* تحقيق - شيخة القحيز:
لم يطرأ على القطاع التجاري النسائي تغيير يذكر في أنشطته الاقتصادية مع ما تمر به المنطقة من مستجدات.
وباستثناء ما نقلته بعض سيدات الأعمال عن حالة من الركود الموسمي قد يكون له تأثير وقتي لم تبدِ أي منهن قلقاً أو تخوفاً من مجريات العرض أو الطلب على الأسواق.
وباعتبار حسابات البنوك أحد أبرز الدلالات على تذبذب ثقة المواطنات بالوضع القائم لم تتم أي عمليات سحب غير اعتيادية لعميلات البنوك قد تشير إلى اجراءات استثنائية تتخذ من قبلهن.
وفي الجانب التجاري عززت حركة البيع والشراء على الرغم من قلة مستواها الطبيعي نتيجة للركود في طمأنة النشاط النسائي أكملت ما كانت عليه الخطط التطويرية التي يشهدها القطاع دون تفعيل.
«الجزيرة» التقت مجموعة من سيدات الأعمال في مختلف الأنشطة الاقتصادية للوقوف على الوضع الراهن واستنباط ما يستجد فيه أو ما يحظى به من تطورات.
وتتحدث ل«الجزيرة» الأستاذة تهاني اليمني صاحبة محلات تجهيز فنادق وقصور بالرياض في سؤالنا عن أثر الأوضاع التجارية بالظروف الراهنة قائلة: طبعاً للأوضاع المضطربة التي تمر بها المنطقة أثر في التجارة وفي الحياة بعامة ونجد معاناة مع العملاء حيث يطالبوننا بتخفيض الأسعار أكثر، وقد تأثرت أوضاع السوق التجاري من ناحية الطلب من قبل الزبائن والعملاء فقل الطلب على البضائع ذات القيمة العالية.
حيث إن البعض الذي يرغب في نوع من البضائع وهو مضطر لشرائها يدفع لنا من قيمتها عشرة من مئة والباقي يكون مؤجل أحياناً! أما بيعها لهن لأننا لو لم نفعل ذلك فقد يجدون غيرنا فيبعنها لهن.
وتخالفها الرأي صاحبة مشغل نسائي للخياطة وتصفيف الشعر وتزيين العرائس الأستاذة فاطمة مسلم فتقول على الرغم من أن الحرب بدأت لكن أعمالنا وزبائننا لم تتغير بسببها فالأوضاع في بلادنا بحمد الله عادية والأمور تجري مطمئنة، أما بالنسبة لرصيدي في البنك فلن أسحبه لأجل الحرب.
وفي جولة «الجزيرة» لمعرفة نشاط النساء في ظل الظروف الراهنة قالت الأستاذة اقبال الشبيلي المشرفة العامة على قسم البنات مع بداية الحرب يوم الخميس كان لدينا دروس تقوية لثالث ثانوي في فترة الصباح وتخوفنا ألا يحضر أحد من الطالبات وبحمد الله في وقت الحصص توافدت الطالبات وكانت الأمور عادية وكذلك يوم السبت لم نلحظ أي تغيب غير طبيعي وأيضاً لم نتلق اتصالات من أولياء الأمور قلقين.
وفي جانب آخر انتقلنا إلى البنك العربي الوطني فرع النساء حيث حدثتنا أنغام حلواني مديرة الفرع قائلة: بالنسبة للايداعات والسحوبات لم يطرأ عليها أي تغير معتاد إلا أن احدى العميلات أرادت سحب رصيدها كاملاً فأقنعناها بأن البنك أحفظ لها وأكثر أماناً وتقول الأستاذة ابتسام العنزي مديرة فرع نسائي ببنك الراجحي لم نلحظ في فرعنا أي تأثر ولم تحضر لدينا من العميلات سيدات الأعمال كي تسحب أرصدتها خوفاً من الحرب فالأمور لدينا عادية جداً.
واتجهنا لفرع آخر تحدثت إلينا الأخت مشاعل عن حركة المال قائلة: ألحظ اقبال بعض العميلات على صناديق الاستثمار وصناديق الائتمان وسير العمل يتم بشكل طبيعي كالأيام العادية.
أما مديرة فرع البنك السعودي الأمريكي النسائي فرفضت التصريح وأحالت الأمور الإعلامية للإدارة الرجالية.
«الجزيرة» التقت احدى المتسوقات في أسواق غرب الرياض وسألتها عن حركة البيع والشراء في السوق حيث قالت أم نواف: حركة السوق أقل من المعتاد ربما بسبب الحرب وربما لأن الوقت يأتي في فترة ركود موسمي، وأضافت ألاحظ انخفاض في الأسعار نوعاً ما. في حين قالت احدى المتسوقات قرب أسواق العروبة أم خلف: بخروجي إلى السوق هذا اليوم فوجئت بقلة زحمة السيارات وكذلك قلة المتسوقين حيث كنا نعاني من وجود موقف لسيارة فترة طويلة أما هذا اليوم فالموقف موجود بسهولة، قد يكون لأن معظم الناس يتابعون الأخبار عبر القنوات فالأحداث متلاحقة.
من جانبها قالت الأستاذة هدى بنت عبدالرحمن الجريسي المدير العام لمركز الأريبة للمهارات النسائية للتدريب: فيما يخصني لم أغير أي شيء في حياتي الاجتماعية ولا في نشاطي التجاري لأنني بحمد الله معتمدة على الله ثم على المجهود الذي أبذله مع فريق العمل الذي معي.
وأتابع الأحداث إذا احتجت لعمل أي تعديلات أو اتخاذ أي قرار طارئ.
وتضيف الأستاذة الجريسي: أما فيما يخص العمل اليومي فكما هو متوقع لا بد أن يتأثر سلباً فقد عدلت بعض النساء عن الالتحاق في الدورات بسبب بداية الحرب، ومن وجهة نظري سوف تتغير الأمور بإذن الله بعد أن يرين أن المملكة ليست طرفاً في الحرب.
وعن اتخاذها اجراءات وقائية لأرصدتها في البنوك على غير المعتاد؟
قالت: لا لم اتخذ أي اجراءات وقائية لأنني متوكلة على الله قبل كل شيء ثم اني أثق بسلطات بلدي التي تطمئننا دائماً وممكن أن يحدث للانسان أي شيء حتى لو لم يكن هناك حدث ما مؤثر فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا فلا حول ولا قوة إلا بالله.
واختتمت الأستاذة الجريسي حديثها ل«الجزيرة» عن رؤيتها للحالة العامة للناس تقول: نرى أن زحمة السيارات في الشوارع خفت لأن المواطنين أصبحوا يفضلون البقاء في المنزل لمتابعة الآحداث قبل أي وقت مضى.
|