Wednesday 19th march,2003 11129العدد الاربعاء 16 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التهاب الجيوب.. أسبابه وعلاجه التهاب الجيوب.. أسبابه وعلاجه

الجيوب الأنفية عبارة عن جيوب هوائية تقع داخل عظام الجمجمة، وهي موجودة على جانبي الأنف أسفل العينين وداخل عظمة الخد تسمى الجيوب الفكية، وبين العينين تسمى الجيوب الغربالية الأمامية وخلف العينين يطلق عليها اسم الجيوب الغربالية الخلفية، بينما تسمى في الجبهة الجيوب الأمامية، أما في الرأس فيطلق عليها اسم الجيوب الوتدية.
ويقلل وجود الجيوب من وزن الجمجمة، ويؤدي إلى حدوث الرنين في الصوت، والجيوب مبطنة بنتوءات دقيقة جداً مشابهة للشعر تسمى الأهداب التي تحرك المخاط الذي يتم إنتاجه في الجيوب، باتجاه ثقب متناهٍ في الصغر يسمى الفوهة، وهي عبارة عن بوابة الجيب إلى التجويف الأنفي، مع العلم بأن هذه الفتحة توفر إمكانية التصريف من الجيب.
* كيف يبدأ التهاب الجيوب؟
يبدأ التهاب الجيوب بانسداد فتحة الجيب. ويمكن أن يحدث هذا الانسداد بسبب تشريحي مثل الانحراف في الحاجز الأنفي أو تضخم العظمة القرينية الوسطى الذي يتسبب في سد فوهة الجيب.
كما يمكن أن ينتج الانسداد التشريحي عن تورم الغشاء المخاطي الأنفي.
يحدث هذا التورم بسبب الإصابة بالزكام أو الحساسية، ويؤدي الانسداد إلى تراكم المخاط داخل الجيب عوضاً عن تصريفه إلى الخارج، مما يسبب الإصابة بضغط أو ألم في الوجه.
وحيث إن المخاط يعتبر وسيطاً ممتازاً لمزرعة البكتيريا، فقد يحدث التهاب في الجيب في حالة عدم التخلص من المخاط بصورة سريعة.
* تكرار الإصابة بالتهاب الجيوب
يعتبر التهاب الجيوب واحداً من أكثر المشاكل الطبية شيوعاً، إذ إنه يصيب ما نسبته 30% من السكان تقريباً.
وتحدث الإصابة بالتهاب الجيوب الحاد، عموماً، بعد الإصابة بالزكام، وتستمر لفترة قد تصل ثلاثة أسابيع.
وبعد هذه الفترة التي تظهر فيها أعراض التهاب الجيوب والتي تتمثل بانسداد الأنف، والألم في الوجه، والصداع في مقدمة الرأس، وازدياد المفرزات الأنفية النازلة للبلعوم، والتصريف الأنفي الأمامي الذي يكون لونه بين ضارب إلى الصفرة والخضرة، يعتبر تشخيص التهاب الجيوب بأنه التهاب مزمن، وتصبح معالجته أمراً أكثر صعوبة، عندما يستمر لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع.
في المراحل المبكرة من التهاب الجيوب تفقد الأهداب، ويصبح المخاط أكثر سماكة، فتعلق به البكتيريا التي تنتشر بعد ذلك، وإذا ما تكرر حدوث هذا الأمر، فإن من الشائع أن يحتاج المرضى إلى اجراء عمليات جراحية، ولذلك من المهم معالجة التهاب الجيوب في مرحلة مبكرة.
يشتمل علاج التهاب الجيوب على المضادات الحيوية، والأدوية المزيلة للاحتقان، والقطرات الأنفية، واستنشاق البخار، وربما أدوية أخرى اعتمادا على الحالة المرضية. ويجب إعطاء العلاج للمريض لمدة أسبوعين كحد أدنى، مع العلم بأن المرضى يحتاجون في العموم لمعالجتهم لعدة أسابيع.
وفي حالة عدم نجاح العلاج الطبي، فإنه يجب النظر في إمكانية إجراء عملية جراحية للجيوب بالمنظار، يتم من خلالها تكبير فوهة الجيوب حتى يدخلها الهواء بصور أفضل.
* الأمور التي ينبغي القيام بها قبل العملية؟
يجب تصوير الجيوب طبقياً بالحاسوب Scan CT قبل إجراء عملية جراحية للجيوب بالمنظار، نظراً لأن هذا التصوير يمثل خريطة طريق لاخصائي الجراحة، تمكنه من فتح الجيوب الملتهبة بأسلوب فعال وآمن.
ويجب عدم إجراء العملية الجراحية للجيوب باستخدام المنظار إذا لم يكن أخصائي الجراحة يملك الخبرة اللازمة لإجرائها، والتي يجب أن لا تتكون مجرد بضعة أيام، ولم يتلق تدريباً خاصاً عليها، وذلك لخطورة هذه العملية، بالنظر لوقوع الجيوب بين العينين والدماغ، وأي خطأ في إجرائها يمكن أن يؤدي إلى إصابة المريض بالعمى أو مشاكل في الدماغ لاقدر الله، كما أن إجراءها على نحو غير مناسب يؤدي إلى معاودة التهاب الجيوب بعد بضعة أشهر.
ومن ناحية أخرى، فإن المستشفى الذي تجرى فيه العملية يجب أن يكون مجهزاً بجميع الأدوات المطلوبة لإجراء هذه العملية، مع العلم بأن هذه الأدوات تتضمن جميع أنواع المناظير التي سوف يستخدمها اخصائي الجراحة في فتح الجيوب المختلفة، وللاستعداد للتعامل مع أية مضاعفات قد تحدث لاسمح الله.
* فترة الشفاء
تصل فترة الشفاء بعد العملية إلى أربعة أسابيع تقريباً، وبهذا يمكن للمريض أن يعود إلى القيام بالنشاطات الاعتيادية في حياته، وخلال هذه الفترة، يقوم أخصائي الجراحة بتنظيف القشور في الأنف لمنع تكون الالتصاقات الذي قد تسد فتحات الجيوب مرة أخرى، ولهذا فإن مدة المتابعة تعتبر بنفس مستوى أهمية العملية الجراحية نفسها.
* إمكانية الإصابة بالتهاب الجيوب في المستقبل بعد إجراء العملية الجراحية
يطرح هذا السؤال من قبل الكثير من المرضى، والإجابة عنه هي أنه من المهم توفير العلاج المناسب للزكام والحساسية في الجيوب، والتهاب الجيوب أيضاً.
ولذلك فإنه من المغاير للواقع التوقع بأن العملية الجراحية ستؤدي إلى التخلص من جميع أسباب التهاب الجيوب، إذ إن الالتهاب الذي حدث قبل العملية قد يتكرر بعدها، ولاسيما إذا كان أخصائي الجراحة غير متخصص في جراحة الجيوب، ولا يملك الخبرة الجيدة لإجراء هذا النوع من العمليات.
وأخيراً، فإن العلاج الجراحي يتيح للجيوب أن تصرف المخاط دون عائق من خلال الفتحة الخاصة بذلك، ولكنه لا يؤثر على الأعراض ذات العلاقة بالحساسية على سبيل المثال.
ولذلك فإن من المهم جداً معالجة الأسباب الحقيقية للالتهاب المزمن في الجيوب بعد إجراء العملية الجراحية للجيوب بالمنظار، وإذا ما تمت معالجة هذه الأسباب طبياً، مثل التهاب الأنف التحسسي، فإن هذه المعالجة تحول دون معاودة التسمك في أنسجة الجيوب، والذي قد يسبب الانسداد في ممرات التصريف، والذي يعتبر أكثر العوامل المسببة للإصابة بالتهاب الجيوب.

استشاري الأذن والأنف والحنجرة
مستشفى المملكة العيادات الاستشارية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved