Monday 31th march,2003 11141العدد الأثنين 28 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأدباء الروس يرفضون الحرب الظالمة: الأدباء الروس يرفضون الحرب الظالمة:
الأمريكيون يضربون الحضارة في العراق

* موسكو- سعيد طانيوس:
لأن الحرب ضد العراق تملأ الدنيا وتشغل الناس في كل ارجاء العالم، طرحت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية سؤالا واحدا على عدد من ارباب القلم والكتاب الروس يقول: ما الذي تحسونه ككتاب مع سماعكم انباء الحرب في العراق؟
وجاءت اجاباتهم لتجمع على رفض الانتلجنسيا والمثقفين الروس لهذه الحرب ومسوغاتها.
وتعبيرا عن آلمهم لما تقوم به آلة الحرب الامريكية من تدمير وهدم في بلد اسهم اسهاما كبيرا في الحضارة الانسانية والثقافة البشرية.
يقول الكاتب سيرغي ياسين: اشعر باحساس جامح من عدم العدالة ينتابني واشعران كل معتقداتي حول الطيبة والعدالة قد اهتزت. لان شخصا واحدا يأمر ويحكم الجميع. انا اعتدت على طاعة القانون الدولي واعتقد بأن حق القوة ليس بحق.
كما اعتقد بانه ومع هذه الحرب ستطوى الصفحة الاخيرة للصداقة بين الشعوب وستختفي احدى الثقافات القديمة في العالم. انا افهم ان الامريكيين لا يأسفون لتاريخ الآخرين لانه ليس لديهم تاريخهم. الا انني اتأسف على تاريخ الآخرين.
أما الكاتب اناتولي كوروليف، فيؤكد ان ضرب بغداد هو ضرب الحضارة القديمة على الارض، انا اعني عهود بابل والاشوريين. وفي مكان غير بعيد عن بغداد توجد اثار اكتشفت مؤخرا في بابل وهي تصميم هش يمكن القضاء عليه بضربة واحدة وتحويله الى ذر ورماد . وانا شخصيا عندما اسمع انباء هذه الحرب ابدأ التفكير كما هي هشة الحضارة الانسانية وان برج بابل سيتهدم مرة اخرى، لمصلحة من كل هذا؟
من جانبه، يقول الكاتب يوري ما ملييف: انا اشعر بالهلع والعذاب نحو السكان المدنيين، يجب وقف هذه الحرب، يمكنها ان تؤدي الى آثار كارثية والى تغيير العالم بأكمله.
الحرب الإعلامية
الكسندر بروخانوف، الكاتب ورئيس تحرير صحيفة زافترا يقول : ثلاثة امور تقلقني: المعاناة الاولى عندما اسمع الانباء العسكرية من بغداد أتأسف لعدم وجودي هناك، لانني انا الشخص الذي عاش عمليا كل الحروب التي جرت في السنوات الثلاثين الماضية.
الحرب العراقية مع امريكا هي حربي. ويتابع قائلا: لقد كنت في بغداد منذ اسبوعين والله أعلم كم أنا متأسف لماذا لا اقف في تلك الساحات لاشاهد كيف تتهاوى الطائرات الامريكية والصواريخ المجنحة. على الرغم من انني اعرف كيف اصف ذلك بعدما شاهدته في يوغسلافيا وافغانستان وفي كل العالم.
ويضيف قائلا: المعاناة الثانية مرتبطة بي كصحافي مأخوذ بهذه الضربات الإعلامية التي يتبادلها العراقيون والامريكيون. ويقول بروخانوف: وارى هزالة ميولنا الإعلامية وهزالة إعلامنا الممالىء للغرب ومحطات تلفزتنا المؤيدة للامريكيين.
يحاولون مساعدة الامريكيين الا انهم لا يستطيعون تلقف سيل طاقاتنا القومية الداخلية التي تتعاطف مع العراق.
الحرب الاعلامية تشكل بالنسبة لي اهتماماً بالغاً. انه محيطي، ويتابع قائلا : معاناتي الثالثة بالطبع انا ارى ميتافيزياء تجري في العالم! هذا المكون السري المحير يحاول مرة جديدة في تاريخ الانسانية انشاء امبراطورية عالمية. ومع كل محاولة جديدة تظهر افكار جديدة وفلسفات ونظريات جديدة مرتبطة بتنظيم الانسانية. وبشكل من الاشكال انا افهم هذه المهمة الكبيرة التي هي اقامة مركز واحد للانسانية.
لان الانسانية هي ظاهرة فريدة من نوعها. وبهذاالشكل نرى محاولة لارساء مركز كوني... إلا أن الانسانية تريد ان تعيش بسلام وان هذه الفلسفة الانسانية تشغلني وتذهلني.
الكاتب فيكتور يروفييف يؤكد ان امريكا تعني له الجد البعيد والوصي الذي كان يصل دائما ومعه الهدايا الغنية وقد تميز في ذلك بالصدق احياناً. في 11سبتمبرايلول اغتصبوه وآلمه ذلك الى حد الهوس والانفعال فالتقط عصا وراح يضرب بها كل من حوله، لم تعد امريكا بالنسبة لي ذاك الجد الطيب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved