Wednesday 19th march,2003 11129العدد الاربعاء 16 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أم القنابل والكومانشي الشبح وعين التنين.. أسلحة الحرب الفتاكة أم القنابل والكومانشي الشبح وعين التنين.. أسلحة الحرب الفتاكة
الصدمة والترويع عنوان الحرب المرتقبة على العراق
أمريكا تستخدم أسلحة عديدة من الحيوانات إلى القنابل الإلكترونية والصواريخ الشبح

  * القاهرة - مكتب القاهرة - ريم الحسيني - عثمان أنور - علي البلهاسي:
الحرب الذكية، الحرب السريعية، الصدمة والرعب، هذه بعض الأوصاف التي تطلق على الحرب الأنلجو سكسونية على العراق والتي دخلت في الساعات الأخيرة للبدء الفعلي لها ويراقب ويترقب الجميع أنواع الطائرات والقاذفات والقنابل والصواريخ اضافة لتلك الأسلحة الجديدة التي يتم استخدامها لأول مرة وهي تحتشد وتستعد بانتظار اطلاق صافرة الحرب أنواع الأسلحة وإعدادها وقوة نيرانها ومدى فتكها تؤكد أن الحرب هذه المرة ستكون كما خططت لها القيادة العسكرية الأمريكية أسرع وسوف تستخدم فيها أسلحة أكثر فتكاً وذكاء وبكثافة لم تشهدها أي حرب، من قبل ويرى الخبراء الاستراتيجيون العسكريون أن هذه الحرب سوف تجرى لأول مرة في اتجاهين استراتيجيين شمالاً وجنوباً، وسوف تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة بداية من سلاح الحيوانات التي أعلن عنه وهو استخدام الدواجن والقطط لشم الألغام ورائحة القنابل الجرثومية وانتهاء بأم القنابل والتي تمت تجربتها لأول مرة وما بينها الأسلحة المعروفة باسم جي - دي - ايه - إم وهي عبارة عن صواريخ وقنابل تقوم خلال انفجارها بخلق تيار من الموجات الكهرومغناطيسية التي باستطاعتها قطع جميع الاتصالات ومنع أجهزة الكمبيوتر من أداء دورها وبالتالي يمكنها شل مراكز القيادة والسيطرة ووسائل الدفاع الجوي والتأثير على عمل القوات الجوية والبرية، وسوف تستخدم القوات الأمريكية في هجومها القذائف الموجهة الدقيقة ضد الأعماق التي تستطيع تفجير كل ما هو تحت الأرض ولأعماق لا تصل إليها، القنابل والصواريخ التقليدية، بالاضافة إلى استخدامها للأسلحة الذكية التي يمكن توجيهها بدقة متناهنية من خلال الأقمار الصناعية ومنها قنابل الليرز، فضلاً عن استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات القصف وليس الاستطلاع والرصد فقط.
أم القنابل ستستخدم في الحرب ضد العراق لأول مرة
ويقدر الخبراء أن تستغرق هذه الحرب السريعة ما بين أسبوع إلى أربعة أسابيع حيث ستستخدم كل الوسائل الحربية بكثافة عالية وبخاصة خلال الساعات والأيام الأولى للقتال الذي ستكون أهم أهدافه تدمير كل المواقع الرئاسية العراقية مع وسائل الدفاع الجوي ومراكز القيادة والسيطرة وقوات الحرس الجمهوري التي سيتم التركيز عليها لاخراجها - منذ البداية - من القتال باعتبارها أقوى ما لدى النظام العراقي من قوات، وسوف تصاحب هذه العمليات - وفي الوقت نفسه - عمليات خاصة تستهدف الاستيلاء على حقول النفط.
«الجزيرة» استطلعت آراء نخبة من خبراء العسكرية والاستراتيجيين حول الأسلحة المستخدمة في الحرب على العراق وأنواعها وقدرتها التدميرية الفائقة.
أسلحة متقدمة
يؤكد اللواء صلاح الدين سليم الخبير العسكري أنه من الدوافع الرئيسية وراء الحرب هو اجراء اختبار حي وواسع النطاق للأسلحة الأمريكية المتقدمة ذات التوجيه المحكم، والمتابع للاستعدادات العسكرية منذ بدايتها بجد أن وزارة الدفاع البنتاجون تعاقدت مع شركات المجمع الصناعي الحربي على شراء الأسلحة التي حصلت على شهادة الجودة من خلال تجربتها في حروب حقيقية وفي مقدمة الشركات التي حصلت منتجاتها على هذه الشهادة مارتن لوكهيد وجنرال الكيزيك ولورال وهناك شركات أخرى لم تحصل منتجاتها من الأسلحة المتقدمة على هذه الشهادة كما أن الموردين الحاليين مستمرون في انتاج أسلحة جديدة يتعين تجربتها في حروب حية لكي تحصل على شهادة الجودة ومن ثم تفوز بالتعاقد مع وزارة الدفاع البنتاجون ونظراً لأن هذه الشركات سوف تحقق أرباحاً من هذه التعاقدات تقدر بعشرات البلايين فإنها تساهم في العدوان على العراق بتوفير جانب من الأسلحة للبنتاجون بدون مقابل، ويتابع سليم بقوله أنه من المتوقع أن تستغرق العمليات العسكرية نحو ستة أسابيع وليست شهوراً كما أن من المتوقع أن يتم احتلال العراق بدون التحام أو مواجهة في ميدان القتال إذ تستخدم الصواريخ والقاذفات القنابل للقضاء على الأفراد خاصة عن طريق سد وقصف منافذ الملاجئ والمخابئ تحت الأرض، وللقضاء على المعدات الحربية سوف تستخدم القنابل العنقودية حيث تنتج القنبلة الأم مئات من القنابل التي تقصف الأهداف المختلفة ومن المتوقع أن تتعرض العاصمة العراقية لما بين 400 و500 قذيفة صاروخية من البحر والجو كل 24 ساعة وخلال أقل من أربعة أسابيع تتحول العراق بالكامل إلى أرض محترقة بلا جيش وأصبح من المؤكد أن تستخدم القوات الجوية الأمريكية والبريطانية ما يسمى بالقنبلة الالكترونية وهي القنبلة التي ينطبق عليها وصف أسلحة الدمار الشامل وهي تطلق من على 1كم ويؤدي تفجيرها إلى تفجير جميع وسائل الاتصال الالكترونية مثل الرادارات والكومبيوتر والهواتف وتؤثر تأثيراً خطيراً على كافة الأجهزة السمعية والطبية وفي هذا السياق ذكرت تقارير أن البنتاجون حصل على خريطة الكترونية للكرة الأرضية سوف يتم استخدامها لتسديد ضربات ضد العراق عن طريق الأقمار الصناعية من خلال شاشات لا تتجاوز مساحة النافذة ويجري التركيز فهي على بغداد ووسط المدينة وقصور صدام حيث تنطلق القذيفة خلال دقيقة واحدة في الاتجاه المطلوب كما أنه من المتوقع استخدام الغواصات كمضادات قصف رئيسية لأنواع جديدة من الصواريخ البحرية.
ويرى الفريق أول سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة في حرب 1973م أنه على الرغم ن تمتع القوات الأمريكية البرية بخفة حركة عالية ووسائل اتصال تمكنها من طلب معونة القوات الجوية خلال دقائق معدودة غير أن القصف الجوي والصاروخي سيبدأ أولاً من خلال قصف مكثف يتم خلاله اسقاط حوالي ألف طن من القنابل والصواريخ وذلك بهدف تدمير وسائل الدفاع الجوي ومراكز القيادة ووسائل الاتصال والسيطرة العراقية وتندفع حوالي مشاة فرق 6 مكونة من ثلاث فرق مدرعة منها الفرقة البريطانية وفرقة اقتحام جوي وفرقة جنود مظلات وفرقة فرسان الجو تحت مظلة كثيفة من القصف الجوي على محورين أو ثلاثة بهدف الوصول إلى منطقة الفالوجا حيث تصل ومعها الأسلحة التالية 13880 دبابة منهم 1880 أمريكية و200 بريطانية و583 قطعة مدفعية أمريكية و1092 طائرة هليكوبتر و1050 أمريكية و42 بريطانية.
وأن القصف الجوي المركز في بداية العمليات سيعمل على منع القوات العراقية من تدمير السدود أو حرق حقول النفط أو مرافق البنية الأساسية بأنحاء البلاد.
وقد وردت تقارير عديدة عن الأسلحة التي تعتزم القوات الأمريكية استخدامها وفيما يلي أبرزها:
قنابل خارقة للأسلحة المحظورة
يستخدم هذا النوع من الذخيرة المبتكرة ضد مستودعات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وتتولى هذه القذائف حرق المكونات المحظورة داخل قذيفة الخصم ورؤوس الصواريخ دون أن تسمح بتسرب أبخرة فتاكة إلى الخارج.
القنبلة الالكترونية
تستخدم هذه القنابل لتدمير شبكات الاتصالات الالكترونية وكابلات الألياف الضوئية بحرقها دون أن تلحق أذى بالأفراد ويمكن لهذه الذخيرة أن تدمر كابلات الكهرباء وجميع التجهيزات الالكترونية المدنية والعسكرية عن طريق رفع درجات حرارتها ووصفت هذه القنابل من قبل باسم قنابل الميكروويف.
الصواريخ الشبح
يعتزم السلاح الجوي الأمريكي استخدام صاروخ جديد يتعذر رصده بالردارات المعروفة في العالم ويتم توجيهه عن طريق الأقمار الصناعية ويصل مدى الصاروخ الجديد إلى 320 كيلو متراً ويمكنه اصابة هدفه بدقة متناهية وتم تزويد هذا الصاروخ بجهاز تعقب حراري للتعرف على الأهداف التي تم تخزين صورها في ذاكرته قبل الاطلاق.
عين التنين
تم تزويد الفرقة الأولى مشاة الأمريكية بعشرة أجهزة من هذا السلاح وهو عبارة عن طائرة دون طيار متناهية الصغر حجم طائرة جارح متوسط لالتقاء الصور والأصوات وبثها لاسلكياً إلى أفراد الوحدة على أجهزة كمبيوتر محمولة وتمكن هذه الأعين الطائرة القوات الميدانية من رؤية الخصم وراء الجبال والمباني الشاهقة بوضوح بالغ تمهيداً لقصف مواقعه.
القنابل الصندوقية
تزود طائرات القتال ضد الأهداف الأرضية والأفراد بهذا النوع الجديد من القنابل الصندوقية الشكل لتحييد الخصم خلال الغارات الجوية ضد أهداف عالية الخطورة.
قنابل الدشم الحصينة
طورت الولايات المتحدة هذا النوع من القنابل القادرة على اختراق الخرسانة المسلحة بسمك كبير بهدف تدمير أجهزة أسلحة أو أجهزة اتصال أو صواريخ استراتيجية على أعماق كبيرة.
ومن جانبه يرى أحمد إبراهيم محمود خبير الاستراتيجية بمركز الأهرام للدراسات أن استراتيجية الهيمنة السريعة تقوم على أن الهدف الجوهري للحرب لم يعد متركزاً بالضرورة على التدمير الشامل لقدرات العدو أو استنزافها بقدر ما أصبح يتركز بشكل رئيسي على التأثير في إرادة الخصم وادراكه ومن ثم السطرة عليه وتحقق هدف الهيمنة السريعة من خلال تطبيق عنصري الصدمة والترويع أي يكون هذان العنصران على درجة كافية من القوة والتحريض واثارة الرعب والتهديد بما يضطر الخصم إلى الاستسلام وقبول المطالب الأمريكية ولا تستبعد استراتيجية الهيمنة السريعة بالضرورة الاستخدام الواسع النطاق للقوة العسكرية لتدمير قدرات الخصم في حالة عدم انصياعه للشروط والمطالب المفروضة عليه.
وكان مفهوم الهيمنة السريعة قد طرح في الأصل من جانب فريق عمل من العسكريين وخبراء الأمن القومي والشؤون الدفاعية في الولايات المتحدة جرى تشكيله في منتصف التسعينات من أجل صياغة عقيدة استراتيجية جديدة أو بديلة لتوجيه عمليات بناء القوات العسكرية واستخدامها، وقد جرى تطوير هذه الاستراتيجية لتحل محل استراتيجية «القوة الحاسمة» التي كان معمولاً بها والتي كانت تقوم على التدمير الشامل لقدرات الخصم إلا أن هناك قدراً عالياً من التكامل فيما بينهما، فإذا فشل عنصرا الصدمة والترويع في تحقيق هدف السيطرة على الخصم بدون قتال فإنه يتم اللجواء تلقائياً إلى تطبيق مبدأ القوة الحاسمة لتحقيق الأهداف المنشودة في الصراع.
وعلى الرعم من أن هذا المفهوم ليس جديداً بحد ذاته وسبق للقوات الأمريكية أن طبقته في العديد من الحالات السابقة وأبرزها حرب الخليج 1991م إلا أن نجاح عامل الهيمنة لم يكن مرتبطاً وقت ذاك بالسرعة حيث استغرق الأمر ستة أشهر كاملة من أجل اخراج صدام حسين من الكويت في عام 1991م، ومن المفترض أن تكون الولايات المتحدة قد استكملت مع بداية الأسبوع الحالي حشد القوات المخطط لها لبدء الهجوم على العراق والتغلب على عامل السرعة والحسم لصالحها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved