في ص «129»، وتحت عنوان :«قراءة أخلاقية في فلسفة الخطأ»، ويأخذ الكاتب في تفنيد الخطأ وأصنافه، وهو استعراض جميل، وإلقاء أجمل.. ولو أن كل مواطن التزم المسلك الذي ساقه كاتبنا، لأصبحت الأمة في ألف خير.. غير أن السلبية تلف حياة كثير منا بردود تحسب على أصحابها، مثل قولهم:«وأنا مالي»!، إنها سلبية قاتلة، ومؤلمة ومحزنة.!
* وأسوق أنماطاً من سلبيات شرائح من الناس، تلقاء تلك الأخطاء، حسبما جاءت في تعبير الكاتب، وهذه الأمثال:
*: أما بحجة أن الأمر لا يعنيه أصلاً.
*: وأما الرغبة في التماس التستر لفاعله.
*: وأما تجنبا للتبعة النظامية والإجرائية المترتبة على التبليغ عن الخطأ..
وبودي أن يقرأ الغُيُر من المواطنين، ما قدمه الأستاذ عبدالرحمن، وأن تلقنه مدارسنا للجنسين، لأن:«الدين النصيحة»، وإن كانت مناهجنا المدرسية بعيدة عن ذلك، وعن أدبنا وفكرنا، لأنها لا تعبأ لها.! وأنا مع الكاتب:«إن ردع الخطأ واجب على المواطن الملتزم دينا وخلقا وولاء للوطن» إلخ.
* في ص- 132-، نقرأ هذا العنوان:«متى استعبدتم الناس..؟!»، فنجده يتحدث عن خدم المنازل، وما يلقاه كثير منهم من هوان، من مخدوميهم، وأكبر الظن، أن مرد ذلك الجهل ونسيان العدل، نحو هذه الأمانات المستضعفة وإهدار كرامتها وحقها الإنساني، وينسى الرجال والنساء والفتية والفتيات، ذلك التوجيه النبوي الكريم: «الراحمون يرحمهم الرحمن»، وقوله صلى الله عليه وسلم:«ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، - من لا يرحم لا يُرحم-!
* ورأيت في المقطع التالي من الصفحة نفسها قول الكاتب:«وأحاديث كهذه تورق السمع»، وعندي أن كلمة- النفس-، أجدى من كلمة- السمع-.. وفي المقطع الثالث، في السطر الأول نقرأ: تقول إحدى الروايات أن خادمة آسيوية كانت سيدتها توسعها ضرباً إلخ، وهمرة- إن خادمة- مكسورة، كما هي القاعدة فيما يأتي بعد فعل: قال ومشتقاتها.. وفي الكتاب العزيز:«قال إني بريء منك»،، وقال: إني عبدالله» إلخ.!
* وأقول للبيوت التي تتعامل مع الخادمات:«اتقوا الله فيهن، وراعوا الله فيهن، ذلك أن الظلم ظلمات يوم القيامة، كما قال سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم»، وهذا من الحقوق التي لا يعبأ بها كثير من الناس.. وحين تغادر الخادمات مخدومهن، وقد ظلمن، فإنهن يأتين يوم القيامة يجادلن عن ظلمهن، وليس لدى مقترفي الظلم، إلا الأداء من حسناتهم، فيومئذ: لا ينفع مال ولا بنون».! وما أيسر أن يعدل الناس في تعاملهم، ولا سيما مع المستضعفين المساكين.. والعاقل من يزن أعماله قبل أن توزن، فيومئذ لا ينفع الظالمين معذرتهم».
* إن هذا الحس الذي ألممت به تعقبا على ما ألقى به الكاتب، مفقود عند الكثيرين، رجالا ونساءً وبنوة، لم ترب، فكانت السيطرة وسوء الأدب والمعاملة السيئة، لدى شرائح من الناس عندنا وعند غيرنا، مع خدمهم، شرائح لا تحس بمن دونها، وجهلوا تعامل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم- مع خادمه أسامة بن زيد، عشرة أعوام، كما تحدث أسامة رضي الله عنه، عن شيء فعله لِمَ فعلته، وعن شيء لم يفعله، لماذا لم تفعله، من صاحب الخلق العظيم.. والحق يعلمنا بقوله: )لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)
وقدوتنا وصفه ربه بقوله: {وّإنَّكّ لّعّلّى" خٍلٍقُ عّظٌيمُ }.
رضيع ينظر إلى كاميرا التصوير من وراء الغشاء الواقي الذي وضعته عليه أمه
طبيب من هونغ كونغ يعرض صوراً لخلايا المرض الغريب.
|