Saturday 29th march,2003 11139العدد السبت 26 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
مصطلحات كاذبة في حرب ظالمة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

حفلت الحرب العدوانية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على العراق بالعديد من الاصطلاحات التي تعطي معاني مغايرة تماماً، ففي خضم الحرب الدعائية التي يخوضها طرفا القتال، بدأ المتلقي العربي والأجنبي يستمعان لأول مرة لمصطلحات جديدة تحمل معاني يحاول مطلقوها توجيه رسائل إعلامية ذات مضامين سياسية، فبعد تكاثر الاصابات والخسائر التي تعرضت لها القوات الأمريكية والبريطانية في العراق، بدأ الأمريكيون والبريطانيون يستعملون مصطلح «نيران صديقة» والمقصود منه كما يريد معدو البيانات العسكرية الأمريكية والبريطانية تفسير ازدياد الخسائر بين قواتهم وإسنادها إلى أخطاء ارتكبتها هذه القوات وأن بعض هذه القوات أصابت مدافعها وقذائفها وحدات أخرى من نفس القوات، أي أن قوات صديقة أمريكية أصابت بطريق الخطأ قوات أمريكية وبريطانية، فالقوات الصديقة حسب زعمهم أطلقت صاروخ باتريوت أمريكياً على طائرة تورنادو بريطانية في الكويت، فأسقطتها قرب الحدود العراقية فاشتعلت فيها النيران وسقطت في الكويت..!!
النيران الصديقة هذه دمرت أيضاً دبابة أمريكية من دستني والتي تعني تسميتها «المصير».. وقد أحرقت النيران الصديقة الدبابة التي تعد واحدة من أفضل الدبابات الرقمية والتي تحدد أهدافها والأهداف التي تهددها ومصادر النيران الموجهة إليها. أي باستطاعتها تدمير مصدر الخطر الموجه إليها، بمعنى أنها كانت قادرة على تحذير مصدر «النيران الصديقة».. ولكنا لا نعرف مَن فشل في تحذير الآخر.. مصدر النيران الصديقة، أم الهدف المدمر ومن الذي كان فاشلاً في الاستفادة من قدرة الأسلحة الذكية الأمريكية التي أثبتت غباءها في العراق، مثلما حصل في أفغانستان.!!
مصطلح آخر يُتداول بغباء حتى من جانب الاعلام العربي وهو إطلاق مسمى «الحلفاء» على القوات الأمريكية والبريطانية الغازية للعراق، فالذي نعرفه ان الذي يشن الحرب العدوانية على العراق هما الأمريكيون والبريطانيون وأن هناك وجوداً غير شرفي للاستراليين والهولنديين والبولنديين حيث لا يتواجد سوى بضعة مقاتلين بأمل الحصول على «الرشوة» الأمريكية أو طمعاً في كسب بعض من فتات «الكعكة العراقية» وعلى سبيل المثال يتواجد خمسة جنود من إحدى الدول في «جيش الحلفاء» ولا ندري في أي مكان يتواجد هؤلاء الجنود الخمسة، وهل يكفي ذلك لأن يطلق على غزاة العراق مصطلح «الحلفاء»؟..!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved