Sunday 16th march,2003 11126العدد الأحد 13 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مدافع «هلال التسعينيات» الصلب غازي سعيد يحكي لـ « الجزيرة » معاناته المرضية: مدافع «هلال التسعينيات» الصلب غازي سعيد يحكي لـ « الجزيرة » معاناته المرضية:
تليف رئوي.. أدخلني في غيبوبة «7 أيام»..!
جهاز بـ «100 ألف ريال» حال دون مغادرتي المستشفى..!!

* أجرى اللقاء - خالد الدوس:
غازي سعيد.. اسم بارز وموهبة دفاعية تجلت في عقد التسعينيات الهجرية مع فريق الهلال ونجح في فرض نفسه بالخارطة الزرقاء نظراً لقدراته الفنية البارعة وقتاليته على الكرة.
فعلى مدى 13 عاماً تقريباً قضاها هذا المدافع الرائع في ميدان المنافسة كانت حبلى بالانتصارات والانجازات الذهبية التي تحققت لزعيم الاندية في تلك الحقبةالفارطة وتمثلت في بطولة الدوري مرتين وكأس الملك أيضاً مرتين فغادر ساحة الرياضة قسراً بعد إصابته في ركبته أواخر عام 1402هـ وتبعاً لذلك بقي «غازي» في الذاكرة الرياضية ممن نجحوا في الجمع بين المستوى الفني والخلق الرفيع في تلك الحقبة.
- «الجزيرة» وكعادتها في نقل الصورة عن نجوم الأمس زارت المدافع الهلالي «سابقاً» غازي سعيد في المستشفى العسكري حيث يلازم فراش المرض اثر اصابته بتليف في الرئة اليسرى وخرجت بالسطور التالية:
ضيق تنفسي!
قبل شهر ونصف تقريباً وأثناء وجودي في المنزل مع ابن اختي سلطان المطيري وابني عبدالله وقت الظهيرة.. احسست بضيق تنفسي وألم في جهة الرئة اليسرى حيث نقلت لأحد المستوصفات الأهلية بالحي وبعد اجراء التحاليل نصحني الطبيب بالذهاب لمستشفى أكبر نظراً لأن الوضع الصحي يحتاج لتشخيص اوسع طبعاً عدت لمنزلي واعتقدت انه التهاب بسيط لم اتوقع ان يصبح تليف في الرئة وبعد ساعة احسست بزيادة في ضيق التنفس وبدأ الامر يتطور فتوجهت على وجه السرعة للمستشفى العسكري قسم الاسعاف ومكثت يوماً كاملاً ثم حولت للعناية المركزة!!
دخلت غيبوبة «7 أيام»!
دخلت ازاء ذلك العارض في غيبوبة لمدة 7 أيام بالعناية المركزة حيث حصل عندي انقباض في الرئة اليسرى بسبب تليف في خلايا الرئة بنسبة 40% طبقاً لتقرير الطبيب المشرف على حالتي، طبعاً بعد مكوثي في العناية للوهلة الأولى وتجاوزت بفضل الله وحمده مرحلة الخطر انتقلت لمرحلة أخرى في قسم العناية تسمى مرحلة الاستقرار حيث مكثت شهراً تقريباً ثم حولت ايضا في قسم العناية لمرحلة تسمى مرحلة النقاهة وما زلت حتى الآن طبعاً يسمح بالزيارة لمدة ساعة، والحمد لله اشعر بتحسن وتحول كبير في وضعي الصحي.. ولا سيما أنني تجاوزت المرحلة الصعبة التي مررت بها مؤخراً بحمد الله وشكره!!
تليف رئوي!
أعاني حالياً من ضعف في العضلات بالجهة اليسرى بسبب التليف الحاصل بالرئة مع نقص في الأوكسجين الأمر الذي استدعي لاستخدام جهاز تنفسي صناعي وعمل فتحة في الحجرة لاجراء التنفس الصناعي بواسطة الجهاز وذلك للقيام بالمهام الوظيفية للرئة كنقل الاوكسجين للدم وطرد ثاني اكسيد الكربون. طبعاً هذا الجهاز مطلوب استخدامه فترة لا يعرف الى متى تستمر شهر او شهرين او سنة حسب استجابة الجسم وتحسن الرئة.
مرحلة النقاهة..!!
برنامجي الغذائي طبعاً في البداية حين دخلت الغيبوبة لمدة اسبوع كان عبارة عن تغذي وبعد تجاوزي مرحلة الخطر وانتقالي لمرحلة الاستقرار تم وضع برنامج غذائي يتناسب مع حالتي الصحية وبعد استقراري في مرحلة النقاهة سمح لي بتناول الاطعمة بشكل طبيعي مع تقنين الدهون والسكريات والحمد لله على قضاء الله وقدره والمؤمن مبتلى..!
لاعبو الأمس..!
من اللاعبين القدامى الذين غمروني بزيارتهم.. مهاجم النصر «سابقاً» محمد سعد العبدلي وزميله سعد السدحان وفهد بن نصيب وعبدالله الجربوع وناصر الشايع وسمير سلطان ومنصور الاحمد ود. صالح السقا وعبدالله عمار واسماء أخرى لا تحضرني في هذه اللحظة فلهم جزيل الشكر والامتنان على هذه اللفتة الطيبة.
طبعاً هناك من فاجأني بزيارتي منذ سنوات لم أراهم أما من تجاهل زيارتي او الاتصال بي فلن اعتب عليهم وقد تكون هناك ظروف منعتهم عن السؤال عن أحوالي المرضية وأوضاعي الصحية!!
ثنائي رائع
عبدالله العمار وسمير سلطان.. ثنائي يستحق ان اطلق عليهما لقب «ثنائي الوفاء» ففي كل يومين او ثلاثة يحرصان على زيارتي والبقاء معي في هذه المرحلة «مرحلة النقاهة» لمدة ساعة وهو الوقت المحدد للزوار، وهنا تدخل عبدالله العمار وسمير سلطان واكدا ان «غازي سعيد» يعتبر أخاهما الأكبر وعلاقتهما معه بدأت في الحارة والمدرسة ثم تعززت بصورة اكبر في نادي الهلال، وأشارا الى أنهما كانوا لا يفترقون إلا عند النوم هذا سر العلاقة الحميمة بين غازي وهذا الثنائي الهلالي «سابقاً»!!
رعاية وعناية
علاقتي مع الأطباء بالمستشفى العسكري اكثر من رائعة ثمة اهتمام ورعاية فائقة بالمرضى، بل ان هناك من كان يعطيك الأمل القوي ويقول ان شاء الله انها ازمة وتعدي والمؤمن كل امره خير.. فجزاهم الله عني خير الجزاء وجعل ما قدموه وبذلوه من عمل انساني في موازين حسناتهم!
انتظر جهازاً بـ100 ألف ريال!!
مغادرتي المستشفى العسكري لم تحدد بعد حيث انها متوقفه ومرهونة بتأمين جهاز تنفسي صناعي قيمته تتراوح بين 80 - 100 الف ريال وهذا الجهاز كما اشرت ايضا يقوم بالمهام الوظيفية للرئة من نقل الاوكسجين للدم وطرد ثاني اكسيد الكربون.. وهذا الأمر ما زال يؤرقني يوماً بعد يوم ولكن ثقتي بأصحاب القلوب الرحيمة بتأمين هذا الجهاز.
معنويات عالية
وضعي النفسي والمعنوي بلا شك أكثر من رائع لأنني أولاً وآخراً مؤمن بقضاء الله وقدره ومن «شاف مصيبة غيره هانت مصيبته».. والحمد لله رب العالمين على كل حال.
ولا انسى في الحقيقة دور الاطباء الذين ساهموا في رفع معنوياتي ويتمثل ذلك في المعاملة الانسانية والأسلوب الرائع في التخاطب مع المريض حيث يعطيه الأمل القوي في شفائه بإذن الله عز وجل.
تطور إيجابي
من المواقف التي لا انساها أثناء مكوثي في العناية «مرحلة الاستقرار» رفضت الاكل وأصررت على هذا الامتناع إلا بعد مشاهدة اولادي الصغار والحمد لله انني شاهدتهم بعد ان افقت من الغيبوبة حيث اعتبر زيارة ابنائي نقطة تحول وتطور في حياتي الصحية بصورة ايجابية!
زيارة كريمة
بلا ريب الـ45 يوماً التي قضيتها على سرير المرض وعشت فيها لحظات حرجة ولكن هونها علي زيارة كريمة تفضل بها علي سيدي صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز رئيس اعضاء الشرف بنادي الهلال، حيث ساهمت هذه الزيارة الكريمة في تخفيف معاناتي المرضية واسأل المولى عز وجل ان يطيل عمر سموه ويكسوه ثوب الصحة والعافية.
كما لا انسى زيارة سمو الأمير عبدالعزيز بن بندر بن محمد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن فهد بن محمد بن عبدالعزيز لي بالمستشفى وحقيقة اثمن لسموهما هذه الزيارة الإنسانية.!!
ينتظر بادرة إنسانية
غازي سعيد يعمل في الحرس الملكي وتحديداً في الشؤون الرياضية برتبة وكيل رقيب حيث أحيل للتقاعد قبل سنة وهو متزوج واب لـ4 أولاد و4 بنات، ونظراً لظروفه الصحية والمادية فإننا نناشد رجالات الهلال الذين جبلوا على الشهامة والوفاء ان يحظى نجم خدم هذا الكيان 13 عاماً، حيث مثله في كافة المراحل السنية فساهم في حصول «الهلال» على بطولة الدوري «مرتين» عام 1397هـ و1399هـ الى جانب بطولة كأس الملك ايضاً مرتين عام 1400 و 1402هـ وعاصر «3» اجيال خدمت المسيرة الهلالية وكان أكثرهم اخلاصاً وتضحية ان يحظى بلفتة انسانية وبادرة كريمة تخفف من معاناته الصحية والمادية ولا سيما انه متقاعد ويعول 8 من ابنائه وكلنا ثقة ان يتفاعل الهلاليون الأوفياء مع ابنهم البار غازي سعيد الذي لا يزال أسيراً على فراش المرض «شفاه الله».
لفتة رائعة
في صورة رائعة من صور التلاحم والترابط بين نجوم الكرة السعودية السابقين قام كل من نجمي فريق الهلال في التسعينيات سمير سلطان وعبدالله العمار والدكتور صلاح السقا برفقة «الجزيرة» بزيارة مدافع الهلال الصلب في تلك الحقبة غازي سعيد «شفاه الله» الذي يرقد حالياً على السرير الأبيض بالمستشفى العسكري بالرياض.
«الجزيرة» التقت بهؤلاء اللاعبين فرصدت حديثهم بالصورة والكلام عن رفيق دربهم «غازي سعيد»، فإلى محصلة اللقاء:
***
سمير سلطان: غازي سعيد عاصر «3» أجيال وخدم ناديه 13 عاماً
أما مهاجم الهلال الدولي «سابقاً» اللاعب سمير سلطان فيلتقط خيط الحديث عن زميله ورفيق دربه غازي سعيد فيقول لعبت معه في درجتي الاشبال والشباب وتولى إشارة القيادة في هاتين المرحلتين السنيتين ثم اختير لتمثيل الفريق الأول في سن مبكرة من عمره الرياضي نظراً لامكاناته الفنية وقدراته الدفاعية المتميزة.. التي عززت من نجاحه وتفوقه داخل ارض الملعب.
غازي سعيد يختلف اختلافاً كلياً فبداخل الملعب تجده اللاعب المقاتل والحماسي وفي التمارين يرفض أخذ الامور باستهزاء واستهتار وبالمقابل نجده خارج الميدان انساناً وديعاً وخلوقاً وللأسف ان هناك من وصفه باللاعب الخشن وهؤلاء لا يفرقون بين الاسلوب القتالي والاداء العنيف المتعمد..!
كان يعتبر -شفاه الله - فاكهة المعسكرات نظراً لأسلوبه المرح وقفشاته المضحكة التي لا تمُل منها..!!
ولا شك انني تأثرت كثيراً حين زرته للوهلة الأولى وهو في غيبوبة ولكن بفضل الله تجاوز مرحلة الخطر واستقرت حالته الصحية.
وثقتي بإدارة الهلال وأعضاء شرفها الاوفياء بانتشاله من معاناته المرضية ومساعدته في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها ولا سيما انه متقاعد ولديه 8 من الأبناء.
أسال المولى جل شأنه ان يمده بالصحة والعافية ويغادر فراش المرض قريباً إن شاء الله..!
***
الدكتور صلاح السقا: «الناحية النفسية» نصف علاج المريض..!
وعن الناحية النفسية العالية التي يعيشها «غازي سعيد» علق الدكتور صلاح السقا.. استاذ علم النفس الرياضي بجامعة الملك سعود الذي زاره برفقه «الجزيرة» قائلاً: من المؤكد ان الحالة النفسية لها تأثير على اي عضو من اعضاء الجسم، بيد ان هناك علاقة دائمة بين البدن والذهن، حيث ان استقرار الحالة البدنية يؤثر بطبيعة الحال على الناحية النفسية والعكس صحيح ولكن في معظم الأوقات قد يكون المرض عضوياً.. والمرض العضوي يعتبر حسب خطورته وحسب امكانية علاجه مؤثراً.. نعم ممكن المريض يتأثر من النواحي النفسية تأثيراً بالغاً ولكن دائماً المريض الصابر والمحتسب يتذكر ان ما اصابه من الله عز وجل لم يكن ليخطئه ولا راد لقضائه وهنا لا بد ان المريض يعرف ان حالته النفسية اذا تأثرت جراء المرض العضوي فهذا بلا شك يزيد الأمور سوءاً باعتبار ان الناحية النفسية تمثل نصف العلاج ان لم تكن العلاج بأكمله..!
والحقيقة سررت جداً حين شاهدت صديقي واخي الأكبر غازي سعيد في صورة معنوية عالية ونفسية جيدة ساعدته وبدرجة كبيرة في قطع مرحلة متقدمة من مراحل العلاج..!
***
محمد سعد العبدلي: إخلاصه المتميز وحماسه الكبير وراء نجاحه
وفي اتصال هاتفي اجري مع هداف النصر ونجمه الشهير«سابقاً »محمد سعد العبدلي - الذي حالت ظروف ابنته الصحية من مرافقة «الجزيرة» لزيارة مدافع الهلال غازي سعيد- تحدث قائلاً: زاملت هذا اللاعب منذ أكثر من 3 عقود حيث كان يمثل الهلال وانا ألعب في فريق النصر وكان من اللاعبين المشهورين في الخارطة الزرقاء ونموذجاً ومثالاً يحتذى به في فنه وقتاليته على الكرة واعتبره بالفعل احد نجوم عصره الذين قادوا فريقهم لاحراز وتسجيل العديد من البطولات والإنجازات الذهبية.
كان يعشق الهلال أشد العشق ووضح ذلك جلياً على ادائه وحماسه المتقد الذي كثيراً ما دفع ثمنه بمغادرة الملعب ليس لخشونته انما لحماسه الزائد واخلاصه الفارط للفانيلة الزرقاء.
ولقد سررت في الحقيقة حين زرته قبل أيام وشاهدته في حالة صحية مستقرة وتحسن كبير ولله الحمد، واتمنى ان يخرج سالماً ومعافى لابنائه وزوجته.
***
عبدالله العمار: ثقتي في رجالات الهلال بانتشال « غازي » من معاناته
تحدث عبدالله العمار قائلاً: غازي سعيد - شفاه الله - من اللاعبين القلائل في تلك الأيام الخوالي ممن تميزوا بأخلاقهم العالية وطيبتهم المتناهية وعلاقتي به بدأت منذ ان كنا في الحارة وفي المدرسة وأخيراً مثلنا «الهلال» معاً في كافة مراحله السنية.!!
حيث اشتهر بروحه القتالية وأدائه المؤجج بالحماس الكبير.. فضلاً عن قدراته الدفاعية البارعة التي اجبرت المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق الازرق خلال تلك الحقبة على تثبيته كلاعب أساسي في تشكيلته ويكفيه فخراً انه شارك في العديد من الإنجازات والبطولات الذهبية التي تحققت لزعيم الأندية آنذاك.. ويكفيه ايضا شرفا انه عاصر 3 اجيال بدءاً بجيل سلطان بن مناحي ومبارك العبدالكريم ثم جيل ابن عمر ومحسن بخيت واخيراً جيل النعيمة وابن نصيب واليوسف، الأمر الذي يؤكد مكانته كلاعب مفضل سواء عند الجهاز الفني أو الإداري وحتى الجماهير الهلالية.
وأتمنى من رجالات الهلال الأوفياء الوقوف مع ابن النادي البار غازي سعيد الذي خدم هذا الكيان سنوات طويلة بكل اخلاص وتفانٍ ومساعدته مادياً ومعنوياً في ظل ظروفه الصعبة التي يمر بها في وقتنا الحاضر «شفاه الله».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved