نوقشت مساء الأحد أول رسالة ماجستير في المملكة في موضوع اصابات الملاعب للزميل الصحفي محمد بن علي القدادي رئيس تحرير جريدة الوسط الرياضي وذلك بأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية.
وحصل على تقدير ممتاز، ودرجة قدرها «95%» منح بموجبها درجة الماجستير في القانون الجنائي.
وتكونت لجنة المناقشة من د. صالح بن ناصر وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب، والبرفيسور الدكتور محمد الألفي الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والمستشار الدكتور فؤاد عبدالمنعم الأستاذ بالأكاديمة المشرف على الرسالة.
وقد القى الباحث فيها في بداية المناقشة كلمة أوضح فيها المشكلة التي تناقشها رسالته التي بعنوان «المسؤولية الجنائية في إصابات الملاعب الرياضية وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية».
ان الرياضة مهما كانت، لا بد في بعض الأحيان ان تؤدي الى اصابات قد تصل الى الوفاة. وأي لعبة حسب اصولها المقررة وضعت لها الأنظمة الكافية التي تمنع الإصابة اوالوفاة، ولكنها قد تحدث بسبب ما يلي:
1- خطأ اللاعب المجني عليه.
2- خطأ اللاعب الجاني.
3- خروج احداللاعبين عن أصول اللعبة، بتعمده إيذاء اللاعب الآخر، وإيذاء نفسه.
4- الخطأ المشترك.
وناقشت الرسالة المسؤولية الجنائية الناتجة عن العنف واستعمال القوة غير النظامية اثناء ممارسة اللعب.
وأوضح الباحث محمد القدادي ان أهمية البحث تتمثل فيما يلي:
انها اول رسالة في المملكة العربية السعودية تناقش وتطرح هذا الموضوع «على حد علمه» وهو الأمر الذي يستحق الوقوف على الحكم الشرعي ومقارنته بالناحية القانونية.
كما انه سيثري المكتبة الرياضية والقانونية وهي التي تفتقر لمثل هذا النوع من البحوث. وستعود على المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات الرياضية والحكام واللاعبين بالفائدة، كما انها تظهر مدى الخطورة في الخروج على الاحكام والقواعد المنظمة للألعاب الرياضية.
وأوضح ان هذا البحث يهدف الى:
1- الوصول الى الأسس التي اطلقت او قيدت بها الإباحة للألعاب الرياضية في الشريعة الإسلامية.
2- اظهار رأي الشرع في مثل هذه القضية، وآراء الفقهاء فيها، تطبيقاً على الألعاب الرياضية الشائعة اليوم.
3- تحديد المسؤولية الجنائية للاعب فيما ينتج عن تسببه عن الاصابات داخل الملاعب.
4- اظهار مدى مواكبة أحكام الشريعة الإسلامية لمثل هذه الحالات الجديدة وتطبيقاتها.
ويطرح البحث التساؤلات التالية:
1- هل عالجت الأحكام الشرعية الفقهية قضية إصابات الملاعب..؟
2- ما الأسس التي بناءً عليها أطلقت أو قيدت بها الإباحة للألعاب الرياضية..؟
3- ما رأي الشرع في اصابات الملاعب الرياضية..؟
4- هل هناك مسؤولية جنائية تجاه اللاعب الذي يتسبب في اصابة لاعب آخر داخل الملعب..؟
وقال الباحث محمد القدادي انه اتبع في هذه الدراسة التالي:
أولاً: استخدام المنهج الاستقرائي التحليلي.
ثانياً: استعراض احكام التشريع الجنائي الإسلامي المتعلقة بالاعتداء على النفس وما دون النفس.
ثالثاً: فيما يتعلق بالفقهاء قام بعرض آرائهم في المذاهب الاربعة، مع اسناد كل رأي الى الكتب المعتمدة في مذهبه، واستند في القانون الى اشهر القانونيين الذين عالجوا هذا الموضوع.
رابعاً: الجانب التطبيقي قسمه الى قسمين:
الأول: قضايا في لعبة كرة القدم باعتبارها اللعبة الأشهر في العالم.
والثاني: الألعاب المختلفة، ووضع عنواناً لكل قضية، بما يغطي معظم جزئيات هذه الرسالة، حيث عرض وقائع القضية والحكم الصادر عنها، وحيثياته، ثم تحليل المضمون.
خامساً: قام بعزو الآيات الى السور، وتخريج الأحاديث والآثار الواردة في ثنايا البحث، ثم فهرستها في نهاية البحث. أما خطة البحث لهذه الدراسة فقد قسمها الى فصل تمهيدي، وثلاثة فصول، يعقبها الخاتمة والتوصيات.
المسؤولية الجنائية
والمدنية على اللاعب
- المطلب الأول: حق اللاعب المصاب في رفع الدعوى الشرعية.
- المطلب الثاني: حق اللاعب المصاب في طلب التعويض المادي.
- المطلب الثالث: حق اللاعب المصاب في القصاص والصلح.
المبحث الثاني: حقوق اللاعب المتوفى وورثته.
يتضمن ثلاثة مطالب كالتالي:
- المطلب الأول: حق ورثة اللاعب المتوفى في إقامة الحق الخاص.
- المطلب الثاني: حق ورثة اللاعب المتوفى في الصلح.
- المطلب الثالث: حق ورثة اللاعب المتوفى في الدية.
الفصل الثالث
الدراسة التطبيقية في قضايا الملاعب السعودية
ثم تعرض خلاصة الدراسة ونتائجها والمراجع.
1- إن الأحكام الشرعية تضمنت كل ما يتعلق باصابات الملاعب المؤدية الى الوفاة أو الجرح، وليس هناك أي حالة لا تنطبق عليها احكام الإسلام الصالحة لكل زمان ومكان.
2- إن الأسس التي اطلقت، او قيدت بها الإباحة للألعاب الرياضية في الشريعة الإسلامية وانها تحث الإنسان على بناء جسده وعقله وروحه، ليستطيع ان يعبد الله، ووضعت لذلك شروطاً تتلخص في عدم السماح بالمساس بسلامة الدين والنفس والعقل.
3- إن الشرع الإسلامي المطبق في المملكة العربية السعودية، ينبذ إصابات الملاعب ويحذر منها ويعاقب عليها.
وقامت المملكة من خلال الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعدة إجراءات، وأوجدت قوانين لمحاربة العنف داخل الملاعب والحد منه، ومن الإجرءات الايقاف النهائي بالشطب والمنع من ممارسة الحق في ممارسة اللعبة مدى الحياة، الى الايقاف المؤقت والغرامات المالية.
4- إن اللاعب الذي يتسبب في إصابة لاعب آخر داخل الملعب، مسؤول جنائياً بموجب احكام الشريعة الإسلامية والأنظمة السعودية، خاصة الحق الخاص متى طلبه صاحبه، سواء في العمد أو الخطأ.
5- لم يجد الباحث دراسات تقوم برصد حجم الاصابات الرياضية داخل ملاعب كرة القدم السعودية، سواء المقصودة، او غير المقصودة.
كما توصل الى نتائج أخرى منها:
1- ان ممارسة الألعاب الرياضية إذا كانت قد قامت اباحتها في جميع دول العالم على العرف او القانون فإنها لدينا قامت من منطلق شرعي اسلامي نابع من القرآن والسنة ثم العرف والقانون.
2- ان النظام نظم الإباحة الشرعية ووضع ضوابطها واحكامها الخاصة بكل لعبة.
3- ان المملكة العربية السعودية كانت سباقة، ومن اوائل الدول التي اعترفت رسمياً بالرياضة عام 1351هـ بقرار من مجلس الشورى.
4- ان الرئاسة العامة لرعاية الشباب كانت سباقة في الدعوة الى نبذ العنف الرياضي، ووضعت جوائز للابتعاد عنه، كما وضعت عقوبات لمن يقترفه.
5- ان نظم المملكة لا تقف في وجه اللاعب الذي يرغب في المطالبة بالحق الخاص وشهدت الملاعب قضايا متعددة في هذا الموضوع.
6- ان الملاعب السعودية لم تشهد أي حادثة قتل متعمد.
7- ان العنف الرياضي داخل الملعب لا يدخل تحت مفهومه البصق، اوالضرب وإنما ايضاً اي اشارة او كلمة او فعل يؤدي الى آلام نفسية.
8- ان رضا اللاعبين ممارسة الرياضة لا يعني رضاهم بالعنف المعتمد.
- ان الاتحادات الرياضية عندما تصدر قراراتها الجزائية فإنها تتعلق بالحق العام، وهذه القرارات ليس لها علاقة بالحق الخاص للاعب.
- ان اللاعبين غير المسلمين كفلت لهم الشريعة الحقوق نفسها للاعبين المسلمين.
- إن عاقلة اللاعب اذا تسبب في حالة وفاة خطأ، او جرح، هم اللاعبون، والحكام، والأندية، والاتحادات الرياضية، والرئاسة العامة لرعاية الشباب ويمكن ان يكون ذلك من خلال صندوق اللاعبين.
- إن قبول اللاعب لمخاطر اللعبة يكون بما لا يخرج عن حدودها وأصولها المتعارف عليها، وأي اعتداء يحدث عليه اثناء اللعب، يمثل اعتداء عمداً ضده، ويتعرض لسلامته.
كما خرج بعدد من التوصيات أهمها:
1- ان تتولى عاقلة اللاعب التي قد تتمثل في صندوق الملاعب، او ما سبق ذكرهم، دفع الديات وبالذات لما دون النفس لشيوعها وعدم سابقة ذلك.
2- الدعوة الى ايجاد تأمين للاعب، عند وفي أثناء ممارسته للعبة.
3- الدعوة الى قيام دراسات متخصصة ذات صلة بالعنف في الملاعب من النواحي الشرعية، والنفسية، والاجتماعية لمعرفة نوعية وأهداف ومسببات اللاعبين الذين يلجأون للعنف، ووضع الحلول.
4- الدعوة الى ايجاد لجنة رياضية قضائية عليا تابعة للرئاسة للبت في الدعاوي الرياضية.
5- الدعوة الى إنشاء مكتبة رياضية مشتملة على أمهات الكتب الدينية والأبحاث الرياضية والرسائل العلمية المختصة والكتب الرياضية المتخصصة.
6- ايجاد احصاءات سنوية عن عدد الاصابات المتعمدة وغيرالمتعمدة، يمكن من خلالها للباحثين الاعتماد عليها لرصد العنف في الملاعب ومواجهته والحد منه.
|