Wednesday 19th march,2003 11129العدد الاربعاء 16 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قبل الحرب المحتملة على العراق بساعات قبل الحرب المحتملة على العراق بساعات
حركة الأسواق عادية جداً ولا مؤشر على شراء وتخزين مواد غذائية بالمنازل
المواطنون:الوضع في المملكة خلال حرب الخليج الأولى كان عادياً وحالياً سيكون الوضع أفضل
المقيمون:مطمئنون على أنفسنا في المملكة ونتمنى أن تكون أسرنا معنا في حالة اندلاع الحرب

* الطائف عليان آل سعدان:
في جولة استطلاعية قامت بها «الجزيرة» في أسواق الطائف للاطلاع على أوضاع الأسواق وحركتها خلال الساعات القليلة القادمة التي تسبق الاستعدادات الجارية في المنطقة للحرب المحتملة على العراق وأخذ الاحتياطات اللازمة من المواد الغذائية وغيرها التقت «الجزيرة» بالعديد من أصحاب المحلات التجارية والمواطنين والمقيمين بالطائف الذين أكدوا جميعا ان الوضع عادي جدا فيما يتعلق بالاستعدادات لتوفير مخزون غذائي في داخل المنازل وفيما يتعلق بحركة الأسواق فلا يوجد مؤشر على التأثير على سير الحركة التجارية بالطائف ما عدا بعض عمليات الارتفاع في شراء الذهب الذي يتوقع ارتفاعه في حال اندلعت الحرب بهدف بيعه.
الوضع المادي
في هذا السياق قال أصحاب المحلات التجارية والعاملون فيها: الوضع حتى هذه اللحظة عادي جدا ولا يوجد مؤشر يدل على تغير أوضاع الشراء بشكل عام. الإقبال حاليا يعتبر عاديا للغاية ونحن لا نعرف لماذا يقوم المواطنون والمقيمون بالطائف بشراء هذه الاحتياجات حاليا ولا نستطيع أن نسألهم عن ذلك، ولكن نتذكر خلال أزمة الخليج السابقة وقبل اندلاع الحرب ان الإقبال على شراء المواد الغذائية ارتفع بمعدلات كبيرة جدا خاصة للأشياء الضرورية والهامة مثل المياه المعبأة وأنواع العصيرات والمرطبات وغيرها من المشروبات والمأكولات المختلفة، وكان هذا خلال أزمة الخليج الأولى.
جاهزون للطلبات
أما في الوقت الحاضر وكما يؤكد هؤلاء أصحاب المحلات التجارية فإن الأمر لا يزال طبيعياً جدا ولا ندري قد يكون الأمر خلال الأيام القادمة غير ذلك، وعلى العموم يؤكد أصحاب هذه المحلات التجارية أنهم جاهزون لكافة الطلبات ويستطيعون إخراج كل الاحتياجات من مستودعاتهم إذا لزم الأمر ذلك في ساعات قليلة جدا وعرضها للبيع.ونفى هؤلاء أن يكون هذا الحدث فرصة للاستغلال ورفع الأسعار وقالوا نحن يكفينا ان ننفق 70% من البضائع أو المواد المتوفرة لدينا حتى ولو أقل من سعرها فهذا مكسب كبير.
الوضع غير
وتحدث عمال في أحد أكبر المراكز التجارية بالطائف هم محمد صالح الغامدي وهادي عمر باجابر وأحمد محمد السقاف وقالوا: مما لا شك فيه أنه حتى إذا وقعت الحرب لا قدر الله فسيكون الأمر طبيعياً جدا لعدة أسباب من أبرزها تجربة حرب الخليج الأولى التي كانت المملكة طرفا رئيسا فيها لتحرير دولة شقيقة وجارة احتلت وشرد شعبها، آنذاك استعد المواطنون والمقيمون بالمملكة بأخذ الاحتياطات اللازمة مثل توفير مخزون غذائي واحتياطات أخرى في منازلهم، ومع هذا كانت هذه البلاد بفضل الله والسياسة الحكيمة لقيادتها الرّشيدة في مأمن وعاش كل سكانها في أمن واستقرار من كافة الجوانب رغم ان العديد من الدول الأخرى وبعضها عالمية شهدت اضطرابات غير عادية خلال أزمة الخليج الأولى ومن هذا المنطلق فإن الوضع هنا في المملكة دون شك سيكون عادياً للغاية في ظل الظروف الحالية التي تمر بها منطقتنا قبيل الحرب المحتملة التي نتمنى من الله أن لا تقوم.
لسنا طرفاً في الحرب
كما التقت «الجزيرة» بالعديد من المواطنين والمقيمين في الطائف بعضهم من جنسيات مختلفة عربية وغير عربية.وتحدث المواطن سالم القرشي والمواطن سليم حسن والمواطن تركي القحطاني الذين كانوا يتواجدون في بعض المحلات التجارية بالطائف للشراء وقالوا هذه الأغراض التي نشتريها عادية جدا ومعتادون على شرائها كل أسبوع وليس لها أي علاقة بالحرب المحتملة والاستعدادات لتخزين أي مواد غذائية في المنزل في حال اندلعت الحرب لعدة أسباب، من أهمها أننا في هذا البلد في الوقت الحاضر لسنا طرفا في هذه الحرب، وصحيح أننا سوف نتأثر بسببها مثلنا مثل أي دولة في العالم ولكن بلادنا ليست طرفا مما يجعلنا نشعر أننا في مواجهة يجب علينا أن نتهيأ ونستعد في كل الاتجاهات مثلما حدث خلال أزمة الخليج الأولى التي كنا فيها طرفا رئيسيا وأساسا عندما احتلت دولة شقيقة ولنا وعضو في كيان مجلس التعاون الخليجي وجدنا أنفسنا تلقائياً مجندين ومستعدين في أي لحظة رهن إشارة من قيادتنا الرشيدة. وكما تعرف انه خلال الأزمة السابقة انخرط أكثر من مليون مطوع للقتال وتم تدريبهم عسكرياً على مختلف الأسلحة الحديثة في كافة مناطق المملكة وكنا في حقيقة الأمر متهيئين لأي شيء مهما كان وتوقعنا ذلك واتخذنا احتياطاتنا اللازمة في كل مدينة وقرية وهجرة في مناطق المملكة.
الضحية الشعوب
ولكن هذه الحرب المحتملة التي سمعنا وشاهدنا قادتنا الحكماء وعلى رأسهم مولانا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني قد بذلوا كل ما في وسعهم وإمكانياتهم وما زالوا حتى هذه اللحظة يبذلون قصارى الجهد لتجنب وقوع هذه الحرب واللجوء إلى الطرق الدبلوماسية الجارية لنزع أسلحة الدمار الشامل لدى النظام العراقي الذي أوصلنا إلى مثل هذه المرحلة نتيجة السياسات المتغطرسة وغير الواقعية التي كانت نتائجها السلبية للأسف الشديد على العراقيين وإخوانهم العرب بالدرجة الأولى. ونتمنى من قلوبنا أن تزاح هذه الغمة عن المنطقة ويزول شيح الحرب ويعيش العالم في أمان وسلام واستقرار وهذا هو الأفضل والأحسن لكل البشرية، ان الحروب نتيجتها فتاكة وعندما تندلع يصعب إيقافها ويقع ضحيتها الأبرياء وتتشرد الشعوب ويقتل من ليس لهم علاقة على الإطلاق من الرجال والنساء والأطفال وبالنظر الى الحروب التي وقعت في العالم منذ بداية الحرب العالمية الأولى وحتى حرب الخليج التي وقعت عام 1990م لو رجعنا ودققنا جدا في الإحصائيات للذين قتلوا في هذه الحروب سنجد أن 80% من ضحايا هذه الحروب هم أبرياء لا علاقة لهم بالحروب قتلوا وهم في بيوتهم أو مزارعهم أو في مواقع أخرى ليس لها علاقة بالحرب، بل ان بعضهم قتل وهو مختبئ في ملجأ يحميه من الموت، هذه هي نتيجة الحرب دمار وقتل وتشريد وضياع وشتات فلماذا يصر الذين يتربعون في سدد الحكم على هلاك الشعوب وقتلها.
تجربتنا فريدة
وعموماً نحن هنا في المملكة نحمد الله أن وهبنا قيادة حكيمة استطاعت بفضل الله منذ أكثر من 100 عام توحيد هذا الوطن على يد المؤسس الكبير جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وان تسير بهذا الشعب إلى بر الأمان وتطوي صفحات سوداء كانت تخيم على هذا الوطن قبل التوحيد وتحول هذا الوطن الذي كان مشتتاً تسوده التفرقة والخوف والجهل والفقر والقتل إلى وطن متوحد تحت راية واحدة ننظر إليه اليوم بالفخر والاعتزاز بما وصلنا إليه من رقي وحضارة وتقدم نمثل من خلال ذلك النموذج الأفضل على مستوى العالم أمناً ورخاء واستقراراً وهذه هي الأهداف التي رسمت وخططت لها قيادتنا الحكيمة. فلماذا لا يحتذي العالم كله بهذه التجربة الفريدة من نوعها في العالم وبالسياسة الحكيمة لقيادتنا والتفكير في مصلحة الشعوب بدلا من الحروب التي تفتك بهم نتيجة أطماع هي أرخص بكثير من حياة هذه الشعوب؟
الإقامة في المملكة أفضل
كما التقت «الجزيرة» بعدد من المقيمين بالطائف منهم بعض الأشقاء من العرب والمسلمين وغيرهم من مصر ولبنان وسوريا والأردن واليمن وباكستان والهند وبنجلاديش والفلبين وبريطانيا وأكدوا ل «الجزيرة» أن الوضع في المملكة خلال حرب الخليج الأولى كان أفضل من أي دولة أخرى في العالم. وأكد أكثرهم انهم كانوا يعتزمون السفر لبلادهم وأجلوا سفرهم لأن الوضع للإقامة في حالة اندلاع حرب أفضل بكثير في المملكة التي يسودها الأمن والاستقرار والرخاء لدرجة ان بعض هؤلاء المقيمين تمنوا أن تكون أسرهم معهم في هذا البلد في مثل هذه الظروف التي يمر بها العالم.
وقال البعض منهم: نحن كنا مقيمين في المملكة خلال حرب الخليج الأولى التي حررت فيها دولة الكويت بفضل الله ثم جهود ودعم المملكة العربية السعودية ومع ذلك كان الوضع الأمني في المملكة أكثر من ممتاز.وما نقوم به من شراء احتياجات حاليا من الأسواق لتغطية احتياجات منازلنا اليومية لا علاقة له بالحرب المحتملة.
ارتفاع أسعار الذهب
وفي أسواق الذهب والمجوهرات التقت «الجزيرة» بعدد من رواد هذا السوق وقال البعض منهم نتوقع أن ترتفع أسعار الذهب والمجوهرات بشكل عام في حال اندلاع الحرب وبالتالي نقوم الآن بشراء الذهب وإذا ارتفعت الأسعار قمنا ببيعه وإذا ظلت كما هي قدمناها هدايا لزوجاتنا وبناتنا، هذا كل ما في الأمر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved