Sunday 6th april,2003 11147العدد الأحد 4 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عفواً.. بغداد عفواً.. بغداد
شعر:سعد البواردي

«بغداد».. هل تستطيعي الصبرَ بغدان؟!
وفي الجوانح تجريحٌ.. ونيران؟!
مَن يطفئ النارَ؟ أيدينا مكبلةٌ
لن تُطفئَ النارَ أنَّاتٌ.. وأحزان
مدَّ «المغول» يداً بالسُمِّ حاقدةٌ
له من القتل أصنافٌ. وألوان
ورايةٌ بشعار الموت صارخةٌ
لها من الحتف مضمونٌ. وعنوان
أوَّاه «بغداد» «هولاكو» طوى سَفَراً
وحلَّ عندكِ بالإكراه شيطان
إني كأنتِ أسير الكرب منكسر
ألستُ مثلكِ؟!. «الأوطان إنسان»
أَلقى الهوان على هون. وما بيدي
في زحمة الخطب مشكاةٌ وسلطان!
أرى بعينِي فما أدري بأيِّ رؤى
«إنسٌ».. ينازعها في الكرب. أو «جان»
«بغداد» يا موئل التاريخ كيف طوى
عهدٌ.. عليه انطوى سِفرٌ وتبيان
لا القوم قوم تعرَّى وجه قيمتهم
واستبطنَ العدلَ والحريات بهتان
وهبَّ في غفوة الأيام شانئهم
أوَّاه.. أن يحكم التاريخَ شيطانُ!
في كلِّ عصر انكسار ينطوي أملٌ
والناس في عصرهم «بغدان» خذلان
غثاء سيل فما روح تُجمِّعهم
ولا نضال له في الوزن ميزان
ليلاكِ«1» «بغداد» إن ريعتْ. وإن مَرِضَتْ
واستشهدَتْ.. يزدهي لحدٌ وأكفان
لولاكِ «بغداد» ما اختار الرشيد ثرى
وتوَّجته مدى التاريخ تيجان
«بغداد» إن سامكِ العادي بسطوته
ونالَ منكِ على الأوجاع أحزان
و«أمُّ قصرٍ» تداعت فهيَ واجمةٌ..
وجاوبتها على المأساة «صفوان»
«دمشق»، «مكة»، و«البحرين» صارخةٌ
«أرض الكنانة»، «بيروتُ»، و«عمَّان»
«صنعاء».. «تونس» بالمأساة آسيةٌ
و«القدسُ» «بغداد»َ، و«الخرطومُ» أشجان
أراكِ «بغداد» في عينيَّ فجر غدٍ
يزهو على صبحه «آمن».. و«بنيان»
لا تقنطي رُبَّ داءٍ قد بُليتِ به
على المرارة - إذ تدرين - إيذان
بصحوة العمر.. الأقدار قادرة..
متى يواكبها في الكرب إيمان
سيولد الفجرُ يا «بغداد» بعد دجى
تزهو على ضوئه في الصبح أكوان
سيورق النصر يوماً في خميلته
تزدان فيها أفانينٌ وأغصان
سيولد الحي يا «بغداد» فاصطبري
ما ضاع حقٌّ.. غُزاة البغي كم دانوا..
في كل حقبة تاريخٍ لنا مثلٌ...
اليوم كالأمس في كلّ لنا شان
يوم انتصار متى شُدَّت سواعده
يوم انكسار إذا ما أهله هانوا
«هي الأمور كما شاهدتِها دولٌ
من سَرّه زمن ساءته أزمان»
غداً ستأتينَ يا «بغداد» باسمةً..
تزهو بنصركِ «إربيل» و«صفوان»
سيرحل الظالم «ألغازي» وزمرته
ما «للمغول» على شطيكِ إدمان
«بغداد» أنتِ لنا التاريخ. فانتفضي
وَحطِّمي قيدَ من عاثوا ، ومن خانوا
واستشرفي العُمر حُرّاً لا هوانَ به
الحرُّ تسمو به في الكون أزمانُ
إنَّا على وقع ما تلقين من وجعٍ
حضنٌ، وحصنٌ، وصحراءٌ ،وشطآن
«بغداد» أنتِ لنا، مثل «الرياض» لنا
أهلٌ وسَهلٌ، وتاريخٌ ،وإخوان
لن يستطيب لنا عيشٌ وأنتِ بلا
عيشٍ.. فنحن على المأساة سيَّانُ
قومي انهضي من رُكام الحقد ثانيةً
«ليلاكِ» لولاكِ.. ما في العشق هيمان..
الرافدان على واديكِ ما ظمئاى
ألحاكم الفرد. والعدوان ظمآن
جلادُ قرنٍ تمادى في جرائمه
كأنه أسدٌ.. والناسُ قطعان
كلُّ الدياناتِ «إنجيلٌ» يُجَرِّمه
وترفض الغزوَ «توراةٌ» و«فرقان»

«1» هي ليلى العراقية التي قال فيها الشاعر:


«يقولون ليلى في العراق مريضة
فيا ليتني كنتُ الطبيب المداويا...»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved