العلاقات العامة الأمريكية لتحسين صورتها في العالمين العربي والإسلامي والتي تضررت بعد حرب أفغانستان وبإرهاصات الحرب القادمة ضد العراق.
نقول إنه بالرغم من الأهداف الأمريكية الحقيقية بل والخفية من وراء تحريك خطة الطريق إلا أنه يجب ألا نغفل هذه الفرصة وتفعيلها لفائدة القضية الفلسطينية، فالمعروف أن «خطة الطريق» مبنية على أساس المبادرة العربية التي اعتمدتها قمة بيروت العربية اعتماداً على مبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وقد قدم الرئيس الأمريكي جورج بوش الخطة بعد عدة لقاءات ومباحثات واتصالات مستمرة من القادة العرب وبخاصة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي حصل على تأكيدات من الرئيس الأمريكي على تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وصولاً لإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية .
وكان مفترضاً أن يطلق مبادرته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر 2001م إلا أن وقوع أحداث 11 سبتمبر قبل الموعد الذي كان مقرراً فيه إطلاق المبادرة السلمية حال دون ذلك.. وتركز كل الجهد الأمريكي على مكافحة الإرهاب الذي أصبح الشغل الشاغل لأمريكا فنَّحى «مبادرته» .
وبعد تزايد الضغط العربي، أعاد الرئيس بوش المبادرة بعد صياغتها مجدداً حيث أعلنت لأول مرة «خطة الطريق» التي أيضاً وجدت «الخطة» مزاحمة أخرى تمثلت في الحرب على العراق، التي انشغل بها الأمريكيون بحيث أصبح متعذراً الالتفات إلى أي قضية أخرى، ولكن «أصدقاء» أمريكا وخبراءها الاستراتيجيين وحتى دبلوماسييها في الشرق الأوسط، نبهوا الإدارة الأمريكية بأن إظهار الاهتمام بالقضية الفلسطينية وتأكيد الالتزام الأمريكي بإقامة الدولة الفلسطينية سيساعد أمريكا على تحقيق أهدافها في المسألة العراقية، وهذا ما جعل الرئيس بوش يعلن عن إعادة أخلاق عملية السلام في فلسطين عن طريق تسليم خارطة الطريق للإسرائيليين والفلسطينيين.
في ضوء هذا التسلسل، والتزامن الوقتي لقرب شن حرب على العراق وإعلان الرئيس بوش بأنه سيسلم «الخطة» وهو ما يعني إعادة التفاوض حولها، دون حتى أن يطلب من الإسرائيليين وقف المجازر التي ينفذونها في فلسطين.. فإن التحرك الأمريكي يصنف هنا كنوع من العلاقات العامة للتغطية على الحرب القادمة على العراق وما لم يقرن بوش القول بالعمل بأن يفرض «خطة الطريق» على الإسرائيليين بإجبارهم على الانسحاب من أراضي السلطة الفلسطينية، فإن محاولته لن تجد ارتياحاً لدى العرب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved