Thursday 20th march,2003 11130العدد الخميس 17 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محمد الساعد: محمد الساعد:
الكلمة نقلت الشارع السعودي إلى حالة المشاركة في تحمل المسؤولية

  * الرياض - الجزيرة:
قال رئيس تحرير مجلة التجارة محمد الساعد إن الكلمة التي ألقاها سمو ولي العهد نيابة عن الملك مساء أول أمس نقلت حالة الترقب في الشارع السعودي إلى حالة من المشاركة في تحمل المسؤولية في الحفاظ على المنجزات التنموية والوحدة الوطنية والنهج الإصلاحي المستمر وعلى الرغم من كون الكلمة كانت إعلاناً عن موقف المملكة من واحدة من أخطر القضايا التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط إلا أنها حملت بين أسطرها رسائل واضحة للداخل «المحلي» والخارج العربي والدولي.
فالمواطن ملزم الآن بتحمل أعباء مسؤوليته دون خوض في التفاصيل، فالكلمة تعتبره قد وصل إلى الوعي الذي يلزمه بالتصرف وتلقي المعلومات عن الأحداث الجارية بما يتناسب مع المصلحة العامة للوطن دون ترك الأمور تتحكم في وجدانه وعواطفه بعيداً عن تحكيم العقل والمصلحة الوطنية العليا خاصة وأن هذه التجربة على ضخامتها ليست الأولى في التاريخ المحلي بعد أحداث حربي الخليج الأولى والثانية ما يعني قدرة الوطن على تجاوزها دون الوقوع في الخسائر لا سمح الله، ومع كونها الأخطر فيها جميعاً لأنها تتطلب السير في حقول الغام متشابكة ومعقدة لا يمكن المراهنة فيها على طريق واحد دون النظر إلى الخسارة، ولعل مبادرة القيادة في دفع المواطن إلى المشاركة تعطيه الثقة الكاملة في قدرة الوطن على تجاوز الأحداث الغامضة المقبلة واحتمالات اقتسام جزء من نتائجها.
وجاءت الإشارة إلى أن منهج الإصلاح والتنمية كمترادفين حقيقيين لا يمكن أن ينفصلا دلالة واضحة على أن هذا النهج الوطني لا يمكن للأزمات أن تلغيه أو تثني الحكومة عنه فهو جزء من النمو الطبيعي للأمم والشعوب وهو الأمر المستمر معنا حتى في ظل معالجتها للازمة الحالية حتى ولو تم الدفع به إلى أن ينجلي الترقب وتعود المنطقة إلى حالة الاستقرار.
كما تعطي الكلمة أيضاً إشارات على أن الموقف المتخذ تجاه الأزمة وخاصة محاولات منع الحرب والحفاظ على الشعب العراقي الشقيق ووحدة أراضيه استلهمت من ضمير الشعب ومبادئه العربية القائمة على التصدي لكل أشكال التمزيق والتعسف في العقوبة وهو أمر دائماً ما تركز عليه المملكة في كل مواقفها من قضايا أمتها العربية والإسلامية، مشكلة بذلك استراتيجية في تقديم سياساتها للخارج المستندة على البعد والدعم الشعبي.
إلا أنه لم يكن أكثر لفتاً للنظر من التلميح القوي بتغيير مواقف المملكة تجاه الحرب في حال انحرفت أهدافها عن نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية أن وجدت خاصة وأن أي انحراف عن أهداف الحرب سوف لن يكون مقبولاً لا عربياً ولا إسلامياً وهي إشارة قوية إلى أن العراق الموحد العربي والقادر على التمتع بمكتسباته وخيراته هو المقبول بعد انجلاء الأزمة أما غير ذلك فسيصبح جزءاً شاذاً في المنطقة سترفضه الشعوب أولاً قبل الحكومات العربية والإسلامية وهذا الموقف سياتي بما يتناسب مع مصلحة البلاد العليا وما تمثله من ثقل إقليمي وعربي وإسلامي.
مع التأكيد أيضاً على أن الملكة لن تغامر بالدخول في مغامرات غير محسوبة في تطابق تام مع ما عرف عن القيادة السعودية التي لا تنجرف وراء ردات الفعل التي قد تجر البلاد إلى نتائج عكسية بل التروي في اتخاذ القرارات الصحيحة التي تتناسب مع المصلحة حتى ولو تعارضت مع مصالح الحلفاء والأصدقاء فلا مصلحة تعلو فوق مصلحة الوطن مهما كانت الضغوط ومهما كانت المكاسب الوقتية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved