Friday 21st march,2003 11131العدد الجمعة 18 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

1/2/1390هـ الموافق 7/4/1970م العدد «288» 1/2/1390هـ الموافق 7/4/1970م العدد «288»
حاسبوا كل مهمل.. واعملوا للمستقبل..!
بقلم رياضي

بعد خسارة منتخب المملكة لكرة القدم في مباراته الاولى مع الكويت وتعادله مع البحرين وقطر، وبعد ان تناول النقاد احداث هذه المباريات وجدت نفسي مدفوعاً للكتابة والادلاء بصوتي ولكن بمنطق يختلف عن منطق بعض النقاد.
مسؤولية الخسارة
لاشك ان اللاعبين مسؤولون عن الخسارة لأنه لايجوز ان يحتمل المدرب وحده هذه المسؤولية، ثم هناك مدربون لامدرب واحد هما سكنر وحسن سلطان، والخسارة لها اسباب عديدة قد تتناول الاداريين والمدربين لكن اللاعبين مسؤولون عنها بالدرجة الاولى.
إدارة الأندية والصحافة
للخسارة جذور عميقة في اصلها، فنحن نعتقد ان لاعبينا اصبحوا في مستوى عال جداً يستطيعون فيه ان يكونوا بمستوى اللاعبين الدوليين، واكتفينا بمباريات رسمية او ودية بين فرق الاندية وتناسينا استقدام الفرق الخارجية بشكل مستمر، ومنحنا الالقاب العريضة للاعبينا فذاع اسم اللاعب واشتهر.. وساهمت الصحافة في «نفخهم» وتمادت الاندية في تكريمهم، حتى استحال بعدئذ التقييم الحقيقي للاعب ووضعه في المكان المناسب له.
وإدارة المعسكر أيضاً
لم تقف ادارةالمعسكر امام هذا «الدلع» غير المجدي الموقف الصارم بل سايرت الاندية في اسلوبها فكان المعسكر المعروف والخاص باعداد المنتخب لدورة الخليج معسكراً ترفيهياً اكثر منه معسكراً يستشعر به اللاعبون بمسؤوليتهم تجاه وطنهم.
وقد انفقت الرعاية مبالغ كثيرة ولعلها معذورة لأنها لاتستطيع خلال فترة قصيرة ان تقف امام هذا التيار الجارف وتغير مافي نفوس اللاعبين بعد ان اعتادوا على ما اعتادوه.
ولعل ما انفقته يكفي لإنشاء عشرة ملاعب للالعاب المختلفة تفيد شباب هذا الوطن وربما كان ذلك اجدى وافضل من الخزي الذي جلبه لاعبونا لهذه اللعبة صاحبة الجماهير الكبيرة، ألمي لهذه الجماهير المخدوعة!!
وألمي لسمو مدير عام رعاية الشباب الذي بذل كل ما يستطيع ولكن مع الأسف!!
مسؤولية المدرب
لعل مسؤولية المدرب ومساعده تنحصر في عدم انسجامها أولاً لأن المساعد كان يقول لكل من يتصل به بأنه لاعمل له سوى تنفيذ رغبات المدرب، ونحن نعلم ان سمو المدير العام اجتمع أكثر من مرة بالمدرب ومساعده وبجميع اعضاء ادارة البعثة واوضح لكل منهم مهمته، وما يتوجب عليهم من تعاون وتفان في العمل في سبيل تحقيق ماتنتظره جماهير الكرة، لذلك فكل نقد من احد هؤلاء يعتبر تنصلاً من المسؤولية بل هروباً منها، والجرأة الادبية تقتضي على كل منهم ان يكون صادقاً امام نفسه على الاقل، واذا كان هناك خطأ وقع من المدرب فربما يكون لأنه اهتم باللياقة البدنية اكثر من اهتمامه بالانسجام وجماعية الفريق وممارستهم لخطة يعتادون لعبها قبل بدء الدورة، الا انه لكل مدرب رأيه «وسكنر» يرى ان الجماعية والخطة لايمكن ان تتحقق دون اللياقة البدنية.
اما من ناحية تبديل اللاعبين وترتيب مراكزهم فهذا موضوع قدلايتفق عليه اثنان ايضا، والنقد جاء بعد خسارة الفريق وليس قبلها، ولو ربح الفريق لقلنا إنه احسن وانجح ترتيباً، والدليل على ذلك انه قبل المباراة كان القليل يعتقد بأن سلطان مناحي لايصلح لهذه المباراة بينما كان رأي الاغلبية بأنه كان من اكفأ اللاعبين في مباراتنا مع الاردن، وان خبرته وتجاربه تفيد زملاءه، وبعد ان اشترك في المباراة اصبح رأي الاغلبية مع الاقلية، وبعد، اترون كيف ان هذه الامور نسبية، وتختلف من واحد لآخر، ومن قبل المباراة الى بعدها!!
اما من ناحية التبديل فإن للمدرب الحق في تبديل اثنين وقد قام بتبديل ساعد رزق لانه كان منهكا ولذلك لايستطيع استنفاد حقه بالتبديل الثاني لأنه قد يصاب حارس المرمى فجأة، ومن اجل ذلك تأخر في تبديل سلطان.
اقول هذا ليس دفاعاً عن المدرب، بل لأنه من الضروري ان نعرف رأيه قبل ان نحكم على تصرفاته، ولذلك تريث في الكتابة الى ان اطلعت على رأيه، ومع ذلك فإني أخالفه من ناحية تركيزه على اللياقة، لأن اللياقة لايمكن ان تتكون بشهر واحد، الا اني مازلت مصراً على مسؤولية اللاعبين لأنه لو كان هناك خطأ في مركز او مركزين فليس معنى ذلك ان نشل حركة الفريق بمجموعته، فمثلاً لو طرد من الملعب احد اللاعبين فماذا يكون شأن الفريق، وما اكثر الفرق التي لعبت بعشرة لاعبين بسبب طرد احد لاعبيها مثلاً.
يجب ان تتغير المفاهيم
هنا مفاهيم خاطئة يجب ان ندركها ونقلع عنها وهي انه اذا خسر فريق فإننا نحمل الخسارة للمدرب او الحكم، اما اللاعب فلا ذنب له، والاكثر من ذلك اننا نقول له «هارد لك» لايهمك، الله يلعن المدرب او الحكم فإنهما سبب خسارتك.
ثم هناك اعتقاد سائد بأن العطايا والهبات ترفع من معنويات اللاعب واندفاعه واخلاصه، بينما الحقيقة انها المفسدة بذاتها، فحينما يصبح اللاعب «سلعة» تباع وتشترى تنعدم فيه الحساسية وشعوره بالمسؤولية، وبالتالي فكرة التضحية لأن حياته ومستقبله اصبحا رهن رجليه، رب قائل ان هناك لاعبين محترفين يعطون الكثير من البذل والجهد، نعم هذا صحيح، لكن هناك من يحاسبهم على عطائهم اذ انهم بقدر ما يأخذوا يجب ان يعطوا والا فالويل منهم، ومع ذلك فنحن مازلنا في مستوى الهواية حتى الآن، وانا لست ضد تشجيع اللاعبين ولكن بالمعقول فلا افراط ولا تفريط .
العبرة في النتائج.. ورب ضارة نافعة
والآن بعد انتهاء الدورة ووقوفنا على المستوى الحقيقي للاعبين يجب ان نعمل للمستقبل، فالدورة انتهت ومن الضروري ان نستفيد من هذه التجربة، والعبرة في النتائج، ولعل اهم مايجب ان ندركه ضرورة اهتمامنا بالاشبال والصفوف الثانية باستمرار ليكونوا نواة المستقبل.
وقد قرأت مرة عن فشل مدرب كبير، وسأل عن اسباب فشله اجاب بأنه كلف بتدريب كبار اللاعبين واللاعب الذي اعتاد على اسلوب خاطئ لايمكن اصلاحه.. والذي يلعب بقدم واحدة لايمكن ان يكون لاعباً متكاملاً يلعب بقدميه اليمنى واليسرى وكذلك برأسه ثم اردف قائلاً: إنهم لو اعطوني اشبالاً يافعين، واعطيت فرصة لمدة سنتين استطيع بعدها تحمل كل مسؤولية.. قول لاشك صحيح.. ولذلك اطالب بالاهتمام في الاشباب ولن اكتفي بذلك اذ لابد من اتخاذ خطوات عديدة تكون عبرة للمستقبل اهمها الآتي:
1- محاسبة المدربين.
2- محاسبة الاداريين المهملين.
3- محاسبة اللاعبين الذين اهملوا اداء واجبهم.
4- اجراء دراسة علمية على ضوء هذه التجربة «ورب ضارة نافعة» ووضع منهج للمستقبل تسير على ضوئه جميع اندية المملكة.
5- الحد من الاحتراف المستتر لأنه اثبت عدم جدواه.
6- اقامة المنشآت الرياضية بأسرع ما يمكن وخاصة في اثناء اخذنا على عاتقنا تنظيم الدورة القادمة بعد سنتين، ولأن اية خطة او منهج دون ملاعب لايمكن ان تؤدي الغرض المطلوب.
وأخيراً!!
ارجو ان تكون «صراحتي» قد اوفت لكل حقه.. وان أسأت لأحد دون قصد فعذري لأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.. والله من وراء القصد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved