|
|
|
إذا كانت الحرب الباردة قد وقفت حائلاً دون تنفيذ المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة العربية، فإن انهيار الاتحاد السوفيتي وانفراد أمريكا بالساحة الدولية كقطب وحيد، جعلها تعيد التفكير من جديد في تفعيل ذلك المشروع والعمل على إعادة تخريط المنطقة وتشكيلها بما يتوافق وسياسات النظام العالمي الجديد الذي تسعى الإدارة الأمريكية إلى فرضه، وذلك بتشجيع اقامة كانتونات سياسية متنافرة داخل البلاد العربية لغرض تفكيك المنطقة العربية على أسس مذهبية وهي الاستراتيجية ذاتها المعتمدة إسرائيلياً والتي كشف عنها اودينوس منذ ثمانينيات القرن الماضي وهو ما يؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى اليوم لتحقيق الحلم الإسرائيلي في المنطقة العربية، عن ضرب الانتفاضة الفلسطينية واعطاء الضوء الأخضر لشارون للقضاء على إدارة المقاومة، وهي في ذلك تراهن على ان نجاح مشروع تفتيت الدول العربية إلى دويلات سيجعل من الصراعات العربية لاعتبارات طائفية ومذهبية مقدمة لأن تستقوي هذه الدويلات بعضها على بعض بأمريكا وهو ما يفسح المجال للجلوس لتحل الشرق أوسطية بديلة للهوية العربية. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |