الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد:
فإن الله عز وجل قد أكمل لأمة الإسلام النعمة، وأتم عليها المنة ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بأعظم الديانات، وخاتمة الرسالات، كما قال تعالى: )لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164)
وقد أنزل الله عليه أفضل كتبه، وأعظمها على الإطلاق، وهو القرآن الكريم الذي وصفه الله تعالى فقال: )وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ)
، هذا القرآن العظيم يهدي إلى أقوم الطرق، وأهدى السبل في جميع مناحي الحياة: الدينية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، المدنية، والعسكرية.. وفيه عزة الأمة الإسلامية، وشرفها، وسؤودها، إن هي تمسكت به، وعملت بأحكامه، وتمسكت بهديه.
ولا شك ان كل ما تنعم به المملكة من استتباب في الأمن، وطمأنينة في المجتمع، ورغد في العيش، وتقدم وازدهار في جميع المجالات، هو بسبب ما وفق الله إليه قادة هذا البلد الكريم من تحكيم القرآن الكريم، والتمسك بهديه، واتخاذه دستوراً ومنهج حياة، منذ تأسيس المملكة على يد الإمام المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله إلى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم فلا غرابة إذاً ان نرى ولاة الأمر يولون القرآن الكريم أعظم عناية، وأجل اهتمام، وأوجه هذه العناية متعددة، وكثيرة، لا يتسع المقام لتفصيلها.
ولأن ولاة الأمر في المملكة يحبون لغيرهم من المسلمين ما يحبونه لأنفسهم، كما تقضي بذلك الشريعة الإسلامية الغراء، فإنهم يحرصون أشد ما يكون الحرص على نشر الإسلام بين المسلمين، وحثهم على التمسك بالقرآن الكريم، وبذل العون والمساعدة لهم في هذا التوجه العظيم، انطلاقاً من واجب الدعوة إلى الله تعالى الذي تحمله المملكة على عاتقها.
ويأتي في هذا السياق، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف العظيم، وهذه الغاية الجليلة: مسابقة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم للعسكريين، وهي مسابقة تدل على بعد نظر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وحكمته، وسداد رأيه، لأن في تعاليم القرآن الكريم، وهديه ما يعد أعظم زاد للجندي المسلم، من حيث الدعوة إلى الاستقامة والانضباط، والتوكل على الله، والاعتماد عليه، والصبر، والتحلي بالقوة والشجاعة، واستمداد النصر من عند الله تعالى، إلى غير ذلك من المعاني السامية التي لا توجد إلا في القرآن الكريم، مما يجعل هذه المسابقة العظيمة، أعظم دورة عسكرية، يتحلق فيها الجنود، ويتنافسون في مائدة القرآن الكريم، والتزود بأعظم المبادئ، وأسمى التعاليم.
فجزى الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز خير الجزاء على إقامة هذه المسابقة، وتخصيص جوائز سخية للفائزين فيها خدمة للإسلام والمسلمين. كما نسأل الله تعالى ان يديم على هذه البلاد المباركة نعمة التمسك بالكتاب والسنة، وتحكيم الشريعة الإسلامية.
(*)وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية
|