اعترفت بوجود مهددات للتحالف المناهض للإرهاب
روسيا تتمسك بالتواصل مع أمريكا رغم الخلافات حول العراق

* موسكو ريترز:
جاهدت روسيا لمنع خروج شراكتها الجديدة مع الولايات المتحدة عن مسارها بسبب الخلاف بين الدولتين بشأن العراق لكنها اعترفت بأن خلافاتهما الشديدة قد تدمر التحالف المناهض للارهاب الذي يربط بينهما.
وأعرب الرئيس الروسي فلادمير بوتين للرئيس الامريكي جورج بوش في اتصال هاتفي يوم الثلاثاء عن اسفه لانذار بوش باستخدام القوة العسكرية ضد العراق.
وقال بيان للكرملين بشأن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين انه جرى تأكيد انه (في جميع الاحوال فان الامم المتحدة ومجلس الامن التابع لها مدعوين لأن يلعبا دوراً رئيسياً في الحفاظ على السلم والاستقرار الدوليين).
وقال الكرملين ان الرئيسين شددا ايضاً على اهمية استمرار الاتصالات في الايام القادمة مبرزا تصميم بوتين على الحفاظ على علاقاته مع بوش خلال الازمة.
ومع هذا صدرت تصريحات تتسم بالحدة من وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف، كما اجل البرلمان الروسي التصديق على اتفاقية ثنائية رئيسية مع الولايات المتحدة بشأن الاسلحة النووية مما يعطي اشارة اخرى على الغضب الروسي من اندفاع واشنطن نحو عمل عسكري.
قال ايفانوف (من دواعي الاسف اليوم فيما يتصل بخطر الحرب الوشيكة ضد العراق ان وحدة التحالف الدولي لمكافحة الارهاب عرضة للتهديد).
وأضاف (من الطبيعي ان تتحمل الولايات المتحدة ايضا مسؤولية النتائج المترتبة على تحركاتها بعد ان تبنت هذا الخيار).
وقال في مؤتمر صحفي (من الواضح أن اي لجوء للقوة سيحمل تهديد سقوط العديد من القتلى وتدمير واسع النطاق وعواقب تتجاوز هذه المنطقة).
وأضاف ايفانوف الذي غادر روسيا لحضور اجتماع في مجلس الامن في نيويورك انه (يمكن حل الازمة ويجب) حلها بوسائل دبلوماسية.
وكان تأييد بوتين القوي للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الارهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/ ايلول على مدن امريكية هو الذي ادى الى شراكة استراتيجية جديدة بين الخصمين السابقين خلال الحرب الباردة.
وأجل البرلمان الروسي الذي شعر بالغضب مما اعتبره اهانة امريكية لروسيا بسبب العراق تصويتاً على التصديق على اتفاقية تلزم موسكو بخفض ترسانتها النووية.
وكان مقرراً ان يصوت مجلس النواب الروسي (الدوما) على الاتفاقية يوم غد الجمعة، لكن مسؤولين بالدوما قالوا ان التصويت تأجل بسبب الاندفاع الامريكي نحو القيام بعمل عسكري ولم يتحدد موعد جديد للتصويت. وقال أعضاء في المجلس ان مصير الاتفاق يتوقف الآن على الاحداث في العراق.
وقال سيرجي شيشكاريوف المسؤول بالدوما (نقف على حافة حرب عالمية ثالثة والنتائج المترتبة على بدء تحرك عسكري في العراق لا يمكن التنبوء بها بدرجة كبيرة... كل شيء سيتوقف على الطريقة التي يتطور بها الوضع في العراق).
وتدعو الاتفاقية التي توصل اليها بوتين وبوش في مايو/ ايار الماضي الى خفض المخزون النووي الاستراتيجي لدى الدولتين الى ان يتراوح بين 1700 و2200رأس حربي بدلاً من ستة آلاف في الوقت الحالي.