Monday 31th march,2003 11141العدد الأثنين 28 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« الجزيرة » ترصد الأحوال هناك « الجزيرة » ترصد الأحوال هناك
الطمأنينة والأمن يملآن أرجاء المنطقة الشرقية

  * الإحساء رمزي الموسى:
تعد المنطقة الشرقية بفضل موقعها الجغرافي من أكثر مناطق المملكة قرباً لمناطق الحرب الدائرة في العراق. ولكن وبالرغم من ذلك ظلت المنطقة الشرقية تعيش طوال فترة اندلاع الحرب في أجواء هادئة وفي حالة من الأمن والاستقرار.
ولم تشهد ولله الحمد أي تغيير في سير الحياة العامة. بل يمارس المواطنون والمقيمون حياتهم اليومية بصورة طبيعية مثل أي ايام عادية.
وقد قامت الجزيرة بجولة استطلاعية لرصد معالم تأثير هذه الحرب على الحياة اليومية للمواطن والمقيم في المنطقة الشرقية على العموم وبشكل خاص على محافظة الأحساء.
بداية التقينا المواطن خليل محمد بوجويعد من سكان اهالي الاحساء والذي ذكر بأن بلادنا ولله الحمد منذ أن وحدها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله وهي تعيش في جو من الأمن والأمان، فالسياسة الحكيمة التي انتهجها المؤسس سار على نهجها ابناؤه البررة من بعده. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين عم الرخاء في ارجاء البلاد.
اما عن سير الأوضاع مع اندلاع الحرب فقد قال: نحن بلاد تمسكت بكتاب الله وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ونؤمن بقضاء الله وقدره وما تنتهجه بلادنا وموقفها حيال هذه الأزمة ونحن بحمد الله نستشعر جو الأمن والأمان في هذه البلاد.
هدوء الأوضاع واستقرار تام
كما طافت الجزيرة ضمن جولتها بالعديد من المراكز التجارية والأسواق للوقوف على حركتها التي كانت تتسم بالهدوء.
فيقول المواطن جابر الحمادة ان الأمور في الأسواق تسير على شكلها الاعتيادي كسائر الأيام السابقة فلم نلاحظ أي أمور غير طبيعية. ومازال العديد يرتاد السوق ويشتري المستلزمات وما يحتاجه بشكل طبيعي واعتيادي ولم نلاحظ أي فرق رغم ان الأسواق التجارية بشكل عام تنخفض مبيعاتها خلال شهري محرم وصفر لتعاود نشاطها بعد ذلك في شهر ربيع.
* المواطن إبراهيم الجمعان الذي يباشر إنشاء مشروع تجاري يقول: الأوضاع هنا أكثر من طبيعية، ولم تؤثر وقائع الحرب على استكمال المواطنين المشاريع التجارية المختلفة. فالعمل كما ذكر الجمعان يسير بصورة طبيعية وليس هنالك ما يدعو لايقافه. ويؤيد الجمعان في الرأي المواطن فؤاد النعيم الذي يقول: ان بناء المشاريع التجارية في المنطقة الشرقية لم يتوقف طيلة الفترة الماضية.
وخلال هذه الجولة التقت الجزيرة في بعض الاماكن السياحية بعض المواطنين الذين اعتادوا ارتياد هذه الاماكن للترفيه والتسلية ومعهم اطفالهم، التقينا أولاً بالمواطن عبدالاله الحسن الذي خيم في شاطىء العقير احد شواطىء المنطقة الشرقية.
وقال نشعر بجو من الطمأنينة والحمد لله ولا اعتقد ان هناك أي مانع من ان نمارس جميع انشطتنا بشكلها الطبيعي.
ويعتقد الحسن ان على الأسر تكثيف الأنشطة السياحية وخروج الأسر إلى المنتزهات المختلفة خصوصاً في ظل الأجواء الراهنة وما تشهده المنطقة من حالة حرب لانها حسب رأيه تؤثر بشكل سلبي على فسحة الأطفال لكثرة ما يتابعه الكبار من أخبار الحرب.
لذا يجب الترفيه عنهم واشعارهم بالواقع وهي اجواء الطمأنينة في المنطقة واثبات ذلك لهم بالخروج إلى المنتزهات واماكن الترفيه المختلفة.
ومن خلال هذه الجولة أيضاً لاحظت الجزيرة توافد بعض الأسر على شراء المواد الغذائية ذات الأجل الطويل بكميات من المحال التجارية الخاصة بتمويل تلك المواد فوقفت عند ذلك لرصد هذه الحركة.
المواطن عاصم الورثان يقول: ان شراء الناس وبالاخص دول الخليج للمواد الغذائية طويلة الأجل يكون بكميات كبيرة تكفى لشهر على الأقل كالارز والسكر والملح والبقوليات والدقيق واللحوم فهذه المواد تستهلكها الأسرة الخليجية وتعتمد عليها كغذاء اساسي ونحن لم نتعود شراء كميات صغيرة من المواد التموينية، بل نشتري ما يكفي لفترة طويلة وهذا أمر طبيعي للغاية.
وقد اتضح للجزيرة بأن سوق الكمامات المضادة للمواد الكيماوية واجه كساداً ملحوظاً في الأسواق على عكس حرب الخليج الأولى حيث لم يخل بيت من وجود الكمامات الواقية فاستفسرنا عن هذا الأمر من عدة مواطنين كانوا يتواجدون هناك فيقول المواطن عبدالعزيز العامر: ان الوضع في المنطقة لا يحمل لنا حاجة في استخدام تلك الكمامات فهي تسير بشكل طبيعي على عكس حرب الخليج الأولى.
ويضيف العامر: هنالك سبب آخر منعنا من شرائها وهو ارتفاع اسعارها فلو كانت اسعارها معقولة لربما فكرنا في شرائها.
اما المقيم عبدالمعطي ابوحسين من جمهورية مصر العربية فيقول: قبل الحرب كنت متخوفا نوعاً ما بسبب اتصالات اقاربي من مصر علي كي ارجع الا اني كنت مطمئناً ان بلاد الحرمين بقيادة حكومة رشيدة ستكون ارضها امنة والحمدلله لم افكر حتى شراء الكمام الواقي إلا انني اتتبع الأخبار باستمرار.
من جانبه أوضح المواطن جواد الأمير بأن اطمئنان الأحوال هنا في المنطقة الشرقية وسهولة العبور في المنافذ البرية بين السعودية والكويت جعلته يذهب مع زوجته الكويتية لزيارة أقاربها في الكويت. وهذه الخطوة كما يقول جواد قد شجعت الأقارب لتبادل الزيارات بين البلدين دون قلق أو خوف لانعدام مسبباتهما.
كما التقت الجزيرة بالمواطن علي العبدالله من اهالي الاحساء ويعمل في الهيئة الملكية بمدينة الجبيل الصناعية الذي أوضح انه يعود الى الاحساء كل يومي خميس وجمعة وأن الأوضاع في هدوء واستقرار وتسير جميع الأمور كما هي وعلى المعتاد فالطرق كما ذكر العبدالله آمنة وحركة السير فيها أكثر من طبيعية.
وأضاف لم أجد أي مشكلة تذكر والحمد لله على نعمة الأمن والأمان.
أما اسواق السمك فقد شهدت حركة نشطة اعتيادية.. حيث قال المواطن السيد حسين العبدالله صاحب محل بيع اسماك إنه يأتي بالاسماك من القطيف ليبيعها في الاحساء.
مؤكداً بأن الحركة النشطة ورغبة الزبائن في الشراء اعتيادية كما هو الحال من قبل رغم خشية صيادي الاسماك من تسرب بعض المواد السامة أو الضارة سواء من آبار النفط أو من مواد تستخدمها القوات الأمريكية والبريطانية في بحر الخليج العربي قد يكون لها اثار على البيئة البحرية.
من ناحية اخرى ، شهدت الجزيرة من خلال هذه الجولة استعداد اهالي الاحساء للزواج الجماعي الذي يعقد كل عام في مناطق وقرى الاحساء المختلفة بشكل طبيعي واعتيادي دون ان تؤثر وقائع الحرب على أي شيء من شأنه تعطيل هذه الحركة التي تعقد كل عام في الاحساء ويتزوج خلالها المئات من ابناء المحافظة في شهر ربيع.
وقد عبر العديد من اهالي الاحساء بأن الوضع في المنطقة آمن جداً وليس هناك أي تخوف يذكر حيث ان سير الحياة اليومية والتفكير بالمستقبل يسير بشكله الطبيعي مع ابناء المنطقة.
ويقول المواطن علي العوض ان سبب الاشاعات والتخوف من وقائع الحرب قد يكون سببه كثرة التتبع لأخبار الحرب عبر وسائل الإعلام المختلفة. فيما شهدت اسواق الأجهزة الكهربائية وبالتحديد اجهزة التلفزيون والراديو والاطباق الفضائية حركة نشطة ملحوظة في الأسواق حيث حرص العديد من السكان على متابعة الأخبار بشتى صورها ولم تقف المتابعة عند حد معين من الوسائل.
فيقول المواطن محمد بوخضر انه اشترى تلفزيونا جديدا حجم «29» بوصة لعرض صورة أوضح للأحداث الراهنة.
كما حرص على تجديد برمجة القنوان الفضائية وتتبع القنوات الأخبارية التي أصبحت تتنافس بشكل ملحوظ لعرض لقطات خاصة بها ومحاورة المحللين السياسيين المشهوريين حتى ان اجهزة الجوال التي تمتاز بوجود قناة اخبارية كانت لها رغبة من الجمهور حتى يمكنهم رصد جميع الأخبار.
من جانبه ذكر الاستاذ عبدالله المبرزي معلم بالاحساء أن سير العمل وحضور الطلاب للمدرسة يسير بشكل طبيعي.. للغاية حيث لم يكن لوقائع الحرب أي تأثير على حركة سير التعليم ولله الحمد وقد وافقه في الرأي الاستاذ محمد العباد من مدينة الدمام الذي اكد ان العملية التربوية والتعليمية والتي حرصت الحكومة الرشيدة ان توليها الاهتمام والرعاية تسير وفق الخطط المرسومة والخطط المنهجية الموضوعة لها هذا العام دون تأثر قائلاً: فنحن في بلد الخير التي تنعم بنعمة الأمن والايمان ولله الحمد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved