ونحن نعيش حمى «التغيير» على جميع المستويات الفاعلة وغير الفاعلة، ونحن نسمع هذا «المصطلح» المتلون في أوساط شرائح المجتمع بغض النظر عن علاقتها الفعلية بالتغيير كهدف أو منهج حياة، جميل أن نقارب هذا القادم الجديد «التغيير»، والذي بدأت تطرحه مراكز القوى المختلفة مربوطاً بالحرب على مختلف ألوان الطيف الاعلامي، فالتغيير في نظري، إذا لم يكن نابعاً من داخل النسيج الاجتماعي فسيكون كغيره من الظواهر الفقاعية التي لا تلبث أن تسجل نهايتها بنفسها بشكل متسارع، ولنا أن نتساءل قبل هذا كله ما هذا «التغيير؟»
وما حدود علاقته ب«الجذور» و«الثوابت؟» وما الفترة الزمنية الحاضنة لهذا «الجنين» المستنسخ من خارج الحدود الشرعية والنظامية على حد سواء قبل أن يولد «التغيير» ويمارس نشاطه التغييري داخل النسيج الاجتماعي للبلدان المستهدفة، هذه جوانب، يبدو أنها لا تراعى من قبل مراكز القوى التي تجعل من «التغيير» هدفاً بعيد المدى وغير معلن، خاصة إذا كان المستهدف من «التغيير» هو «المجتمعات» المغلوبة على أمرها التي بدأت تحارب «التغيير» رغم أنه من خصوصياتها الحضارية في سبيل التطوير والتواصل مع حضارات الآخر، لكن ليس على حساب هويتها بل والمراهنة على مستقبلها ومصير أجيالها القادمة التي لن تربطها بالطبع رحم قربى بهذا الجنين المستنسخ أقصد «التغيير القادم» من خارج الحدود في ظل معادلة غير متوازنة حضارياً.
|