التصعيد الإسرائيلي في ظل الحرب

خلال شهر مارس المنصرم استشهد مائة فلسطيني بينهم 26 طفلا برصاص الجنود الاسرائيليين وسط انشغال العالم بالتطورات المتلاحقة في العراق..
ووتيرة العنف الاسرائيلي مرشحة دائما للارتفاع مع سخونة الأوضاع في العراق، فهذه الحرب مطلوبة اسرائيليا لعدة أسباب منها انها تشكل غطاء لتمرير جرائم مهولة تحدث يومياً ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ويستلزم الوضع في الأراضي الفلسطينية ان يجري تذكير اسرائيل بأن عليها ان تخفف من هذا النهج القمعي، وان انشغال العالم عنها لا ينبغي استغلاله بهذه الطريقة البشعة من قبلها لاستنزال كل صنوف القمع بالشعب الفلسطيني الأعزل.
وفي خضم الحرب في العراق تحاول الادارة الأمريكية التلميح أحيانا الى أنهم ما زالوا يهتمون بما يحدث في فلسطين، حيث تتم الاشارة الى خارطة الطريق وضرورة تنشيط العمل بها.
لكن لا يبدو ان هناك حماسا شديدا في واشنطن لاطلاق جهود عملية بغرض دفع جهود السلام الى الأمام.. لأن الادارة الأمريكية بكاملها غارقة حتى أذنيها في تطورات وترتيبات الحرب.
ومع ذلك تظل الحاجة قائمة بضرورة فعل شيء تجاه المذابح اليومية التي ترتكبها القوات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين الذين تتضاعف معاناتهم وتزداد ظروفهم المعيشية سوءاً.
والمطلوب من الدول الكبرى تنبيه اسرائيل الى ضرورة الكف عما تفعل وممارسة الضغوط عليها.. وتستطيع أمريكا ان تفعل الكثير في هذا الصدد، على الرغم من العلاقة العضوية التي تربطها باسرائيل والدرجات العالية من التنسيق بينهما حول بعض جوانب الحرب الدائرة الآن..
لكن الدول الكبرى الأخرى تستطيع تذكير أمريكا بأن دور الدولة العظمى يستوجب توزيع الاهتمام وبصورة عادلة بين جميع المشاكل وان الانحياز لهذا الطرف أو ذاك يخل أكثر وأكثر بالقدر اليسير من التوازن المتحقق في عالم اليوم.