Saturday 22nd march,2003 11132العدد السبت 19 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
كلاشنكوف جديد!
فاطمة العتيبي

الخميس
* السادسة صباحاً.
* مثل كل المفجوعين في العالم.. كنت أرقب بدء الحرب..
* أحمل هاتفي النقال..
أغلق التلفاز.. تارة..
وأسجل وأحوقل..
ثم أعود لضرب الأرقام.. التي لا تقبل المرور
منزل شقيقتي في الكويت..
أتخيلها.. أتخيل وجوه أطفالها..
قد حدثتني قبل أيام عن المخبأ الذي أعدَّته برفقة زوجها..
* أستذكر صوت نايف..
وهو يقول.. مو خايفين يا خالتي..
* ليس نايف وأشقاؤه هم هَمُّنا وأسباب هلعنا فقط..
هذا القلق والوجوم..
والحزن المستبد..
نحمله إلى حيث بغداد.. أيضاً..
أطفال العراق.. ونساؤها.. وشيوخها..
وتاريخها العظيم..
* وتاريخنا.. وموقفنا.. وكرامتنا.. وسيادتنا.. والقانون الدولي والاحتكام إليه..
* كل الأشياء الآن تؤوب إلى كلاشنكوف جديد.. يحدد مصير العالم يقرر اليوم أن يؤدب هذا..
وغداً لا نعلم من سيؤدب.. يحكم العالم بعسكريته.. تحت غطاء إنقاذ الشعوب.. هل سيلتفت لكل طغاة العالم.. هل سينقذ كل الشعوب المضطهدة.. ومن يعطيه حق تقسيم الشعوب وتحديد صفة الاضطهاد.
هل سيكتفي بطاغية واحد.. يقتل من أجل الاقتصاص منه
تاريخ دولة وشعب مستكين.. صامت منذ سنين تحت الآلة العسكرية..
* لن يمنح هذا الوصف لفلسطين.. ولن ينظر لقضية شعبه كما ينظر للعراق..
* ما الذي يفصلنا عن العراق..
هل هو صدام فقط..
ليت ذاك.. لكنا رَحَّبنا بقتله بفرقة «كومندوز» أمريكية بريطانية..
لكن القضية هي تقليم أظافر أي دولة يمكن أن تقول «لا» لأمريكا.
* ومثلما قالت قارئة عراقية راسلتني قبل فترة: «نحن نكره صدام يا فاطمة»..
لكنه أفقدنا كل من حولنا..
كل الأحزاب والتيارات تكرهنا من أجله.. فأي قادم جديد سينتقم منا لأهله ولذويه الذين سامهم صدام سوء العذاب!
* أي يأس تركه وسرّبه صدام في عروق مواطنيه حتى أوهمهم بأن الموت ذاته لن يكون لهم أرحم منه.
* وأي سذاجة تجعل وزير داخليته يحدث الإعلاميين في العالم وهو يحمل «كلاشنكوفاً» بيده..
ويقسم بصدام العظيم في الوقت الذي كان يتخيَّل فيه أنه يكسب مشاعر الناس وتعاطفهم معه!!
* كلُّنا مجروحون..
وكلُّنا ملزمون اليوم باستثمار المرحلة..
لكي نحبَّ بعضنا أكثر.. ونعود إلى الله أكثر.. وننفض عن قلوبنا كل وعثاء الماديات والاستهلاك والحروب الصغيرة من أجلها ونذكر فقط..
أن اليقين التام بمبادئنا.. ورسالتنا في الحياة وهي العمل في خطين لا يتقاطعان أبداً.. بلوغ الجنة وإعمار الأرض وبث الخير فيها وتنمية الحس الوطني لدى أجيالنا لعلَّها تنمو في زمن تغيب فيه سطوة عساكر العالم وطغاته.. والله يحفظ لنا أمننا وينجي كل الشعوب العزلاء من ويلات الحروب.

ص.ب: 84338 الرياض: 11671

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved