موظفونا وأداؤهم.!
سلوى أبو مدين

في زيارة شقيقي لمدينة الأحساء لإنهاء إجراءات جواز ابنته الصغيرة حدثني بما رأى من تعامل كريم من أفراد في إدارة جوازات فرع الأحساء، خاصة بعد أن علموا بقدومه من دولة قطر، وهي تبعد مسافات عن مدينة الأحساء، فشكر لقاءهم وترحيبهم وتقديم خدمات سريعة جيدة، وأثنى أخي على كل من السيد محمد الزهراني وكذلك السيد عبدالرحمن السبيعي اللذين حرصا على تقديم ما في وسعهما حتى يتسنى له انهاء الإجراءات اللازمة، دون تعطيل، ولكن ليس هذا ما أريد عرضه في طرحي، فقد أخبرني أن ثمة موظفا، لم يكن يدرك عمله الذي يؤديه فكلما سئل عن مسألة تخص عمله يقول «لا أعلم»، وهذا منطق خاوي الوفاض كما قالت العرب.. وأعتقد أن السائل كان ذا قدرة واسعة واحتمال كبير، لأنه استطاع أن يملك زمام الأمور خصوصاً وهو قادم من مسافة بعيدة، تقدر بمئات الكيلو مترات.. وتعجبت بدوري ماذا يفعل موظف يشغل حيزاً في إدارة جوازات ما أو سواها؟ وهو لا يستطيع إنجاز عمل ما؟ ومثل هذه الأمور التي ترقى إلى العجب هل يتقاضى راتباً دون أن يعمل.. لعل الأسئلة كثيرة والإجابة مبهمة خفية؟!
وأغلب الظن أن هذه الشريحة من الناس لا تحسن العمل في الأماكن التي وضعت فيها.! وربما لعب معهم الحظ دوره فأتيحت لهم مراكز في تلك الدائرة أو غيرها..!
وهناك الكثيرون الذين يشغلون كراسي في أعمال كثيرة.. دون أن يحققوا أهدافاً أو سعياً، أو أن يؤدوا إنجازاً يضيف إلى حياتهم رقماً أو خانة في سلمهم الوظيفي..!؟
ونجد شبابنا كثيري الشكوى، لعدم توفر وظائف مناسبة لهم، وإذا ما توفرت لهم وظائف لايجيدون العمل والإنجاز فيها.. إن فيهم ذوي طموحات، وذوي نشاط واعد ورغبة في العمل، وهم يحتاجون إلى تدريبات، تؤهلهم، حتى إذا ما التحقوا بالأعمال التي تسند إليهم، يؤدونها بإتقان، وهم يرنون إلى مستقبل أفضل، لهم ولوطنهم، فهل تتحقق آمالهم، وآمال الكثيرين من شباب الوطن الطامح!؟ وهذا هو حالهم.. وهناك شرائح، ينطبق عليها المثل السائد«خاوي الوفاض بادي الإنفاض». وينبغي على الإدارات العامة والخاصة في جميع القطاعات الحكومية والأهلية أن تدرب هذه الكوادر بدورات خاصة، قبل أن يلتحقوا بأعمالهم، ليكنوا مؤهلين لإنجاز أعمال متقدمة لمستقبل أفضل.!