Saturday 29th march,2003 11139العدد السبت 26 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الصحف الامريكية الصحف الامريكية
كم من الأرواح تسحقها هذه الحرب ؟!

  **أولت الصحف العالمية الصادرة أمس اهتماما متزايدا بالحرب الأمريكية -البريطانية على العراق والتي دخلت أسبوعها الثاني، وقد تباينت وجهات نظر هذه الصحف حول سير العمليات العسكرية على الأراضي العراقية لكنها اتفقت تقريبا على ضرورة تجنيب المدنيين الغارات الجوية والنأي عن إنزال الخسائر في صفوفهم.الصحف الفرنسية ترى أن الحرب لاتسير وفق هوى بوش وبلير وأن هناك حالة من الرفض الشعبي المتزايد في صفوف الشارع الأمريكي الذي بات غير مستريح لسيرالعمليات ولايبدي ارتياحا لتصريحات قادته العسكريين. أما الصحف البريطانية فرأت أن العمليات العسكرية لقوات التحالف تحرز تقدما لكنه ليس الذي وعد به البريطانيون من قبل إذ إن المقاومة العراقية تبدي صمودا غير متوقع ورأت أن من الصعب التكهن بنهاية الحرب في وقت قريب، وعلى نفس المنوال سارت الصحف الأمريكية التي ترى أن هناك تقدما لكنه ليس المنشود وأبدت الصحف عدم ارتياحها من قصف المدنيين العزل وأشارت إلى قمة بوش - بلير التي عقدت في كامب ديفيد، الصحف الصينية من جانبها رأت أن الأمريكيين لم يستقبلوا بالورود لكن بالرصاص والذخيرة الحية. أما الصحف الروسية فرأت أن ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في صفوف الأمريكيين غيرطبيعي، وأن دخول بغداد سيكون مخاطرة حقيقية.**
*********
«واشنطن بوست»
أبرزت الصحيفة الاستعدادات الأمريكية لتكثيف الهجوم على العراقيين، وقالت إنه بعد أن هدأت العواصف الرملية وقطعت القوات الأمريكية خطوات واسعة نحو فتح جبهة شمالية ضد العراق انطلاقا من المناطق الكردية فإن قادة الميدان الأمريكيين يعتقدون أن هناك فرصة كبيرة لتكثيف الضغط على العراقيين،وعن الاحتجاجات ضد الحرب في أمريكا أبرزت الجريدة نبأ اعتقال الشرطة الأمريكية لمائة وأربعة متظاهرين في مدينة نيويورك بعد أن رفعوا شعارات تقول لا للحرب لا للنفط لا للأرباح في إشارة إلى الأرباح التي ستحققها الشركات المرتبطة بمسئولين كبار في الإدارة الأمريكية بوش من القيام بإعادة بناء ما تهدمه الحرب الدائرة حاليا، حاولت الجريدة التغطية على المذبحة التي ارتكبتها القوات الأمريكية والبريطانية عندما قصفت سوقا شعبيا في وسط العاصمة العراقية بغداد أسفر عن استشهاد وجرح عشرات العراقيين، وتحت عنوان «عنصر سي إن إن» كتب جيم هوجلاند ينتقد الاستراتيجية الإعلامية لوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الذي أرسل مئات الصحفيين ومراسلي الإذاعة والتلفزيون مع القوات الأمريكية التي تحارب في العراق متوهما أن الحرب ستكون قصيرة وأن بث صور تقدم القوات الأمريكية سوف يبعث برسالة تلفزيونية للقيادة العراقية تقول إن الحرب محسومة ولا داعي للمقاومة، فكانت الحرب الأمريكية على حد تعبير مسئول إحدى الشركات الأمريكية مجرد إعلان تجاري تلفزيوني تكلفته مائة مليار دولار، أما ريتشارد كوهين فخرج بعيدا قليلا عن المعارك الدائرة في العراق وان لم يبتعد كثيرا حيث كتب تحت عنوان «خطة طريق باول»، وقال إنه في ظل مناخ الحرب يعكف وزير الخارجية الأمريكي كولن باول على تنظيم بعض الحملات الدبلوماسية الخاصة به ومن هذه الحملات حملة إلى الشرق الأوسط لتسوية القضية الفلسطينية، ويضيف الكاتب أن إدارة الرئيس جورج بوش هي أكثر الإدارات الأمريكية حديثاً عن رغبتها في إقامة دولة فلسطينية وأكثر إدارة مطالبة إسرائيل بوقف بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة وهي أكثر إدارة تتحدث عن القيام بأشياء صحيحة ولكن الشيء المؤسف حقا هو أنها لم تفعل أياً من كل تلك الأشياء.
*********
«نيويورك تايمز»
أبرزت المقاومة العراقية الشرسة في مواجهة القوات الأمريكية والبريطانية الغازية، وقالت الجريدة تحت عنوان «المارينز يخوضون معركة كل بوصة» ان قوات مشاة البحرية الأمريكية «المارينز» أصبحوا يخافون من ظهور مقاتلين عراقيين أمامهم في كل خطوة يخطونها على الأراضي العراقية، ويؤكد الضباط الأمريكيون أنهم يخشون من تزايد المقاومة العراقية كلما اقتربوا من العاصمة العراقية بغداد، ويشعر الأمريكيون بخوف كبير بسبب تباعد المسافات بين وحداتهم حيث يقول رئيس أركان هذه الفرقة ان اقرب فرقة مارينز وراءهم تقع على بعد مائة كيلو متر، وتحت عنوان «المعارضون للحرب يغلقون وسط المدينة» تناولت أنباء المظاهرة التي نظمها المئات من معارضي الحرب في مدينة نيويورك التي طالبوا فيها إدارة الرئيس بوش بوقف الحرب فورا حقنا لدماء الأمريكيين والعراقيين على السواء.
*********
«لوس أنجلوس تايمز»
أبرزت تصعيد القوات الأمريكية والبريطانية الهجوم الجوي على العاصمة العراقية بغداد بعد تحسن الأحوال الجوية وتراجع حدة العواصف الرملية التي أجبرت القوات الغازية على تحييد سلاحها الجوي، وعن المذبحة التي ارتكبتها القوات الغازية في وسط العاصمة بغداد عندما تم قصف سوق شعبي بها أسفر عن مقتل وإصابة عشرات العراقيين المدنيين الأبرياء نشرت الجريدة تقريرا بقلم مراسلها في بغداد جون دانسزويسكي تحت عنوان «كل يوم تتحول الأمور من سيىء إلى أسوأ»، يقول التقرير ان عشرات العراقيين الذين تجمعوا حول موقع المذبح صبوا لعناتهم على الأمريكيين الذين ذبحوا إخوانهم، وفي افتتاحية تحت عنوان «أهداف معقدة وحرب أشد صعوبة» تناولت الجريدة المصاعب التي تواجهها الحملة العسكرية الأمريكية ضد العراق، وقالت هذه الحملة تحولت من أوهام النصر السريع إلى الخوف من نزيف الخسائر المدمر، وأضافت أن العراقيين لم يخرجوا من بيوتهم للترحيب بالقوات الأمريكية الغازية وإنما خرجوا حاملين أسلحتهم لمواجهة هذه القوات، وطرح بيتر سبينجر سؤالاً غاية في الأهمية كعنوان لمقاله وهو «كم من الأرواح تسحقها هذه الحرب؟» وقبل أن يجيب عن هذا السؤال أكد الكاتب الأمريكي أن الأمم صاحبة الأخلاق يجب أن توازن بين الخسائر البشرية لأي حرب والنتائج الإيجابية المرجوة منها، وأضاف الكاتب أن الرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه قال في أغسطس عام 2001 في إطار دفاعه عن رفض صدور قانون يسمح بالإجهاض أنه يخشى من انتشار الثقافة التي تقلل من قيمة الحياة البشرية ولكن يجب أن نشجع على احترام قيمة الحياة في أمريكا وفي مختلف أنحاء العالم، ويضيف الكاتب أن الرئيس بوش نسي هذه الكلمات وهو يصدر قراره بشن الحرب ضد العراق التي يفقد فيها الكثيرون من العراقيين والأمريكيين والبريطانيين أرواحهم .
*********
«شيكاغو تربيون»
أبرزت تصعيد الحملة الجوية الأمريكية وقالت تحت عنوان «تكثيف الحملة الجوية» أن تحسن الأحوال الجوية يفتح الباب أمام قوات التحالف الأمريكي البريطاني لتصعيد القصف الجوي على العاصمة العراقية بغداد خاصة بعد المقاومة الشرسة التي تواجهها هذه القوات على الأرض من جانب القوات العراقية على امتداد المساحة الممتدة من الحدود الجنوبية للعراق مع الكويت وحتى تخوم بغداد التي فشلت القوات الأمريكية في الوصول إليها حتى الآن.
وتحت عنوان «هجوم جبان لبوش على دافعي الضرائب الفقراء» هاجمت الجريدة في مقال منشور بها سياسة النفاق التي تتعامل بها الإدارة الأمريكية الحالية مع مختلف القضايا، وقالت إن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد خرج على العالم يطالب العراقيين بمعاملة الأسرى الأمريكيين وفقا لمعاهدات جنيف الدولية ولكن رامسفيلد نفسه نسي أنه هو الذي انتهك هذه الاتفاقيات عندما اعتقل أسرى الحرب الأمريكية ضد أفغانستان في قاعدة جوانتانامو بدون أي حقوق لا حقوق أسرى الحرب ولا حتى حقوق الإنسان الأساسية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved