الدور الصهيوني في القرار الأمريكي

يحذر باتريك بيوكانان المرشح الرئاسي الأمريكي السابق من أن انجراف بلاده وراء التأييد الأعمى لإسرائيل سيدعم فقط التوجه العدائي لأمريكا في أنحاء العالم لأنها اختارت بوضوح دعم العدوان الإسرائيلي وأيدت مصادرة وسلب أراضي الفلسطينيين وإنكار حقوقهم. وباختصار فإنها تشكل غطاء لحماية إسرائيل من كل إدانة دولية.
تحذيرات بيوكانان تنطلق من الحرص على أمن ومكانة بلاده من المخططات الشريرة للمحافظين الجدد وهم عصبة من اليهود الذين تغلغلوا في مفاصل القرار الأمريكي، وأصبحوا يوجهون السياسة الأمريكية وفقا للأهواء الإسرائيلية وبما يخدم مصلحة إسرائيل أولا.
ويرى الأمريكيون بلادهم، وهي القوة العظمى الوحيدة في العالم تتردى كل يوم في هاوية جديدة وتفقد المزيد من الأصدقاء، لأن إسرائيل تمكنت من الإمساك بدفة القرار الأمريكي.
ففي مقال له مؤخراً أورد بيوكانان جملة من الواقع الذي يبرز الانسياق الأمريكي وراء السياسات الإسرائيلية دون أن تتحقق المصلحة الأمريكية بل العكس هو ما يحدث، ويقول «رغم أننا قدمنا عشرين ألف دولار لكل مواطن يهودي فإن إسرائيل ترفض التوقف عن بناء المستوطنات التي تعتبر سبباً لانتفاضة الفلسطينيين.. كما أن إسرائيل هي التي باعت تقنيات دفاعية أمريكية للصين رغم تحذيرات واشنطن في هذا الصدد.. وإسرائيل هي التي ترفض إعادة وثائق أمريكية سرقها جاسوسها بولارد».
ومع ذلك وغيره من قوائم طويلة من التغاضي عن «السقطات» الإسرائيلية الكبرى فإن إسرائيل ما زالت تحظى بالرعاية الكاملة في الولايات المتحدة.
وهكذا فإن واشنطن تجد أن عليها كل يوم أن تدفع فاتورة هذه العلاقة الآثمة التي أحكم خيوطها المحافظون الجدد من اليهود، كما أن عليها أن تنفق عشرات المليارات من الدولارات لكي تخوض هذه الحرب الحالية ضد العراق، وهي الحرب التي تدخل أعوان إسرائيل في كل تفاصيلها وأهدافها ثم دفعوا إلى واشنطن بالمخطط لتنفيذه.
فقد تسلم الرئيس السابق بيل كلينتون رسالة كان من بين الموقعين عليها بول وولفوويتز المساعد الحالي لوزير الدفاع الأمريكي بأن يعتمد ضرب العراق كأحد أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، كما تلقى جورج بوش الرئيس الحالي تحذيراً في العشرين من سبتمبر 2001م من أنه سوف يتهم بالاستسلام للإرهاب في حال عدم الهجوم على العراق مع التركيز على أن الضغط على إسرائيل أمر ممنوع.