Wednesday 19th march,2003 11129العدد الاربعاء 16 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

على ضفاف الواقع على ضفاف الواقع
ما الذي فيَّ مازال حيّا
غادة عبدالله الخضير

من بضعة أشياء ل «بسام حجّار»:
لا أريد أن أكون محبا..
ورقيقا..
فقط أضع يدي على جبينك..
بارد..
أو فاتر..
أو محموم.
لا أحبك حبا لا يضاهى..
ولا أشقى لغيابك
ولا أموت
فقط..
أضع يدي على جبينك
لأعرف
ما الذي فيَّ
مازال حيا..
* ما الذي فينا مازال حيا نابضا بالرغبة في العيش.. مجتهدا لحياة أنقى من هذه وأكثر نبلا؟
ما الذي فينا مازال يتعارك مع سيوف الحياة يطلب نصرا قويا.. أو هزيمة بموت مريح أو موت نظيف أو موت دون حسرة ان دنيا في الخلف تركت كان بها ما يثلج القلب والآن حرائقها تمتد من الأنين إلى الأنين؟
ما الذي فينا لم تقتله بعد بلادة الشعور من جهة ومن جهة أخرى كسل للروح عميق نعيشه، ويتسامق عروقا جافة إلى أعلى«اللارغبة في شيء»..؟
مالذي فينا مازال حيا نتأمله بعيدا عن هذا الإسراف الشديد في مجاراة تيار الحياة حينا غرق بعمل وحينا آخر غرق في ملل؟
ما الذي فينا مازال حيا إذا كانت كل الصور التي يتشربها البصر ألما.. ما عادت تخلق في القلب تنهيدة إحساس بآخر يتألم.. أو يتعذب أو يظلم أو يتجاوز الصراخ قهرا إلى صمت طويل يحيط به الغبار من كل جهة، حتى تمثل صنما تصفعه الريح بقوة.. ولا يتحرك..؟
ما الذي فينا مازال يكتب للحياة نصا مبهرا.. حتى الذاكرة حبر الكتابة وورقها ما عادت إلا هرمة وذكرياتها قديمة لا تصلح إلا لمقارنات فاشلة بين أمس قديم و«الآن» جافة مهترئة؟
ما الذي فينا مازال حيا.. نصر هارب من هزيمة أم هزيمة يسحقها نصر قوي؟
ما الذي فينا مازال حيا.. ظلم تسيد عدلاً واهماً.. أم عدل له راية فوق راس ظلم راحل..؟؟
ما الذي فينا مازال حيا.. رغبة تناكف الحياة.. أم حياة لم يعد يغريها أن هناك رغبة موجودة؟
من له أن يكتشف هذا العرق النابض بداخلنا.. يرسم له خريطة اتجاه..
ويعيده إلى سابق عهده متدفقا بهجة وإقبالا على الحياة؟
من له أن يضع راحة يده.. على صقيع اللحظة ويمنحها شيئا من دفء..
وبعض من امان..؟؟
* خاتمة.. أيضا ل «بسام حجار»:
لفرط ما أحذف النهارات لم يبق إلا كائن الأرق، شبيهي الذي يحسب أن الوقت يمضي إذا مشيته مرارا من الباب إلى النافذة، من الشرفة إلى النافذة، من النافذة إلى النافذة، ولا أدرك جدواه.
لفرط ما أحاول نسيان الوقت أقع في خطأ الانتظار وأعلم أن من هو مثلي لا ينتظر شيئا ولا يرغب في شيء.
لأن الأشياء قاطبة تقيم في نهارات أحذفها لكيلا يبقى مني إلا رميم الأرق، شبيهي الذي ما عرفت سواه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved