هل انتهى جديد فنان العرب؟!
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الطريقة والأسلوب اللذين يتبعهما العرب محمد عبده وتوجيه أصابع الاتهام إليه بنفاد جديده وإعادة أغانيه القديمة.
والحقيقة هذه فرصة لإيضاح ما يعانيه فنان العرب من إجحاف في حقه وتفهم الظروف المحيطة به فما زال فنان العرب يدرس أحوال الساحة الفنية حالياً .
وأجزم بل إنه تأكد أن الساحة أصبحت خاوية من الطرب الأصيل ولا يوجد منافس حقيقي بعد رحيل العمالقة.
لا ألوم من يطالب فنان العرب بالجديد والمميز الذي تعودنا عليه من الفنان الكبير (رغم أنه يتحفنا كل حين بأغنية تشبع الرغبات).
لكن فنان العرب مقتنع داخليا بأنه لن يجد في هذا الوقت المستمع والناقد والمنافس الذي يجعل الفنان يظهر كل ما لديه.الفن في هذا الوقت أصبح سلعة وباب الفن مفتوحاً على مصراعيه لكل من هبّ ودبّ.
الحقيقة المرة أن المستمع له دور كبير في تردي الفن فهو الذي شجع على التمادي في الإسفاف بالأغنية والانحدار بها إلى الهاوية.فقد تناسى الطرب الأصيل وأصبح (التمايل) على الأغنية سمة من سمات نجاحها بغض النظر عن جودة الكلمة واللحن المناسب لها.بقي أن أقول كيف تريدون من فنان العرب الجديد وهو يرى الساحة بتلك المأساة؟ليس دفاعاً عن فنان العرب ولكن الحق يقال إن المستمع والمشاهد هو الملام الأول وليس فنان العرب.
كلمة ومعنى:
لو تخليت وش لي بالحياة ارتجيه
لو تخليت ما عنك خفوقي تخلى
***
الحامد ورقة إعلامية وخطاب فني
بودي ان اوضح قبل ان اشرع في موضوعي اني في هذا المقام لا اقرع طبول المدح ولا اسن سهام النقد فمن بعد انطباعي وبكل تجرد ارى ان مشهدنا الاعلامي وتحديدا في مجال التقديم والاذاعة وبرامج الحوار - يعاني من شح وشبه كساد وفقر مدقع في جانب مفصلي منه وهو جاذبية اللسان وسلطنة الحوار وهذا يقودني ويذكرني بمذيع في نظري اعتبره رقما صعبا وعلامة مميزة في فن ادارة دفة الحوار وما اعنيه هو مذيع راديو ام بي سي احمد الحامد فما يميز الحامد هو انه بمنأى عن مصطلح «شكلية النقاش وسفسطة الحوار» ونحن على اعتبار اننا كمتلقين ومستمعين مللنا وسئمنا من البعض في مجال الاذاعة وفي «شوق وجوج» الى كل ما هو «معرفة» في هذا الاطار ان ابرز ما يتصف به الحامد هو التحضير الجيد لبرامجه «ليلة خميس كمثال» ايضا ثقافة الاثارة يجدها حاضرة ومتوفرة في الحامد ولعلي لا اتجاوز الحقيقة اذا ما قلت ان المعجم اللفظي عنده واعني به المفردات جيدة ورائعة «حياك الله - تفضل طال عمرك - بكل سرور - الف شكر - اكون سعيداً» هذه المفردات لها ايحاءات تجعل نبرة الاعجاب بينه والمستمع تكون متأججة وقد لا يخفى على المتبع للحامد ومدى الثقافة التي يمتلكها في خبايا فكره فهي ثقافة ذات مشارب ومسارب وخيوط متلونة كذلك، يلحظ على الحامد انه واقعي يستهوي المكاشفة ومهووس بالصراحة وهذه من ابرز صفات احمد الحامد وعموما كل ما ذكر آنفا لم يأت من فراغ بل انه نابع من تتبع دراسة.
عبد الله سليمان الربيان / القصيم
|