Wednesday 19th march,2003 11129العدد الاربعاء 16 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المملكة العربية السعودية والتقدم الحضاري المملكة العربية السعودية والتقدم الحضاري
مندل بن عبدالله القباع

هل نحن وقد مضى بنا قطار العولمة، شأواً محسوباً في مسافة الزمن، نحتاج لاعادة نظر ثاقبة لمناهج التعليم حرصا منا على أن يكون فاعلا في مواكبته لركب الحياة المعاصرة؟ ومما لاريب فيه ان حكومتنا الرشيدة حريصة كل الحرص على تحديث المناهج التعليمية،وفي نفس الوقت عدم ميلها عن ثوابت العقيدة، ولذا فإن ما نتطلع اليه من تحديث يحقق غاياتنا العلمية، وآمالنا في التطور التكنولوجي القائم على مناهج وطرق العلم التقني الحديث مما يبعث فينا اليقين أنه ليس ثمة جدال أننا نستقل قطار التقدم والازدهار في كافة المناحي العلمية الباهرة التي باتت حديث القاصي والداني حيث ان سلم التقدم يشمل خطوات الارتقاء بمؤسسات التربية والتعليم كي تلاحق قطار التقدم.
أما والحالة هذه فالقارىء المهتم بهذه القضية يتابع عن كثب لقاءات القيادة مع هيئات التدريس بين فينة وأخرى وذلك لمتابعة خطط التعليم ومدى قربها أو بعدها عن مخططات الدولة تلك التي تُنعت في هذا الصدد بالتقدم واحراز امكانات اللحاق أو السبق إن أمكن ذلك، وتذليل الصعاب وتهيئة السبل أمام هذا الطريق ما دامت دعائم ذلك متاحة، وممتلك ناصيتها والمحاولات إزاء ذلك دائبة من أجل اللحاق ومن ثم السبق، والأمر ليس على الله ببعيد.
وما من شك أننا نمتلك علو الهمة في مجال الحذق التجاري مما يجعل المملكة رائدة في هذا الشأن حيث نمتلك فنون التجارة على كافة الأصعدة وما وصلنا اليه من فنون بعض الصناعات خاصة تلك التي تعتمد وكذلك تنتمي لمشتقات البترول، والمعادن الثمينة المستخرجة من كل من المناجم والجبال الراسيات.
المهم في ذلك ان صقل المهارات في ميادين العمل المختلفة وإن كانت مكتسبة فهي تعتمد على الذكاء الفطري الذي يتمتع به بنو جلدتنا، وتنهض أساليب شحذها وتهذيبها على معطيات التعليم الحضاري الحديث بدعامتيه: المعرفة العلمية والأخلاق الحميدة، فهما صنوان لا يفترقان في صرح نهضتنا العلمية وأساس إدارة شؤون التقدم. ونحن لا نسوق في ذلك اعجازا لكننا نؤكد على عوامل الحياة الناهضة، ونهضة الحياة الداعمة.
وهكذا يكون التقدم الحضاري الذي نبتغيه، ونحاول جاهدين بلوغ قمته، وهاكم المثل فيما بلغت من مساحة الزراعة المتقدمة لدينا على الرغم من طبيعة الأرض في ربوع بلادنا، وظروف الري، وكيف تمكنا من استخدام الأساليب المتقدمة مثل الري المحوري، والتنقيط والرشاش، والسحابى، والمطر الصناعي وغيره، ويتواكب مع هذه المسيرة التقدمية ما بلغته قطاعات العمل من تقدم صناعي باهر في مناحي متعددة مثل صناعات البتروكيماويات، والدواء، وحديد التسليح والألمونيوم والبلاستيك والزجاج وذلك بانتاج كميات وفيرة يدعمها جودة المنتج وحسن خامته، ومن حُسن القول ان المملكة أصبح لها شأن عظيم في صناعة النسيج ومواد البناء، وننتظر في الأيام القليلة القادمة أن تدخل المملكة في مجالات مختلفة بصناعات جديدة ولتكن العملية في صناعات تجميعية بدءاً، ومثال ذلك العمل في مجالات تجميع ما يلزم قطاع الميكنة الزراعية والأدوات التي تدخل في نطاق بعض الصناعات المختلفة، وفي تجميع السيارات واللواري وغيرها وصولا الى محركات الطائرات بأنواعها المختلفة.
وإن كان هذا السبيل يمثل أملا وطموحا فعلامات تحقيقه تتوقف على إمكانات دخولنا في عمليات التطوير المقصود والهادف في المناهج التعليمية وتكنولوجيا التعليم ولدينا - والحمد لله - المخططات المعاصرة والاستراتيجية بعيدة المدى فضلا عن التقدم التقني والاقتصادي، ويدعم هذا الطريق ما لدى المملكة من قوى بشرية وما تملكه من عقول ذكية، ومن قطاعات الشباب التي تم تدريبها، واكسابها الخبرة، وتأهيلها تأهيلا فنيا يبعث على القوة في شخذ القدرات وفي هذا خير لعروبتنا وعقيدتنا وأمتنا وشعوبنا وتكاملنا.
وعسانا - عزيز القارىء - لا نكل من القول ان الأساس في ذلك كله هو الرؤية العلمية للتقدم العلمي القائم على التطوير في المدرسة وطرق التدريس، ومناهج التعليم، والاهتمام بالمعلم وتأهيله التربوي، واكسابه سبل الابداع، والتمكن المهاري الابتكاري وانعكاس ذلك في اعداد المتعلم ليتعامل مع لغة العصر، ومع ذلك المجتمع المتغير الذي أصبحت الصدارة فيه للعلم المتميز من خلال مباشرة خطوات تتفق مع خصائصه وامكاناته.
وأخيراً نأمل ان يكون تصورنا هذا في حدود ما هو ممكن ومتاح.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved