Sunday 6th april,2003 11147العدد الأحد 4 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قصة خبرية قصة خبرية
سامي.. أسمعك ولكن لا أستطيع إجابتك

مأساة حقيقية دارت فصولها في منزل المواطن عبدالمحسن بن عبدالله القشعمي الذي تعرض لامتحان قاس وهو يرى فلذة كبده تلتهمه النيران دون أن يتمكن من مساعدته.. وسنحاول في هذه المساحة أن نسرد هذا الحدث المأساوي كما ذكره وذلك عندما عاد الأب بعد دوام روتيني إلى المنزل، كان كل شيء يسير وفق ما خطط له حيث كان مقرراً اصطحاب أسرته في زيارة لمسقط رأسه في الزلفي.
تهلل وجه عبدالمحسن فرحاً وهو يستقبل ابنه سامي ذا الخمس سنوات.. كان سامي متشوقاً - شأنه في ذلك شأن بقيه الأطفال في سنه - للسفر لذلك لم يكد ينتهي من فرحة السلام حتى صاح لأبيه بلهفة:» يلا يا بابا نروح.. خلاص أقول لماما تجي؟».
فاجابة أبوه: إن شاء الله بس دعنى آخذ قسطاً من الراحة وبعدها نروح». دلف عبدالمحسن إلى غرفته ولم يكن يدور في خلده لحظة بأن هذا الحوار سيكون آخر حوار له مع سامي، ولم يكن يدري بأن القدر قد أكمل فصول هذا السيناريو المريع لينتزع منه فلذة كبده «سامي» وبهذه الصورة المأساوية. دخل عبدالمحسن إلى غرفته ليستريح قليلاً ولينتظر ابن أخيه يشاركه طعام الغداء ثم يتوجهون جميعاً إلى الزلفي، ولم تمض سوى لحظات قليلة وإذا به يسمع صوتاً مخيفاً جعله يهب من فراشه سريعاً وقف عبدالمحسن مشدوهاً وهو يشاهد زوجته تضم إليها بعض أولاده وتشير بخوف إلى ملحق خارجي والنار تبدو من نافذته. سأل مباشرة عن سامي.. أين سامي؟ كان باب الملحق مغلقاً..
سارع عبدالمحسن وفتحه.. وسمع صوت سامي يتردد مستغيثاً «بابا.. بابا» حاول الأب أن يخترق النار ويدخل الغرفة مراراً ولكن لهيب النار المتزايد كان يرده في كل مرة، حاول محاولات مستميتة لانقاذ سامي ولكن! مضت لحظات خالها عبدالمحسن دهوراً كاملة قبل أن ينقطع صوت سامي.. تراجع عبدالمحسن والحسرة والألم تدميان وجدانه.. وحانت منه التفاته يأس إلى زوجته التي كانت تتطلع إلى محاولات الانقاذ في قلق.. قال لها وهو يغالب دمعة ما لبث أن تركها تتدحرج ساخنة على خده: احتسبيه عند الله.. الحمد لله.. الحمد لله.. ثم أشار إليها بالدخول إلى المنزل فتراجعت إلى الداخل يعصرها الألم وهي تقول: اللهم أجرني في مصيبتي.
جاء بعض الجيران للمساعدة.. وأشار إليه أحدهم بأن ابنه في هذه الزاوية.. التفت عبدالمحسن إلى مكانه ورآه وقد التهمت النار ملابسه وتورم وجهه فقام بأخذ بطانية ولفها به واحتضنه وهو يقول: الحمد لله.. لا حول ولاقوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. حسبنا الله ونعم الوكيل».. ثم وضعه في ناحية من فناء منزله حتى جاء رجال الدفاع المدني والاسعاف وأكملوا باقي الاجراءات.
وورى سامي الثرى بعد عشاء نفس اليوم الذي توفي فيه يوم الأربعاء 30/1/1424هـ.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved