* هيوستن - كريس آكستمان:(*)
تأخذ الأسئلة اتجاها من هذا القبيل: هل تؤيد صدام حسين؟ هل تعرف أي من المتعاطفين مع صدام؟ ما هي مدرستك الدينية؟ ما هي أسماء وعناوين أقاربك من العراقيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة؟
بينما يتجه الأمريكيون لالتقاط آخر أخبار الحرب بعد انتهاء عملهم. يجد الكثير من العراقيين، الذين يعيشون في امريكا، عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف.بي. آي» عند عتبات بيوتهم.
إنها مجرد أسئلة قليلة يتم توجيهها لهم باسم الأمن الداخلي. فيما يطلب من الأمريكيين العراقيين الإجابة طوعا عن أسئلة حول أوضاعهم الخاصة بالهجرة وميولهم السياسية. غير أن بعضهم يقول إن التحقيقات لا يبدو أنها طوعية - ويقول إنها تعكس عداوة متنامية تجاه المسلمين في أمريكا، آخرون يدافعون عن التحقيقات باعتبارها خطوة حاسمة في الحرب ضد العراق.
إنها أحدث جهود مكافحة الإرهاب الرامية إلى جعل أمريكا آمنة - وهي بدت مهيمنة بهدوء عندما بدأت التحقيقات بجدية في الاسبوع الماضي، في هذه الأثناء، كانت عناصر حكومية تقوم بإكمال التسجيل الإلزامي بالنسبة لبعض الزائرين المسلمين ويضعون خططا لاعتقال طالبي اللجوء القادمين من دول ذات صلة بالإرهاب بينما لا تزال ملفاتهم تحت النظر.
توجه متشدد
في قلب كل هذا، تجد إدارة الأمن الداخلي (دي. إتش. إس.) التي اتسعت الشهرالماضي حين ضمت عدة وكالات واسعة إلى شبكة مسؤولياتها، بينما يقول الخبراء إن الوقت ما يزال مبكرا لمعرفة الشكل الذي ستصبح عليه هذه الإدارة. فإن اتجاهها العام يزداد وضوحا.
تقول ويندي يونغ، العاملة مع المفوضية النسوية للنساء والأطفال اللاجئين في واشنطن، يبدو أن إدارة الأمن الداخلي تتحرك نحو اسلوب ذي وجهة متشددة. وهي تضيف إنه ينظر للمولودين في الخارج والقادمين الجدد بريبة. باسلوب المتهم مدان حتى تثبت براءته! وتضيف ويندي يونغ قائلة : نحن في حاجة للبحث عن الموازنة بين أن تكون مفتوحا أمام الهجرة وأن تظل آمنا في ذات الوقت.
تساهم في المشكلة الإشارات المتناقضة من الحكومة، كما تقول دوريس ميسينر، وهي مسؤولة كبيرة في معهد سياسة الهجرة ومفوضة سابقة لإدارة الهجرة والجنسية.
على سبيل المثال، فإن إجراء عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيقات بشكل آني وفرض قوانين الهجرة يمكن أن تثير مخاوف المهاجرين.
تقول الآنسة ميسينر واضح أنه أمر مهم وشرعي جدا بالنسبة للحكومة أن تسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات والتعاون من الجالية العراقية في هذه البلاد. ذلك هو ما تقوم به أجهزة تطبيق القانون: جمع المعلومات، غيرأنها في حاجة إلى خلق مناخ من الأمن، وهي تضيف: وذلك أمر يبدو أنهم لا يدركونه حتى الآن. لكن العديد من القادة في الجالية العربية يقولون إنهم لا يمانعون في أن يتم استدعاؤهم، طالما كان عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي يعملون بشكل مهني.
إن بعض العراقيين، الآتين من بلد لا يعتبر فيه عصيان الحكومة خيارا. يجدون غرابة في أن باستطاعتهم رفض الإجابة عن الأسئلة.
في الواقع، قبل بدء التحقيقات، تبذل عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي جهدا منسقا للالتقاء بقادة الأمريكيين العرب والتوضيح لهم عن ما يقومون بالبحث عنه.
قال أحد العراقيين الذين جرى التحقيق معهم الاسبوع الماضي إنه شعر أن من واجبه كأمريكي أن يساهم، وإنه أراد أن يفعل أي شيء يعين في تسوية النزاع في وطنه الأم.
يقول صبحي، وهو طالب بالسنة النهائية في جامعة رايس فضل ألا تتم الإشارةإلى اسمه الأخير: أعتقد أن هناك الكثير من الناس داخل الجالية العربية - الأمريكية ممن يقلقون بشأن الحريات المدنية والاضطهاد.
(*) خدمة كريستيان ساينس مونيتور- خاص بـ «الجزيرة»
|