Wednesday 19th march,2003 11129العدد الاربعاء 16 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خادم الحرمين الشريفين يوجه كلمة للمواطنين .. القاها الأمير عبدالله : خادم الحرمين الشريفين يوجه كلمة للمواطنين .. القاها الأمير عبدالله :
جهودنا الآن تجنيب وطننا ومواطنيه آثار الحرب وتداعياتها
لن ندخل في مغامرة غير محسوبة تعرض سلامة وطننا وشعبنا للمخاطر
المملكة لن تشارك في الحرب على العراق ولن تدخل قواتها شبراً من أراضيه - إذا تجاوزت الحرب أهدافها المعلنة فسيكون لنا موقف مختلف

  * جدة الجزيرة:
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبدالعزيز كلمة للمواطنين القاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد .. أيها الإخوة المواطنون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أتحدث إليكم اليوم في ظروف بالغة الخطورة والمنطقة بأكملها تواجه أحداثاً جساماً، لأخبركم بما قامت به دولتكم للحيلولة دون وقوع حرب، وما سوف يكون عليه موقف دولتكم إذا قامت الحرب لا سمح الله.
منذ أن بدأت نذر الحرب في الأفق قبل عدة شهور والمملكة العربية السعودية تبذل كل ما في وسعها سواء منفردة أو بالاشتراك مع الأشقاء العرب والمسلمين، للوصول إلى تسوية سلمية..
لقد تحركنا في كل اتجاه، في مجلس الأمن، وفي عواصم الدول دائمة العضوية، وفي اللقاءات العربية والإسلامية، وكنا حيثما نذهب نطرح أفكاراً واضحة تتصف بالعدالة والمنطقية، تقوم من جهة على ضرورة تعاون العراق المطلق مع القرارات الدولية، وتقوم من جهة ثانية على إعطاء المساعي الدبلوماسية الفرصة الكاملة لحل النزاع على نحو سلمي، وكنا في تحركنا هذا ننطلق من مبادئنا العربية والإسلامية. ومن إدراكنا أن الحرب يخسرها المنتصر والمهزوم على حد سواء، وأن الرصاصة عندما تنطلق لا تفرق بين جندي محارب وبين طفل رضيع، وكنا نضع نصب أعيننا، طيلة الوقت، انه مهما كانت أخطاء الحكومة العراقية عبر السنين، فإن الشعب العراقي الشقيق لا يجب أن يدفع الثمن، وأن بقاء العراق موحداً حراً مستقلاً مبدأ لا يقبل النقاش والمساوامة. إلا أنه للأسف الشديد، لم يكتب لجهودنا ولجهود أشقائنا وأصدقائنا الراغبين في السلام أن تصل للنتيجة المنشودة، وأصارحكم القول انه لولا حالة الضعف والوهن التي يعاني منها العالم العربي، والتي لا تخفى على أي مواطن عربي، لكنا خرجنا بموقف عربي موحد فعال يتجاوز البيانات والتصريحات. وفي سبيل الوصول إلى هذا الهدف طرحنا مبادرة جادة لإصلاح الأوضاع العربية المتردية، وإيجاد آلية جديدة للعمل العربي المشترك، إلا أن الأحداث المتلاحقة حالت دون مناقشة هذه المبادرة التي لا زالت على جدول أعمال القمة، ونتطلع إلى أن تناقش في المستقبل القريب..
إن العد التنازلي نحو الحرب، كما يبدو ويظهر قد بدأ، ولا بد لجهودنا التي انصبت كلها حتى الآن في اتجاه واحد هو منع الحرب أن تتحرك في اتجاه جديد وهو تجنيب وطننا الغالي ومواطنيه الأعزاء آثارها وتداعياتها. وحماية لهذا الوطن ومقدساته وأمنه وسلامته، اتخذت دولتكم القرارات التالية، وهي قرارات لا يداخلني أدنى شك إن شاء الله أنها تعبر عن مواقفكم المبدئية، وتتمشى مع التزامكم بالقيم العربية والإسلامية، وتحظى بموافقتكم الاجماعية:
أولا: إن المملكة لن تشارك بأي حال من الأحوال في الحرب على العراق الشقيق، ولن تدخل قواتها المسلحة تحت أي ظرف، شبراً واحداً من الأراضي العراقية.
ثانيا: إننا نتوقع أن تنتهي الحرب بمجرد تنفيذ قرار مجلس الأمن «1441» لنزع أسلحة الدمار الشامل، ونرفض رفضا ًقاطعاً أن تمسّ وحدة العراق أو استقلاله أو خيراته أو أمنه الداخلي أو أن يتعرض لاحتلال عسكري، وقد أبلغنا حكومة الولايات المتحدة بموقفنا السعودي الواضح.
ثالثا: إن الظروف الاستثنائية التي أحاطت بهذه الأزمة منذ اثني عشر عاماً تفرض علينا ألا ندخل في مغامرة غير محسوبة تعرض سلامة وطننا وشعبنا للمخاطر، ومع ذلك لا بد أن نقول انه إذا اتخذت الأحداث مجرى غير الذي أوضحناه، أو تجاوزت الحرب أهدافها المعلنة فعندها سوف يكون لنا موقف مختلف، ولكل حادث حديث..
رابعاً: إننا نتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحركاً فعالاً جدياً للوصول إلى تسوية عادلة لمشكلة فلسطين تقوم على أساس المبادرة العربية، أي الأرض مقابل السلام، وقد أبلغنا المجتمع الدولي كله بموقفنا هذا، كما أننا في كل اتصالاتنا مع حكومة الولايات المتحدة أكدنا بشكل واضح بأن القضية الفلسطينية هي محور كل حل في منطقة الشرق الأوسط واستقراره.
أيها الإخوة المواطنون: لقد قلنا في مناسبات عديدة، ونكرر الآن، أن هناك شيئين يضعهما الشعب السعودي فوق كل اعتبار، وهما العقيدة الإسلامية والوحدة الوطنية، وإنني على ثقة أنكم جميعا تشاركونني الرأي أن الظروف الصعبة الحالية تفرض علينا أكثر من أي وقت مضى التمسك بمبادئنا الإسلامية وبوحدتنا الوطنية وبمنهجنا التنموي الإصلاحي، وبحماية منجزاتنا من أي عبث سواء جاء من الخارج أو الداخل..
أيها الشعب الكريم: إن أمن بلادنا مسؤولية مشاعة بين الجميع، فكل مواطن شريف شريك في وحدة هذا الوطن واستقراره، لذلك فدورنا جميعاً تحمل المسؤولية تجاه حماية وطننا من عبث العابثين، وهذا يتطلب تكاتف الجهود بين الجميع كل في موقعه، وأن لا نسمح للدخلاء والمفسدين المساس بقيمنا الإسلامية والعربية التي يقوم عليها أساس مجتمعنا وأمن وطننا واستقراره.
هذا ونسأل الله جل جلاله أن يحمي هذا الوطن الغالي الذي يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين، والذي يضحي بالغالي والنفيس من أجل أشقائه العرب والمسلمين، وأن يحمي كل ابن من أبنائه، إنه جل جلاله نعم المولى ونعم النصير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved