الحرب المرفوضة إنسانياً

بامتعاض شديد، وألم يمتزج بالغضب من بدء الحرب الامريكية والبريطانية ضد العراق، يتابع العالم مسار هذه الحرب التي ما كان لها ان تشن لو لم تمتلك حفنة من المهووسين القوة واعتبارها الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات بين الدول وعندما يجتمع جنون النفس البشرية مع القوة الطاغية تكون النتيجة بطشاً وظلماً وجبروتاً وتدميراً ونزفاً للدم في كل مكان.
والحرب التي تدور رحاها الآن على الأرض العربية في العراق والتي بدأ ضحاياها بالسقوط قتلاً وتدميراً، كشفت كل الأقنعة وأسقطت كل القيم الإنسانية التي كانت تدعيها القوى التي تشن هذه الحرب التي أقل ما يمكن تسميتها بأنها عدوان صارخ على بلد عربي مستقل.
هذه الحقيقة المرعبة لمستها، ووعتها كل الشعوب وحكومتها، فانتشرت التظاهرات والاحتجاجات في كل عاصمة ومدينة، حتى عواصم ومدن الدول التي تشارك في غزو العراق، وفي محاولة أخيرة تحاول الدول الاخرى التي لاتزال تستشعر واجبها الانساني والسياسي، لجم عقيدة القوة الطاغية المنطلقة من واشنطن ولندن، فتعالت المناشدات بوقف الحرب الظالمة من حاضرة الفاتيكان والصين وروسيا وفرنسا وكل الدول الاخرى المحبة للسلام.
إن هذا الرفض الذي يتنامى ضد الحرب.. والانحياز للسلام والإنسانية لايزال يواجه بتجاهل من قبل القابعين في واشنطن ولندن الذين يواجهون عزلة دولية متنامية، ولن يأتي ذلك اليوم الذي سيكونون فيه منعزلين حتى من شعوبهم الرافضة للحرب والدمار.. ولن يبقى لهم من مؤيد ومشجع على تدمير البشرية سوى القوى الصهيونية المحرضة على هذه الحرب المجنونة التي لا يقف ضررها على العراق والمنطقة العربية والاسلامية فحسب، بل حتى الامريكيين والبريطانيين ومن يشارك معهم سيدفعون ثمناً باهظاً لهذه المغامرة الطائشة.. فالحروب لا تفرز منتصرين.. بقدر ما تسفر عن ضحايا من ضمنهم من يتوهمون بأنهم منتصرون.