Wednesday 19th march,2003 11129العدد الاربعاء 16 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
ماذا لو أنَّ؟!!
خيريَّة إبراهيم السَقَّاف

ماذا لو أنَّ من يناشد بنزع السلاح دعوة للسلام أن ينزع عنه السلاح؟، ويبدأ بتدميره قبل تدمير غيره؟.
ماذا لو أنَّ من يناهض العنف رغبةً في السلام أن يبدأ في كبح رغبته في العنف؟
ماذا لو أنَّ من يناشد «النوايا» أن تكون حسنة أن يبدأ فيظهر نواياه؟
ماذا لو أنَّ من يتظاهر بمتابعة فسائل الإرهاب كي يجتثّها من أرضها أن يحرث أرضه أولاً ويخلِّصها من شجرات بل غابات الإرهاب فيها؟
ماذا لو أنَّ الصورة التي انقلب عاليها سافلها لمفهوم الحريَّة والديمقراطيَّة والعدالة والحق في الشرعيَّة الدوليَّة لتصبح قانون غابٍ يحتكم في مصائر الشعوب من يملك الصوت وآلة الإرهاب وقدرة العلم أن يحيل هذه المقدَّرات عنده كي تعيد ترتيب وضع الصورة.
ذلك لأنَّ صباح اليوم أشرق وحتى الطفل الرضيع يلثغ مفردات الحرب، وصغار رياض الأطفال يرسمون الصاروخ والمدفع والبندقيَّة وأوجه الخوف، وأردية القتال؟
ذلك لأنَّ الفزع يفرش تفاصيله على أرض الإنسان، والكرة الأرضية تعجُّ بالأصوات والإنسان لم يعد يميِّز بين مفارقات النوايا في توظيف مفردات الخير، والسلام والحق، والعدل، والحرية.. والقوة..
فأيُّ قوة ينشدها إنسان العصر، والقرن الزمني في بداياته؟ وقد اختلطت المفاهيم.. حتى عندما نقوم بتدريس الأجيال حدود المفارقات اللغويَّة بين المترادفات والمتشابهات.. ترتسم على أوجههم الدهشات العريضة ذلك لأنَّهم عند التمثيل.. يحارون في أيِّ المفردات المترادفات يستعملون عندما يعرضونها على محور النوايا؟.. أو يوظفونها عند منحنى التطبيق..
فما هو السلام السلام، لا سلام السياسة، وما هو عنف العنف لا عنف الأنباء؟ وما هو الحق الحق، والعدل العدل بل ما هي حريَّة الإنسان في ضوء ما هو قائمٌ وكيف تتوفر للإنسان لحظة صدقٍ في تداخل المدلولات؟! فماذا لو أنَّ؟!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved