Wednesday 19th march,2003 11129العدد الاربعاء 16 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرأي الاخر الرأي الاخر
الحربي يتشبثُ - شاكياً - بوميض الأمل ويسبحُ متفائلاً - بنبرة الأنينِ - ضد التيار!!

توطئة :
نقدياً يستعصي ويستحيل أن نتفق على قضية نقدية في مشهدنا الأدبي والنقدي غالباً.. أن تبحث عن اسقاطات وتهويشات تراجيدية «جادة» في زمن رمادي متلون كمن يبحث - وينقب - عن إبرةٍ في كومةٍ من القش المتناثر.. اطلعتُ على رؤية نقدية للناقد الأديب المتمكن سعد البازعي حيث يقول مُشيراً الى ان القناعة والميل والنزوع والجنوح كل هذه الأمور تعدُ حقاً مشاعاً وتدخل تحت إطار «النقد الانطباعي» يقول: «كثيراً ما توجه تهمة التحيز والمحاباة للقراءات النقدية التي تتناول الأعمال الإبداعية الحديثة والواقع ان شيئاً من هذا التحيز موجودة بل ذلك الشيء او القدر طبيعي ان لم يكن ضرورياً لكي يمكن التفاعل مع أي نص سواء على المستوى الدلالي او الجمالي. وحين أقول ذلك لا أقصد التحيز المتعامي عن السلبي والخاطئ.
فنتازيا خيالية
يتغلغل في سويداء قلبي جرحٌ نادر كندرة الكبريت الأحمر أضمد جرحي بهمٍّ واشتكي!! كالواله السباب وسنوا عليه سهام النقد والكره فقلت: برُهة اصخوا «انصتوا لي» ان حنيني له كحنين النيب «الإبل» الى نجد. حينها قلت لهم مثل ما قال كُثيّر عزة «هنيئاً لعزة ما استحلت من دمي».
عرض


يحسبون الذم ينقص من غلاك
وكل ما ذموك زادوني وله

الحميدي الحربي انشغلت وضجت بشعره وأدبه واسقطاته النقدية شريحة عريضة وواعية من المجتمع. في المقابل صمت انا خائفاً اترقب. فتعب التحدي وثمن الطموح غذاءٌ تضوي به الأجسام كما يقول المتنبي وهو الذي دوماً يجمجم عما في نفوس الناس


لو لا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والاقدام قتال

وإذا ما اردنا النكوص «الرجوع» الى الشعر فلا اخفيكم ان الحربي قد استثارني بالبيت الآنف ذكره. انه بالفعل بيت يحمل في طياته وأروقته ميتافيزيقية لما بعد النص. لقد استهل وفض عُذرية البيت بنبرة الخطاب وهُنا تتجلى لنا الثقة. فرغم ان صاحبنا فيه هموم كثيرة اكثر من الهم على القلب!! إلا ان مبدأ التسامح وحسن النوايا كان شعاره فهو لم يتنصل من حسن الخلق.. وفي المحفل والحقل البلاغي نجد الشاعر يحتفل بالمقابلة «ذموك، وله» ونستشف من النسق العام للبيت ان الشاعر يكابد ويعايش معارك حادة تحت مظلة «شبكة المعاناة» فهو يترنح بين وطيس العتاب من قبل المجتمع وبين مرارة ومضاضة وعلقم الفراق!! إلا انه في النهاية اثبت لهم ان في افواههم مياه!! وفي زعمي «القاصر» انه يؤخذ على الشطر الثاني قليل من الوهن. فصاحبنا تجاوز - حدود المقابلة البلاغية الى النزوع الى لعبة المتناقضات كما تسمى «اللعب على الحبال» فقد اغرقته - واعني الشطر الثاني - المغالاة في المقابلة ويحسب للشاعر انه اشبع في هذا البيت ما يسمى بمصطلح فقه الموازنة عموماً هو بيت اعتبره كدُرَّةِ التاج وواسطة العقد تأملوا معي الخيوط والأسرار الخافية في ثنايا وخبايا هذا البيت.
عبدالله بن سليمان الربيعان - القصيم

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved