Saturday 22nd march,2003 11132العدد السبت 19 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سيناريوهات الغزو الأمريكي البريطاني للعراق سيناريوهات الغزو الأمريكي البريطاني للعراق
الفريق سعد الشاذلي يحلل الخطط الأمريكية والبريطانية ويشرح الخطة العراقية المقترحة لصد الغزو

  بدأت القوات الأمريكية والبريطانية عمليات غزو العراق واحتلاله ونهب ثرواته بحجة كاذبة مفتراه بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل وانه يتعاون ويأوي الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة الولايات المتحدة.
ورغم أن تقرير فرق التفتيش الدولية الذي عرض على مجلس الأمن الدولي في 7 مارس قد اقر بأن لم يجد أي دليل يؤكد الاتهام الأمريكي بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.. فإن أمريكا التي هي بحق تمتلك اكبر ترسانة في العالم لم يعجبها تقرير المفتشين الدوليين، ولم يعجبها موقف دول العالم التي تعارض الحرب، ولم يعجبها المظاهرات الرافضة للحرب والتي خرجت يوم 15 فبراير في أمريكا وسائر بلاد العالم والتي قدرت بحوالي 15 مليون متظاهر.
ورغم كل ذلك فإن باول وزير خارجية أمريكا، أعلن أن واشنطن ولندن تقدمتا بقائمة تحوي 115 سؤالا للحكومة العراقية يتعين أن تجيب عنها إجابات مرضية قبل حلول 17 مارس الحالي، والا واجهت الحرب فورا!! وعندما لوحت فرنسا باستخدام حق النقض لمنع تمرير أي قرار لمجلس الأمن يفسح المجال أمام شن حرب ضد العراق، سارع باول بتحذير فرنسا من استخدام حق النقض تأكد أن ذلك سيكون له تأثير جدي على العلاقات الثنائية الأمريكية الفرنسية.
وخلاصة القول ان أمريكا التي تطبق الديموقراطية في بلادها فإنها تريد أن تفرض هيمنتها ودكتاتوريتها على الدول.
وفي هذا الإطار فهي مصممة على ضرب العراق ليس لانه يمتلك أسلحة دمار شامل ولكن لانه رفض الهيمنة الأمريكية.
سيناريو خطة الغزو الأمريكي
على ضوء ما تتمتع به القوات الأمريكية من تفوق ساحق في القوات الجوية والقوات البحرية..وعلى ضوء ما تتمتع به القوات البرية من خفة حركة عالية ووسائل اتصال تمكنها من طلب معونة القوات الجوية خلال دقائق معدودة..وعلى ضوء الرغبة الأمريكية بان تكون هذه الحرب خاطفة وسريعة الحسم..وعلى ضوء حجم القوات الأمريكية والمتحالفة التي تم حشدها..وعلى ضوء أماكن حشد تلك القوات.. وعلى ضوء التصريحات التي تصدر من المسئولين الأمريكيين التي يمكن تصديق بعضها من حيث أنها لا تتعارض مع المنطق أو العلم العسكري.. فانني اعتقد أن السيناريو الأكثر احتمالا للحملة الأمريكية ضد العراق سيكون كما يلي:
1- قصف جوي وقصف صاروخي مكثف لمدة يومين يتم خلاله إسقاط حوالي 1000 طن من الصواريخ والقنابل.. وذلك بهدف تدمير وسائل الدفاع.
2- تندفع 6 فرق مشاة (ثلاث فرق مدرعة منها الفرقة البريطانية + فرقة اقتحام جوي + فرقة جنود مظلات+ فرق فرسان الجو) تحت مظلة كثيفة من القصف الجوي على محورين أو ثلاثة بهدف الوصول الى الفالوجة.
المحور الأول من الكويت عبر الصحراء الكويتية وعبر الصحراء غرب الفرات.
المحور الثاني: من تركيا عبر الحدود الشمالية للعراق. وهذا المحور قد ينقسم الى قسمين: القسم الأول تمر فيه ارتال من الدبابات عبر المناطق الكردية. والقسم الثاني قد تقوم به الفرقة 101 اقتحام جوي التي يمكن اسقاطها في الصحراء الغربية غرب بحوالي 50 كيلومتراً حيث يتم تجميعها ثم تتحرك شرقا في اتجاه الفالوجة.
المحور الثالث: من الأردن شرقا في اتجاه الفالوجة إذا لم يستخدم المحور الشمالي من تركيا. اما إذا استخدم المحور الشمالي، فإن محور الأردن يكون احتياطيا تتقدم فيه القوات الاسرائيلية إذا ما دعت الضرورة الى ذلك.
3- تتجاهل القوات البرية الأمريكية أي مواقع دفاعية عراقية أثناء تحركها وذلك بهدف الوصول الى منطقة الفالوجة بنهاية اليوم الثالث لبدء هجوم القوات البرية.وبعد الوصول الى منطقة الفالوجة توضع جميع الفرق البرية الستة تحت قيادة واحدة. وتبدأ حينئذ مرحلة حصار بغداد والاستعداد لاقتحامها.
4- تقوم قوات المارينز الأمريكية والبريطانية باحتلال ميناء البصرة ومطارها باستخدام الابرار البحري والجوي.
التعليق على الخطة الأمريكية
تعتمد هذه الخطة الأمريكية على قناعة لدى القيادة السياسية الأمريكية على ما تقوله وكالة المخابرات الأمريكية - والمعارضون لنظام صدام حسين -من انه إذا وصلت القوات الأمريكية الى مشارف بغداد،فسوف يثور الجيش العراقي ضد قيادته العسكرية والسياسية.. وبذلك يمكن للقوات الأمريكية أن تدخل بغداد دون قتال.
واني اعتقد أن هذا التصور الأمريكي لن يحدث بإذن الله.. ولكن اعتقد انه بامكان القوات البرية الأمريكية وحلفائها -إذا هي تحركت عبر الصحراء وتحاشت الدخول في معارك جانبية -فان في استطاعتها أن تصل في خلال ثلاثة ايام الى منطقة الفالوجا بحوالي 6 فرق ومعها الاسلحة الرئيسية التالية:
1380 دبابة (1180 امريكية +200 بريطانية)
583 قطعة مدفعية (447 امركية + 136 بريطانية)
1092 طائرة هليوكبتر (1050 امريكية +42 بريطانية) أما أن تكون تلك القوات قادرة على اقتحام بغداد واحتلالها.. فهذا امر مشكوك فيه. وسوف يؤكد ذلك الشعب العراقي البطل إن شاء الله، عندما تتحطم على اسوار بغداد أحلام الامبراطورية الأمريكية. وعندئذ يفرح المؤمنون.
الخطة الأمريكية المقترحة
1- المبادئ العامة للخطة ان الهدف السياسي الأمريكي المعلن هو إسقاط النظام العراقي واقامة نظام عميل في بغداد.. ورغم التفوق الأمريكي الساحق على العراق في مجال القوات الجوية والقوات البحرية.. ورغم أن تلك القوات الجوية والبحرية تملك قدرات تدميرية هائلة الا أنها لا تستطيع أن تسقط النظام العراقي. وان إسقاط النظام لا يمكن أن يتم الا إذا استطاعت القوات البرية أن تقتحم بغداد وتحتلها.ومن هنا فان الخطة العراقية يجب أن تعتمد على الأسس التالية:
أ- استدراج الوات البرية الى المناطق المزروعة والمبنية حيث تفقد الطائرة والدبابة الكثير من امكانياتهما.
ب- تركيز الدفاع عن بغداد حيث ان معركة بغداد هي التي ستحدد النجاح والفشل. فاذا فشلت القوات الأمريكية في احتلال بغداد فهذا يعني انتصار العراق.
ج-الاعتماد على الحرب الثابتة والاقلال من التحركات الكبيرة.
د- تشكيل مجموعات قتال صغيرة تقوم بالتصدي لخطوط مواصلات العدو.
2- القوات البرية
أ - يمتلك العراق 23 فرقة مدرعة بيانها كالتالي:
6 فرقة مدرعة 4 فرقة ميكانيكي 13 فرقة مشاة.
ب - ومع هذه القوات الاسلحة الرئيسية التالية:
2600 دبابة
2100 قطعة مدفعية
164 طائرة هليوكبتر
3- تخصيص المهام للقوات البرية
أ-الدفاع عن بغداد: يخصص للدفاع عن بغداد القوات الآتية:
6 فرقة مدرعة (3 منها حرس جمهوري)
4 فرق مشاة ميكانيكي (1 منها حرس جمهوري)
2 فرق مشاة (الاثنان حرس جمهوري)
ب- تحصين المدن
أ- تخصيص 8 فرق مشاة للدفاع عن المدن ذات الاهمية الخاصة:
الموصل: فرقة مشاة
كركوك: فرقة مشاة
نكريت: فرقة مشاة
الفالوجة: فرقة مشاة
النجف: فرقة مشاة
الناصرة: فرقة مشاة
البصرة: فرقة مشاة للمدينة + فرقة مشاة للميناء البحري والمطار.
ج- باقي المدن: يتم الدفاع عنها بواسطة الميليشيات، بعد تدعيمها بواسطة بعض الأسلحة الثقيلة من القوات المسلحة.
د-التصدي لخطوط مواصلات العدو
1- يخصص 3 فرق مشاة للتصدي لخطوط مواصلات العدو بمعدل فرقة واحدة لكل محور (محور الكويت بغداد، محور تركيا بغداد، محور الأردن بغداد)
2- تقوم كل فرقة بتشكيل مجموعات قتالية مسلحة تسليحا خفيفا قوامها البندقية والرشاش والالغام المضادة للعربات. ولها القدرة على التحرك سيرا على الاقدام أو باستخدام عدد محدود من العربات ويكون عدد كل مجموعة حوالي 100 فرد وقد يصل في بعض الحالات الى 500 فرد حد اقصى. وهذا يتطلب تقسيم كل محور من محاور الامداد الى عشرة قطاعات رئيسية وكل قطاع يكون مسئولا عن حوالي 50 كم.
وكل قطاع ينقسم بدوره الى خمسة قطاعات فرعية. ويكون كل قطاع فرعي مسؤولا عن عشرة كيلومترات ويعمل بداخله خمس مجموعات قتال تتكون كل منها من مائة فرد.
3- تبقى هذه المجموعات المقاتلة في حالة كمون تام عندما تتقدم الفرق البرية الغازية في اتجاه بغداد. ولكنها تنشط بعد ذلك وتتعرض للقولات الادارية التي تنقل الاحتياجات الادارية الى تلك الفرق. فتنصب لها الكمائن وتزرع الالغام في الطرق التي تستخدمها تلك القوات ليلا ونهارا. وهذه المجموعات القتالية لا تتشبث بالارض ابدا ولكنها تستخدم تكتيكات حرب العصابات وهي اضرب واهرب حتى لا تشكل هدفا لقوات العدو الجوية.
4- وان نجاح هذه المجموعات المقاتلة في عملها سوف يضع قيادة قوات الغزو أمام خيارين كلاهما مر. والخيار الأول هو أن تخصص جزءا من قواتها البرية والجوية لحراسة هذه المحاور، فيؤثر ذلك على حجم القوات التي تواجه بغداد. والخيار الثاني هو أن تتحمل بعض الخسائر البشرية وعدم وصول الامدادات الادارية الى الفرق المقاتلة مما يؤثر على معنويات القوات التي تواجه بغداد.
4 - تخصيص المهام للقوات الجوية- نظرا للتفوق الساحق الذي تتمتع به القوات الجوية الأمريكية على القوات الجوية العراقية من ناحية عدد الطائرات ونوعيتها والاجهزة الالكترونية التي تستخدمها.. فإنه يجب على القوات الجوية العراقية تلافي اية معارك جوية.. وان يقتصر عملها على القيام بعمليات فدائية خاصة ضد القطع البحرية الثمينة وضد مراكز القيادة الأمريكية.
ان العدد من الطائرات التي يملكها العراق (130 طائرة هجوم ارضي +180 طائرة مقاتلة) محكوم عليها بالتدمير إذا هي دخلت في معارك جوية، أو إذا هي اختبأت في ملاجئها الارضية لمدة طويلة. والحل الوحيد المتاح لها هو أن يتم تدميرها بعد أن تكون قد كبدت العدو خسائر فادحة في عمليات استشهادية.
5- تخصيص المهام للقوات البحرية ونظرا للتفوق الساحق الذي تتمتع به القوات البحرية الأمريكية فإنه يجب أن تقتصر مهام القوات البحرية العراقية على ما يلي:
أ - الدفاع الساحلي ضد المحاولات التي ينتظر أن يقوم بها العدو من اجل احتلال ميناء البصرة.
ب - زرع اكبر عدد من الالغام البحرية في طرف الاقتراب البحرية الى المياه الاقليمية العراقية.
ادارة المعركة الدفاعية
1- لا مركزية القيادة
أ- من المتوقع أن تقوم أمريكا خلال اليومين الاولين لبدء الحرب بتكثيف هجماتها الجوية والصاروخية ضد مراكز القيادة ووسائل الاتصال وسوف يترتب على ذلك انقطاع وسائل الاتصال بين الوحدات والتشكيلات وقياداتها.وقد يستمر هذا الانقطاع لبضع ساعات وقد يستمر لبضعة ايام. ولذلك فإن القيادات على جميع المستويات يجب أن تتمتع بقدر كبير من حرية العمل إذا ما انقطع الاتصال بينها وبين رئاساتها، وهذا يتطلب الاخذ بمبدأ لا مركزية القيادة. وعموما فالاخذ بمبدأ لا مركزية القيادة لا يعني أن تعمل كل قيادة حسب هواها ولكن على كل قائد أن يتصرف في حدود المهمة التي خصصت له وان يعمل في نفس الوقت على أن يبذل جهدا من اجل اعادة الاتصال بقيادته.
التصدي للحرب النفسية
أمريكا تمارس الحرب النفسية ضد العراق منذ أن بدأت في حشد قواتها الى منطقة الشرق الاوسط. ومع انه ما من احد يشك في قدرات القوات المسلحة الأمريكية،الا أن الاعلام الأمريكي يبالغ كثيرا من حيث حجم القوات التي يقوم بحشدها ويبالغ في امكانيات اسلحته. ومن المؤكد انه سيكثف هذه الحملة إذا ما بدأت عمليات الغزو. فقد يدعي كذبا سقوط بعض المدن أو استسلام بعض وحدات الجيش العراقي. وبالتالي فيجب على الإعلام العراقي أن يرد بالحقائق.. فلم يعد الكذب ممكنا في ظل الاقمار الصناعية التي لم تعد حكرا على أمريكا وحدها.
ومن المؤكد انه ستسقط بعض المدن. ولكن ما يهم وما يشرف تلك المدن هو أن تكبد القوات الغازية خسائر بشرية كبيرة قبل سقوطها. فإذا سقطت فإن المخلصين من شبابها يقاومون المستعمرين باسلوب حرب العصابات. فالمعركة الكبرى هي معركة بغداد. وان كل خسارة يتحملها العدو أمام المدن الحصينة سوف تؤثر على نتيجة المعركة الحاسمة في بغداد. وحيث ان ميناء البصرة ومطارها يشكلان هدفا رئيسيا هاما للعدو، فإنه يتحتم على العراق أن يجبر العدو على أن يدفع ثمنا باهظا قبل أن يستولي عليهما.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved