Wednesday 19th march,2003 11129العدد الاربعاء 16 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البنتاجون أعد خطة للسيطرة على حرائق محتملة في آبار نفط العراق البنتاجون أعد خطة للسيطرة على حرائق محتملة في آبار نفط العراق

* واشنطن أ.ش.أ:
أعربت مصادر غربية عن قلقها من احتمالات قيام حكومة بغداد بتفجير آبار النفط العراقية على الرغم من تأكيد الرئيس العراقي صدام حسين على استحالة قيامه بتدمير ثروة بلاده في الوقت الذي حشد فيه البنتاجون ضمن قواته في الخليج مجموعات من فرقة سلاح المهندسين المخصصة للسيطرة على حرائق آبار البترول استناداً الى خطة أعدتها شركة نفط أمريكية كبرى.
ويروّج الأمريكيون لهذه الفرضية باعتبار احتمال حدوثها قائم بشكل كبير ويرون ان ما قامت به القوات العراقية أثناء انسحابها من الكويت يمكن تكراره في الحرب المرتقبة على العراق ويعززون فرضيتهم هذه بالأنباء غير الرسمية التي ترددت عن قيام العراقيين بتلغيم آبار كركوك شمالي العراق.
ويرى الأمريكيون في تجربة اطفاء حرائق البترول الكويتية دروساً يمكن الاستفادة منها لمواجهة موقف مشابه في العراق، وكان الجيش العراقي قد أشعل النيران قبل انسحابه من الكويت في 700 بئر نفطي بالاضافة الى انابيب نقل ومستودعات ومنشآت نفطية.
وأوضحت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في تقرير لها أن التجربة الكويتية اثبتت أنه رغم ضخامة الحرائق فإن الاحتياطات الكويتية لم تعان من انخفاض حاد على العكس من التقديرات السابقة للاطفاء التي كانت تشير لفقدان نسبة كبيرة من هذا الاحتياطي.
وأضافت ان الكويت خسرت ما يتراوح بين 5 ،1 الى 2 في المائة من احتياطيها البالغ 97 مليار برميل.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن كثيراً من الخبراء كانوا يتوقعون أن تستمر آثار تدمير النفط الكويتي لسنوات طويلة.. بينما حذر آخرون من أن الحرائق ستتسبب في فقدان النفط الكويتي لميزته النسبية التي تتمثل في سهولة استخراجه وانخفاض تكاليفه نتيجة تدمير التوازن بين الماء والغاز الطبيعي المصاحب وهو التوازن الذي يجعل مستوى تكاليف استخراج النفط الكويتي من أدنى المستويات عالمياً.
وثبت أن أغلب هذه المخاوف خاطئة أو مبالغ فيها.. فقد تكفل فريق من الاخصائيين في اطفاء الحرائق قدموا من عاصمة صناعة النفط الأمريكية هيوستون بانهاء حرائق النفط الكويتية خلال تسعة أشهر وهو ماكان أسرع كثيرا من كل التوقعات، كما نجحت جهود اصلاح البنية النفطية بحلول نوفمبر 1992 في استعادة مستوى الانتاج قبل الغزو العراقي.. مشيرا الى أن انتاج الكويت قبل الغزو تراوح بين 5 ،1 و8 ،1 مليون برميل يومياً.. ويؤكد مسؤولون كويتيون أن الانتاج بلغ 4 ،2 مليون برميل يومياً بينما يقدره محللون محايدون بنحو مليوني برميل يومياً.
وأوضح التقرير أن ضخامة الاحتياطات الكويتية ساهمت في استعادة التوازن بين المياه والغاز الذي يساعد على سهولة ضخ النفط الكويتي بعد أن تسبب الانفجار في الاخلال بهذا التوازن بصورة مؤقتة.. فيما يؤكد العديد من الخبراء أن الحقول العراقية تتشابه مع نظيرتها الكويتية في الطبيعة الجيولوجية وان كانت أكثر ضخامة من حيث حجم احتياطاتها.
ويرى محمد الجيلاني وهو خبير عراقي جيولوجي يعيش في لندن أن الخسائر التي قد تلحق بالحقول العراقية الضخمة في حال تفجيرها محدودة، موضحا أن المشكلات التي تعاني منها هذه الحقول نتيجة الصيانة المحدودة التي شهدتها خلال السنوات الماضية في ضوء نقص التمويل وقطع الغيار أكثر خطرا في تأثيرها وأطول في مداها الزمني من آثار التفجير المحتمل إلا أنه اعترف ان التفجير سيزيد من صعوبة اي جهود ترمي لاصلاح وإعادة تأهيل الحقول المحترقة.
ويعتقد أغلب الخبراء أنه حتى لو لم يأمر الرئيس العراقي بتفجير حقول النفط العراقية فإن العراق سيستغرق وقتاً طويلاً لتحقيق طفرة في مستويات انتاجه نظرا للحالة السيئة لحقول نفطه بعد سنوات من الحرب ضد ايران وحرب تحرير الكويت فضلاً عن تأثيرات الحصار حيث منعت مقررات الأمم المتحدة تزويد العراق بالكثير من التكنولوجيا اللازمة لتطوير حقول النفط العراقية.
ومن ناحية أخرى يبدي الكثير من المراقبين تخوفاً خاصاً من الآثار البيئية من ردود الفعل العراقية على الهجوم المتوقع سواء بتفجير الحقول أو الاقدام على أية حماقات.. وفي هذا الصدد يشير المراقبون الى قيام صدام حسين ابان حرب الخليج الثانية بتسريب خمسة ملايين برميل من النفط في مياه الخليج العربي بهدف اعاقة قوات التحالف الغربي وهو الأمر الذي مازالت الجهود لتخفيف تداعياتها البيئية مستمرة حتى الآن.
ومن قبيل الاستعدادات لكافة الاحتمالات حشد البنتاجون مجموعات من سلاح المهندسين التابعين للفرقة 130 ضمن القوات المرابطة في الكويت لتقف على أهبة الاستعداد للقيام بمهام خاصة تركز على الحفاظ على سلامة حقول النفط العراقية واحتواء الحرائق التي قد تندلع بها.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخرا أنها تعتمد على خطة اعدتها شركة «كيلوج براون ب رووت» احدى فروع شركة «هاليبورتون» الأمريكية العملاقة للخدمات النفطية بشأن السيطرة على أية حرائق قد تنشب في حقول النفط العراقية واصلاح الخسائر التي قد تنجم عن أي تخريب.
وتقول صحيفة «وول ستريت جورنال» إن مسؤولين عسكريين أمريكيين يوجدون في الكويت ومسؤولي شركة «كيلوج براون أند روت» رفضوا التعليق على هذه الأنباء.. إلا أن الشركة الأم «هاليبتورن» التي تتخذ من هيوستون مقراً لها حجزت بالفعل 24 غرفة في فندق هيلتون الكويت المطل على مياه الخليج العربي لمتابعة الموقف تحسباً لاندلاع حرائق في آبار النفط العراقية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved