Thursday 20th march,2003 11130العدد الخميس 17 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وحدة وطنية وحدة وطنية
حمد بن عبدالله القاضي (*)

الجوانب التي تستحق التوقف والقراءة في خطاب خادم الحرمين الشريفين، الذي ألقاه سمو ولي العهد جوانب عديدة كلها بالغة الأهمية وخاصة في هذه الظروف العصيبة لكن سوف أختار ثلاثة جوانب لأتوقف عندها، وعند بعض أبعادها.
* الأول: التركيز والإلحاح على «الوحدة الوطنية» إذ هي بعد الله عنوان الاستقرار والأمن والنماء لهذا الوطن وأبنائه.. إنه الالتفاف حول وطننا في كل الظروف وبخاصة أوقات الأحداث هو الذي يعصم بلادنا من كل شر بحول الله إنه كلما كان هذا الوطن «قيادته وشعبه» يداً واحدة فإن هذا يفوت الفرصة على كل ما يزعزع استقرار بلادنا سواء من داخل الوطن أو خارجه.ومن هنا جاء حث بل إلحاح «الخطاب الملكي» على هذه النقطة البالغة الأهمية.
ولقد كان لوطننا تجربة سابقة في حرب «الخليج الثانية» عندما كانت بلادنا وأبناؤنا مهددين ولكن بفضل الله وبفضل وحدة وتماسك هذا الوطن «قيادة وقاعدة» لم ينلنا أي ضرر وانقلبنا بنعمة من الله وفضل.
* الثاني: التركيز على عدم المساس بثوابت هذا الوطن، ووحدته كما جاء في خطاب خادم الحرمين الشريفين، وكما قال ذلك سمو ولي العهد أكثر من مرة في مناسبات مختلفة.
إننا في هذا الوطن بقدر حرصنا على التنمية واللحاق بالعالم المتطور أكثر إصراراً ألا يكون هذا التطور المادي على حساب ثوابت ديننا أو تنازلات وطننا.
إن التطوير مطلوب في كل شيء لكن التغيير هو المرفوض لأن التغيير يعني التغيير في الثوابت وقيم هذا الوطن، وهذا هو «الشعار» الواقعي الذي نادى به سمو الأمير الحكيم نايف بن عبدالعزيز وهو يسأل عن مناحي الإصلاح بهذا الوطن.. أجل.. أهلاً بالتطوير في كل مناحي الحياة، ولا للتغيير، لأن التغيير نسف لتراث وقيم وثوابت الوطن الذي يستمد منها شرعيته واستقراره، ونماءه.
* الثالث: المصداقية التي وردت في هذا الخطاب حول ما يتعلق ببذل قيادة المملكة كل الجهود من أجل عدم وقوع الحرب وعدم الإضرار بالشعب العراقي، وخطاب خادم الحرمين جسد ما رأيناه وعايشناه وسمعناه من حرص قيادة المملكة على وحدة الأمة، وتجنيب العراق أخطار الحرب ولكن مع الأسف جرت الرياح بما لم نرده أو نرغبه.
ثم أخيراً: تلك «الروح التفاؤلية» التي شعت بين كلمات الخطاب عندما أشار خادم الحرمين الشريفين إلى أن الحرب إذا ما وقعت فإنه يتوقع ومعه أبناء هذا الوطن إلى انتهاء الحرب بمجرد تنفيذ قرار مجلس الأمن بنزع أسلحة الدمار الشامل، وهذا ما ندعو الله أن يكون، فإن قلوبنا مع أهلنا وأطفالنا ونسائنا في العراق الشقيق الذي ابتلي بنظام لم يقدر مصلحة ومستقبل بلاده. حفظ الله وطننا.

(*)عضو مجلس الشورى

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved