Friday 21st march,2003 11131العدد الجمعة 18 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قبل أن تندثر صناعة النسيج العريقة في المنطقة قبل أن تندثر صناعة النسيج العريقة في المنطقة
مطالبات بإعادة تشغيل مركز التدريب النسائي لصناعة السجاد في طبرجل

* طبرجل -سليمان الأفنس الشراري:
طبرجل إحدى أكبر مدن منطقة الجوف التي تشتهر بصناعة السجاد فالتنافس كان على أشده بين ناسجات (القطائف) و(البسط) و(المفارش) وغيرها من المنتجات اليدوية التي انتقلت مع أهالي طبرجل من حياة البادية إلى ماهم فيه من تحضر وتمدن وبالرغم من ان العدد يتناقص بشكل مذهل في كل عام الا ان بصيص أمل يخيرنا ان هذه الصناعة اليدوية العريقة لاتزال باقية إلى اليوم.
وفي سنوات قليلة خلت أقامت إحدى اللجان الاجتماعية التابعة لمركز التنمية الاجتماعية التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية مركزاً لتدريب النساء اللائي يقمن في بيوتهن بنسج النسيج وكان الاقبال على هذا المركز كبيرا مما يدل على ان الاتجاه لهذه الصناعة اليدوية والتراثية التي لا يزال بعض البيوت يجني منها فائدة قائمة وقوية.. لكن من المؤسف حقا ان المركز تم قفل أبوابه بلا أسباب مقنعة.
والحديث عن الدور الذي تقوم به النسوة في صناعة السجاد والمنسوجات اليدوية شاسع إلا اننا سنختصر ذلك في طرح ماهية ما يقمن به ودوره وتعريف مفرداته وأهميته بالنسبة للحياة فيما مضى وبالنسبة لحياتنا العصرية الحالية.
فلقد اشتهرت منطقة الجوف في المنسوجات منذ القدم ولا غرو في ذلك فالعباءة الجوفية من أشهر المنسوجات في بلاد العرب قديما.
وتشتهر النساء في طبرجل بنسج القطائف وقد لا تختلف كثيرا نوعية النسج عن القطائف التي تنسج في مواقع أخرى في منطقة الجوف إلا ان نوعية الرسوم فيها من حيث احتواؤها على نمط بيئي صحراوي يتمثل عن حياة البادية وهناك انماط من الناسجات للقطائف يقمن بنسج صور من أنماط الحياة اليومية بإحداث علاقة لها بحياتنا اليومية او عن حوادث أو مناسبات تحدث وهذه أحدثت نوعاً من التنافس الإبداعي لنمط التطور الذي وصلت إليه صناعة السجاد في طبرجل.
والقطيفة يستخدم فيها خيط معين من (الحتو) وهو من الصوف أو القطن ويستخدم فيها المقص لقص المخمل (زرع القطيفة) والنسج في القطائف عبارة عن حتو ونقش وللقطيفة أنواع متعددة من الرسومات القديمة التي لها مسميات عند نساء باديتنا والقطيفة المعروفة اليوم هي بنفس صفاتها تلك القطيفة المعروفة عند العرب قديماً حيث المعروفة اليوم لها خمل ولها هدب كما كانت قديما.
ويختلف مقاسات المفروشات من القطائف فهناك من استطاعت ان تنسج أكثر من مترين عرضا وعشرة أمتار طولا وقيل أكثر وقيل أقل.
وتتفنن النساء في وضع رسوم ذات دلالات بيئية مختلفة والواضح من استقرائنا لتلك الرسوم في كافة المنسوجات انها تعود إلى جذور عربية قديمة في هذا المنوال.
الساحة
ومن أنواع المنسوجات اليدوية واسمائها في طبرجل «الساحة» وتتميز الساحة بكثرة رسومها وجمالها ففيها الأسود والأبيض والأحمر والأخضر والأزرق وألوان كثيرة.
وفيها رسوم وخطوط متعرجة ونقوش منوعة وهي أكثر السدو نقوشاً ورسوما وذلك لما لها من أهمية في تزيين البيوت الكبيرة بها وفي الساحات والمناسبات العامة.
والساحة مصنوعة من خيوط الصوف والسداه من الصوف أيضا أما البسط أنواع لها من الوبر وقد اشتهر الشرارات بالبسط ذات الوبر.
والساحة أكثر المنسوجات رسوما وتتميز برسومها الواضحة وتتكون الساحة من فجتين تتطابق وتتكامل رسوم الجزء العلوي مع الجزء السفلي وفي كلتا الجهتين قسم الرجال وقسم النساء تكون الرسوم واضحة وأكثر الرسوم شهرة بها هي أنواع السيوف ومسميات الساحة عدة فهي أنواع حسب رسومها ومنها:
- ساحة عويرجان: لتميزها بنقشة العويرجان حيث لا يوجد فيها من النقشات سوى نقشة العويرجان.
- ساحة سحح: وهي التي لا توجد بها أصباغ ولا رسوم سوى خطوط بيضاء وسوداء وبعض رسوم النميلة وهي من الصوف الأسود والقطن الأبيض وهذه تسمى ساحة عرض بيت سحس: وهذه دائماً في البيت ليس فيها رسوم ويسمى الساحة عارض البيت لأنها تفصل بين الرجال والنساء في المجالس.
- ساحة نقش: وهذه فيها رسوم عدة أشهرها وأكثرها السيوف، والنسج في تلك الساحة يسمى النقش وما شابهها من المنسوجات وتسمى المرأة التي تشتهر بنسجها (النقاشة) وتلك أكثر ماتعلق في المناسبات والاعياد والافراح.
أما أنواع البسط بالنسبة للرسوم ولحياكة والنقش:
فهي بساط سادة (سحح) وبساط حياكة (شوابير) أشبه بشوابير رسوم مخدات وبساط عويرجان نوع من البسط أكثر رسومه العيجاء وبساط وبر الإبل ليس فيه صباغ أو رسوم وبساط حديد به وبر الإبل وبه صوف الغنم وسمي حديدا (لجودة أنواع الخام به) من صوف ووبر وعادة تصنف البسط إلى نوعين:
- بساط حياكة وبساط نطي.
المخدات
والمخدات من مستلزمات أثاث البيوت وقد كانت على عدة أنواع منها مخدات عادية محشوة ومكسوة بأثواب أو أي أقمشة ومنها مخدات تطريز وهي التي تستخدم فيها الإبرة ومنها مخاد سنانير وهي التي يستخدم في صناعتها السنارة ومن المخاد النسج مايستخدم فيها خيوط النايلون الحديث بدل الصوف وذلك لعدم توفر الصوف المغزول أو المصبوغ ولسهولة الحصول عليه إلا ان أسعاره غالية وتكلفته أكثر.
ولكن المخاد الخاصة بالسدو والتي يستخدم فيها الصوف فهي على نوعين.
مخاد النطي وهي التي ليس لها زرع (خمل) وهي أنواع منها مخاد سادة وهو النطي الذي ليس فيه زخرفه.
ومنها مخاد رقم والرقم تشكيلة من أنواع الرسوم مأخوذة عادة من البيئة المحلية والنطي أكثر مايستخدم في المخدات والبسط والساحة والمفرش والحواف وغيرها من فرش وأثاث البيوت وزينة ودلال النجائب والهوادج.
ومخاد القطائف: وتلك نسجها حتو وهي التي لها زرع كالقطيفة.
مطالب إعادة المركز
وبعد.. وعندما يكون الحديث عن تلك الصناعة العريقة في طبرجل فإنه يمكننا القول إنه حينما عقد مركز السجاد بطبرجل دورة صنع السجاد اليدوي وما يتضمن من مفارش بسط ومخدات فلقد كانت النتائج ناجحة من حيث كمية النتاج وإقبال الناسجات على العمل في نسج السجاد ولم تكن هناك مشكلة أمام معدي الدورة بالنسبة للمدربات فلقد توافد كثير من سيدات المجتمع بطبرجل بالعمل على تدريب الفتيات على كيفية صناعة السجاد ولقد كان لزيارة وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وعدد من مندوبي الوزارة حينها الاثر الكبير في تشجيع الأهالي وقد أبدى المسؤولون حينها إعجابهم لما رأوه من نتاج وكميات بالمخاد من السجاد خلال فترة وجيزة.
ولذا فإن الأمل كبير من الأهالي في طبرجل ان يعاد النظر في إعادة افتتاح وتشغيل مركز السجاد وان ينظر في فعاليات عمل اللجنة المحلية الأهلية في طبرجل لعل وعسى ان تعيد حيويتها التي بدأت بها.
وذلك من أجل رسم المستقبل أمام الطاقات الإبداعية الاجتماعية والأهلية في المدينة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved