Saturday 29th march,2003 11139العدد السبت 26 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في خطبة الجمعة.. الشيخ ابن حميد: في خطبة الجمعة.. الشيخ ابن حميد:
يجب إيقاف الحرب فوراً ووقف هذا الاعتداء على الشعب العراقي المسلم

  * مكة المكرمة ـ واس:
أوصى معالي رئيس مجلس الشورى إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال في خطبة الجمعة أمس إن اللبيب من تفكر في ماله والحازم من تزود لارتحاله والعاقل من جد في أعماله نظر في المصير وجانب التقصير ترك الحطام واجتنب الحرام فخذوا بالأحزم من أموركم رحمكم الله فأمامك يوم لا ينفع فيه الندم ولا يفيد فيه الأسف إذا زلت القدم يوم تبعثون {يوم لا ينفع مال ولا بنون (88)الامن اتى الله بقلب سليم}.
وأضاف قائلاً إنها أيام حزينة وأوقات عصيبة وصفحات من التاريخ مظلمة تواجه الإنسانية جمعاء إشكالية اختلاط الحق بالباطل واختلال موازين العدل واضطراب معايير الحكم وكأنها في ليل بهيم أو في نفق مظلم أو في صحراء من التيه واسعة، يتساءل المتسائل ويحار العاقل عن حقيقة ما يجري. إن أمم الأرض اليوم أمام اختبار شديد أن على هذا العالم الموصوف بالمتحضر وهو الذي يرسم معالم التقدم عليه أن يرتقي بإحساسه ونظرته الإنسانية إلى ما هو جدير به من وصف التحضر والمدنية، لا بد من علو صوت العقل والاحتكام إلى ميزان العدل وسلوك مسلك الإنصاف.
واستمر فضيلته قائلاً: تقوم حرب مسعرة ومعارك ضارية تدور رحاها في أرض العراق المسلم الشقيق جثث متناثرة وأشلاء ممزقة وآخرون مفقودون وآخرون مأسورون ومحسورون، مآس ونكبات وقتل بالمئات وتكريس لكل آليات الدمار بل غرس للكراهية وتكريس للأحقاد وتكديس للضغائن ونشر للبغضاء وتجاوز للأعراف والمواثيق والقوانين مؤكداً أنه يجب إيقاف هذه الحرب فورا والتوقف عن هذا الاعتداء.
وقال إنها حرب خاسرة ليس فيها رابح، إن الحق والعدل والإنصاف يقتضي الوقوف مع الشعب العراقي المسلم في مأساته ورفع معاناته، يجب على عقلاء العالم وأصحاب القرار من كل مكان أن يدركوا العواقب الوخيمة والآثار المدمرة من الكراهية والعداوة والبغضاء، يجب التجاوب مع نداءات العالم وصوت ضمير الإنسانية.
وأوضح الشيخ ابن حميد أن عالم اليوم يحتاج إلى المواثيق العادلة والاتفاقيات الواضحة التي يخضع لها الجميع ولا يستثنى منها أحد من دول العالم كله صغيره وكبيره قويه وضعيفه ناميه ومتقدمه، كما يحتاج إلى النوايا الطيبة والتعاون الجاد الصادق من أجل إسعاد الناس جميعا، يجب إطعام الجوعى وعلاج المرضى وبسط الأمن ونشر العلم ومكافحة الجهل وبسط العدل وتثبيت الحق{يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير }.
هذا هو النداء إلى العالم أجمع أما النداء لأمتنا فيجب نبذ الخلاف وتوحيد الرأي والوقوف صفا واحدا في مواجهة المتغيرات العالمية والثبات على نهج الوحدة القائم على التوحيد وتحقيق الحرية الحقة بإخلاص العبودية لله رب العالمين.
وأوضح فضيلة الشيخ صالح بن حميد أن الشائعات تنبت الذعر وتزرع الكراهية وتحطم الروح المعنوية وتثير عواطف الجماهير وتبلبل الأفكار وتفقد الثقة بالنفس والأمة والقيادة وتنشر الضغائن وتصدع الكيان، كم أقلقت من أبرياء وهدمت من وشائج وسببت من جرائم وقطعت من علاقات وأخرت أقواماً وعطلت مسيرة وهزمت جيوشاً.
وأفاد أن الشائعات غالباً ما تصدر إلا من مكروه أو منبوذ فرداً أو جماعة قد امتلأ بالحقد قلبه وفاض بالكراهية صدره وضاقت بالغيظ نفسه فيطلق الشائعة لينفس من غيظه وينفث الحقد والكراهية من صدره الإرجاف لا يصدر إلا من عدو حاقد أو عميل مندس أو غر جاهل.
وقال ليس الخطاب مع العدو الحاقد ولا مع العميل المأجور ولكنه خطاب مع هذا المسلم الغافل حسن الطوية صالح النية المخلص لأمته ودياره، إنه طيب حسن النية لا يدرك ما وراء الشائعة ولا يسبر الأبعاد التي ترمي إليها تلك الأراجيف على هؤلاء الطيبين الصالحين وفقهم الله أن يتصفوا بالوعي الشديد والحصافة بالفهم وسلوك مسالك المؤمنين الخلص في اتخاذ الموقف الحق من الشائعات{الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسينا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذوفضل عظيم (174) انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين} فعلى هؤلاء الأخيار الطيبين أن يتأملوا هذه التوجيهات الدقيقة والخطوات المرتبة في الموقف من الشائعات والأراجيف يرسمها القرآن الكريم ويبينها أوضح بيان التوجيه الأول حسن الظن بالمسلمين أفراداً وجماعات ممن تتناولهم الشائعات {لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا افك مبين}.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved