نحمد الله أن منافساتنا الرياضية لم تدخل إلى نفق «التعصب» المظلم والمقيت، وان مدرجات ملاعبنا نظيفة منه، وعندنا وكأي منافسات أخرى تحدث مناقشات لا تخرج عن طور الاقناع، وبمجرد انتهاء المباريات تخرج الجماهير من الملاعب كل إلى حال سبيله، فلا تحدث اشتباكات كما نسمع عنها في بعض البلدان التي قد يذهب ضحيتها أرواح بريئة.
وفي زمن قريب مضى ظهرت دعوات لاصدار صحف للأندية كما هو الحال بمصر فهناك جريدة للأهلي وجريدة للزمالك، وسمعنا أن الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - تصدى لهذه الدعوات فلم يشجع عليها لأنها طرف حبل التعصب، وطمرت هذه الدعوات قبل أن تنمو بحنكته وبعد نظره - رحمه الله -.
والآن ظهر من يحاول إنشاء قنوات فضائية للأندية فهناك فضائية للهلال وأخرى للنصر وثالثة للاتحاد، وقد تبنى هذا التوجه المشفرون فبعد أن كسدت بضاعتهم التي حاولوا ترويجها إبان مشاركات منتخبنا المتعددة وآخرها كانت عام 2002م بكأس العالم الأخيرة لأن أنظمة الفيفا تسمح لكل دولة ببث مباريات منتخبها «أرضياً» وحيث إن الفشل أصابهم وخيبة الأمل لاحقتهم، فكروا بوسيلة أخرى يدخلون بها بيوت المواطنين، وهداهم تفكيرهم إلى انشاء فضائيات لأنديتنا، وغلفوا هذه الفكرة بغلاف جميل عما سيحققه النادي مادياً ومعنوياً منها وقدموها لمسيري أنديتنا الذين أعجبوا بها، وتلقفوا عروض المشفرين وكأنها المنقذ لخزائنهم من الخواء، وأخذ إداريو الأندية يسبحون في الخيال ويتخيلون صورهم تبث فضائياً كل يوم ويشتهرون عالمياً ويتلقون مكالمات الاعجاب والثناء وتزدهر خزائن أنديتهم أموالاً، ولم ينتبهوا إلى أن هذه العروض المغلفة بالخيال الجميل تحمل في طياتها أحد معاول هدم المنافسة الشريفة ألا وهو التعصب الممقوت بكل صوره وألوانه.
ورياضتنا ولله الحمد في غنى عما يثير التعصب بين المشجعين ويذكي فيهم هذه النعرة التي ستسير بمنافساتنا الشريفة إلى مستنقع قد لا نخرج منه إلا بعد أن ندفع الثمن غالياً.
ما دور وزارة الإعلام
يبقى أن نتساءل من يبعد رياضتنا عن هذا المستنقع؟ ومن يقضي على أبواق التعصب قبل أن تبدأ نعيقها؟ طبعاً الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي المسؤولة عن الأندية، ولكنها ليست مسؤولة عن الفضائيات لأن وزارة الإعلام هي المسؤولة عن تصاريح انشاء الفضائيات فهل وافقت على قيامها، وإذا لم يكن كذلك فكيف مرت أمور فضائيات الأندية على الوزارة التي لم تحرك ساكناً بشأنها، وهل استطاع المشفرون تمرير ذلك بسهولة ودون أن تشعر الوزارة به.
أسئلة واسئلة تحتاج إلى اجابة شافية فمن يجيب؟
نادي فيد
مدينة فيد هذه الأرض الجميلة «جغرافياً» الثرية «تاريخياً» الحالمة كل صباح بالأجمل يقبع فيها نادٍ يحمل اسمها بفخر، صغير في منشآته كبير بطموح منسوبيه، أنشئ قبل أكثر من عشرين عاماً وصدر قرار اعتماده رسمياً عام 1401هـ.
هذا النادي الذي يعول عليه أبناء مدينته الشيء الكثير تعرض في الأسبوع الماضي إلى عاصفة أدت إلى هدم جزء كبير منه، فقد أوردت صحيفة «الاقتصادية» خبر العاصفة هذه وإن النادي فقط يحوي ملعب كرة قدم وصالتي حديد وعلاج طبيعي، وأسقفه من الصاج «أي الشينكو وكلمة شينكو كانت تستخدم في بلادنا في عصر ما قبل الطفرة»، ولأنه مبنى يحتاج إلى صيانة فقد تم ترميمه بمبلغ يقارب الأربعمائة ألف ريال إلا أن الرياح هبت عليه لتثبت لمنسوبيه هشاشة الترميم وتثبت للرياضيين «كم من الحماقات ترتكب باسم الرياضة»، وقد تساءل رئيس النادي - والجميع معه - أين ذهبت أموال الترميم، وأين لجان المتابعة، وأوضح أنهم سبق أن رفعوا شكوى بهذا الخصوص، وناشد سمو الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه بالنظر في أمر ذلك.
ونحن نقول لرئيس النادي «ما قصرت» وأعانك الله فقد أوصلت الأمر إلى منتهاه.
غيض من فيض
* فضائيات الأندية دعوة صريحة للتعصب.
* فشل المشفرون في الدخول إلى أغلب منازلنا عن طريق مباريات المنتخب ويحاولون الآن دخولها عن طريق الأندية.
* يكفينا ما تعانيه رياضتنا من الفضائيات الأخرى.
* كيف سيكون الحال لو ظهرت فضائيات الأندية.
* من المستفيد الحقيقي من فضائيات الأندية، هل هي الأندية أم المشفرون.
* أدركونا قبل أن تقع الفأس بالرأس.
* المتضرر منها هم المواطنون والكرة السعودية.
* تداخل البطولات أحد أكبر عيوب الموسم الرياضي السعودي، وعجز القائمين على تنظيم البطولات جعله يستمر إلى ما شاء الله.
* علاقات الأهلي والاتحاد لا تحتاج إلى لجان وفاق، كل ما تحتاجه لحجم أقلام المتعصبين ممن يسرهم ايقاد نيران الشقاق.
* ما قدمه الاتفاق في مباراة النصر «كأس سمو ولي العهد» هل هو مؤشر على القدرة على الهروب من دائرة الهبوط.
* عبدالله الجمعان يداك أوكتا وفوك نفخ.
* بلوي الاتحاد ظلم ملعب حائل حين أبدى تخوفه من اصابة اللاعبين فالملعب ومنذ بداية الموسم تقام عليه مباريات الدرجتين الممتازة والأولى ولم تحدث أي اصابات فيه ناتجة عن أرضيته، فما رأي مسؤولي أستاد الأمير عبدالعزيز بن مساعد وقد ركل بلوي الاتحاد الكرة في مرماهم.
* أحد المتابعين فسر حالتي بطلي كأس الأمير فيصل بن فهد «الاتفاق والحمادة» بقوله منذ بداية الموسم تتابع على تدريب كل واحد منهما ما لا يقل عن أربعة مدربين «عدم استقرار فني».
* كلما شاهدت سوفو الهلال تذكرت مهاجم نادي النهضة ماجد الهملان سواء بالشكل أو الموهبة.
حسينوه
حسين عبدالغني لاعب فنان يجبرك على محبته لقتاليته عن الفانيلة التي يرتديها سواء لعب مع المنتخب أومع ناديه، وما يحدث منه من انفعالات هي نتاج غيرته على مصلحة منتخب وطنه أو ناديه وهذه طباع لا يحملها إلا «فارس»، إلا أن ما يجب عليه تلافيه هو التجريح واتهام الآخرين بأشخاصهم كما حدث قبل مدة بعد هزيمة فريقه في احدى المباريات.
والمتابع للكابتن حسين بعد البطولة العربية التي استضافها نادي الاتحاد وحقق النادي الأهلي بطولتها يلاحظ تطوراً ايجابياً في أدائه الفني والنفسي مما يبشر أنه وصل كلاعب إلى مرحلة النضج الكامل التي بلا شك سيستفيد منها من يدافع عن ألوانه، وما أجمل أن نستفيد من أخطائنا.
وأخيراً
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
|
|