Sunday 6th april,2003 11147العدد الأحد 4 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأطباء المختصون يؤكدون لـ « الجزيرة »: الأطباء المختصون يؤكدون لـ « الجزيرة »:
واحدة من بين ثلاث نساء عقيمات يمكنهن الحمل بواسطة أطفال الأنابيب

تحقيق: فهد العايد
يعيش العالم اليوم تحت ظل ثورة طبية هائلة بفضل من الله ثم بفضل التقدم العلمي والحضاري للإنسان، فقد أصبح الكثير من المرضى اليوم يجدون العلاج المناسب أو التقنية المناسبة التي توفر لهم العلاج، ومن هؤلاء حالات العقم أو غير القادرين على الإنجاب، ويعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض انتشاراً وتعقيداً والتي أوجد لها الطب حلولاً وعلاجات بفضل الله عز وجل، ومن أهم الحلول الطبية وأكثرها نجاحاً في علاج العقم ما يسمى طبياً «بأطفال الأنابيب»، فيحرص كل عقيم أو عقيمة أن يستفيد من هذا التطور الحديث في الطب وأن يختار المركز المناسب الذي يضم المتطلبات الأساسية سعياً بعد توفيق الله للحصول على الذرية.
وللحديث عن هذا الموضوع وماهية أطفال الأنابيب وطبيعتها والتجهيزات الخاصة بالوحدات في المراكز الطبية وكذلك ما يتعلق بالجانب الشرعي نستضيف عددا من المختصين والمعنيين وهم سعادة الدكتور نعيم أبو شيخة استشاري العقم والمساعدة على الإنجاب بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي وفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان رئيس إدارة البحث العلمي في وزارة العدل والأستاذ عبدالرحمن العبيد مدير عام مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي وذلك للحديث عن هذا الموضوع:
بداية تحدث الدكتور نعيم أبو شيخة عن تعريف العقم بقوله:
لا يوجد إجماع على تعريف العقم ولكن من أكثر التعاريف شيوعاً هو «عدم القدرة على الإنجاب لمدة عامين على الرغم من حصول جماع منتظم»، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هناك عوامل أخرى يلزم أخذها بعين الاعتبار عند النظر إلى حالة عقم، ومن ذلك عمر الزوجة ووجود موانع دائمة للحمل مثل غياب الحيوانات المنوية عند الذكر أو انسداد قنوات فالوب عند السيدة، وفي مثل هذه الحالات يكون المفيد اعتبار الحالة أنها عقم دون الانتظار لمدة عامين. وفيما يتعلق بنوع العقم فهناك العقم الأولي حيث لم يسبق للسيدة أن حملت، وهناك العقم الثانوي حيث حصل الحمل ولو لمرة واحدة.
أسباب العقم
وعن أسباب العقم يقول د. نعيم:
العقم مشكلة شائعة حيث إن زوجا واحدا من بين سبعة أزواج يعاني من العقم ويقدر بأنه يوجد في بلاد المسلمين حوالي أربعين مليون امرأة محرومة من نعمة الإنجاب، وحوالي ثلث أسباب العقم يكون بسبب الزوجة فقط والثلث الآخر بسبب الزوج والثلث الأخير يكون بين الاثنين، فقد يكون عدد الحيوانات المنوية عند الرجل قليلاً أو تكون نوعية الحيوانات ضعيفة أو أن الحيوانات غائبة بالكامل وسبب هذا لا يكون معروفاً في أكثر الحالات وأحياناً يكون هناك سبب واضح مثل إصابة سابقة بالتهاب الغدة النكفية أو الأمراض الجنسية، غياب خصية واحدة أو غياب خصيتين معاً، أو أن هناك قصوراً وظيفياً في عمل الخصية نتيجة خلل في الغدة النخامية أو أن هناك غيابا خلقيا للوعاء الناقل للحيوانات المنوية من الخصية، وأخيراً قد يكون سبب فشل الخصية هو تأثر خلاياها بعلاج إشعاعي أو كيماوي سابق، وبالمناسبة للدخان تأثير سلبي على الحيوانات المنوية إذ إن مادة النيكوتين هي أحد السموم التي تؤثر في نوعية وعدد الحيوانات خاصة الضعيفة منها أصلاً.
أما أسباب العقم عند الأنثى فهي كما عند الرجل متعددة وتشمل انسداد أبواق فالوب، أو حدوث خلل في التبيض لأي سبب كان، أو وجود بطانة الرحم الهاجر، أو مشاكل في عنق الرحم تعيق أو تمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
وهنا لا يفوتني أن أشير إلى أن نسبة العقم الأولى أقل في البلاد الإسلامية عن غيرها وذلك بسبب الزواج المبكر وعدم انتشار العلاقات الجنسية غير الشرعية.
العقم وتقدم الطب
وقد ساهم التقدم العلمي الهائل الذي نشهده الآن إلى حد كبير في حل الكثير من مشاكل العقم، فكثير من الحالات التي كان ميؤوساً من علاجها قبل عشر سنوات فقط أصبحت الآن تعالج بسهولة ويسر. كما أن طرق ونتائج العلاج قد تحسنت، ففي حين كانت سيدة واحدة بين كل سبع سيدات تعالج بأطفال الأنابيب تحمل أصبح الآن سيدة واحدة بين كل ثلاث تحمل أو ربما بين كل اثنتين، هذا فضلا عن انخفاض تكاليف العلاج وانتشار عيادات علاج العقم، إلا أنه وعلى الرغم من كل هذا ستبقى هناك بعض الحالات التي تظل يد الطب عاجزة عن علاجها، مصداقاً لقوله تعالى: {وّيّجًعّلٍ مّن يشّاءٍ عّقٌيمْا}.
أطفال الأنابيب
* كيف تتم عملية أطفال الأنابيب؟.
بشكل عام تشتمل عملية أطفال الأنابيب على ست مراحل رئيسية وهي: التوثيق، تنويم الغدة النخامية، تنشيط المبايض لإنتاج عدة بويضات، عملية جمع البويضات، تخصيب البويضات بالمختبر ثم إرجاع الأجنة إلى رحم الأم.
وفيما يتعلق بعملية التوثيق فتقوم على التحقق من شخصية الزوج والزوجة وأخذ موافقتهما على العلاج وعلى تلقيح البويضات خارج الجسم، أما تنويم الغدة النخامية فيسبق بالعادة بإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد الكيفية وجرعة الدواء التي ستتم بها عملية التنويم، وتستغرق عملية تنشيط المبايض قرابة العشرة أيام ولا بد فيها من المتابعة الحثيثة لضمان الحصول على العدد المطلوب من البويضات وتفادي إنتاج بويضات فوق ما يحتاج إليه المريض، وقبل عملية جمع البويضات من الأنثى نقوم بأخذ سائل من الرجل ويتم جمع حيواناته في عبوة كتب عليها بخط واضح وغير قابل للإزالة اسم الزوج ورقم ملفه واسم زوجته، وتراجع هذه المعلومات من قبل شخصين اثنين في المختبر ثم تعطى إلى الزوج لوضع عينته بها لتسلم بعد ذلك إلى مدير المختبر لتحفظ بشكل منفرد في مكان معد لها مسبقاً، ولتبقى هناك لحين التعامل معها بعد جمع البويضات، وبالمثل يتم جمع بويضات الأنثى في أنابيب كتب عليها بوضوح اسم الزوجة الثلاثي ورقم ملفها واسم زوجها وتسلم إلى مدير المختبر لتحفظ في مكان منفرد معد لها مسبقاً لحين يتم إخصابها بحيوانات الزوج، ثم تحفظ البويضات المخصبة في مكان منفصل داخل الحاضنة بعد أن يكون ثبت عددها في ثلاثة سجلات منفصلة، ويتم الكشف على هذه الأجنة بانتظام بواسطة العاملين المختصين في المختبر فقط، ثم في اليوم الثاني أو الثالث يتم وضع هذه الأجنة في رحم صاحبتها عن طريق أنبوبة دقيقة تمرر من خلال عنق الرحم بعد أن يتم التثبت من استمرار صلاحية الزواج، وعملية نقل الأجنة لا تحتاج إلى تخدير كلي أو موضعي.
ونحن في العادة نتجنب إنتاج عدد كبير من الأجنة، ولكن لا بد أن يكون هناك بعض الحالات التي تفيض فيها الأجنة عن المطلوب، ولذا فإما أن نقوم بتجميد هذه الأجنة مباشرة وإما أن يتم التخلص منها بمعرفة الفريق الطبي وفريق المختبر ويتم إثبات ذلك في سجلات خاصة، وبعد وضع الأجنة تبقى السيدة في المركز لمدة ساعة أو أكثر قليلاً ثم يسمح لها بمغادرة المركز لممارسة حياتها العادية ويوصف لها مثبتات لاستعمالها لحين وقت فحص الحمل بعد حوالي أسبوعين من موعد نقل الأجنة.
العلاج والمضاعفات
* العقاقير التي يتم إعطاؤها للزوجين هل لها آثار على الكلى والكبد؟.
إذا كان الكلام عن مضاعفات خطيرة فالجواب قطعا بالنفي أما فيما يتعلق ببعض الأعراض الجانبية فإن لهذه الأدوية كما لكل الأدوية قاطبة بعض الأعراض الجانبية مثل حصول جفاف بسيط في المهبل، وربما حصول بعض الاكتئاب النفسي، ولكن هذه الأعراض مؤقتة وسرعان ما تختفي، كما أن الاستجابة لمنشطات المبايض تكون فوق المطلوب في حوالي 1% من الحالات مما يؤدي إلى حصول غثيان وربما انتفاخ في البطن، ولكن مثل هذه الحالة يمكن تجنبها والتغلب عليها بواسطة المراقبة الجيدة والمتابعة المستمرة.
شرعية الأنابيب
* ونتوجه إلى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان رئيس إدارة البحث العلمي في وزارة العدل ليحدثنا عن تطور الطب الحديث في المساعدة على الإنجاب من الناحية الشرعية والاجتماعية .. يقول الشيخ صالح:
الطب الحديث في مسار جيد تجاه بذل الأسباب للمساعدة على الإنجاب بصفة عامة فانه من الملاحظ خلال الثلاثين عاماً الماضية كلما حصلت تطورات جيدة في هذا المجال نجح كثير منها كتقوية الرحم بمقدار 90% وتقوية وحماية البويضة وكذلك تقوية ومعالجة ضعف السائل المنوي مما أدى دوراً إيجابياً جيداً حيال حصول النجاح للإنجاب في هذا المجال لا سيما وانه بحمد الله تعالى لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية إنما هو مجرد علاج علمي طيب سخر الله تعالى أسبابه لمن يدخل في مجاله كالأطباء إلا أن هناك ما لفت نظري من خلال متابعتي المكثفة والمشاركات الطبية في مجال طب النفس والأعضاء ومتابعة القضاء الجنائي بصفة علمية شخصية هو ما ظهر من بعض العلامات التي تركز على «الحقن المجهري» بما لا يتفق مع أمانة الطب فضلا عن معارضة الشريعة وخاصة ما يلي:
تأجير الأرحام وهذا له صور.
الاستنساخ المبدئي للجينة ثم وضعها في الرحم.
طفل الأنابيب «مما ليس في دائرة الزوجية».
ويمكن للزوجين اللجوء للاستطباب عن طريق «الحقن المجهري» عند خلو هذا العمل من العارضة وبما يتفق مع أمانة الطب.
الرقية الشرعية
* هل الرقية الشرعية علاج لمثل هذه الحالات؟.
الرقية الشرعية لها دور جيد في حالات كثيرة مثال هذا إذا توفرت أسباب لا بد منها في «الراقي نفسه» وإذا لم يكن هناك دعوة مظلوم تحول بين الزوجين وبين الإنجاب.
تكاليف الوحدة ونسبة الحمل
* أما الأستاذ عبدالرحمن العييد فتحدث عن نسب نجاح عمليات المساعدة على الانجاب فقال:
نسبة النجاح ولله الحمد في المراكز الطبية في المملكة بصفة عامة مرتفعة بفضل ما تتميز به من أمانة علمية وكفاءة طبية وتجهيزات حديثة ويتوفر المراكز الطبية المتقدمة التي تراعي المواصفات والمقاييس العالمية في الجودة والكفاءة وتسعى لاستقطاب الكفاءات الطبية المتميزة ومعظم الأزواج الذين يرغبون في الإنجاب يتحقق لهم ذلك، ولكن يجب أن يفهم أن الحمل لا يحصل من أول محاولة للعلاج.
اختيار الأطباء
* ما الآلية في اختيار الأطباء في مجال العقم وعدم الإنجاب؟.
تعتبر المؤهلات العلمية التي يحملها الأطباء في هذا المجال بالإضافة إلى التوصيات المقدمة من مصادر موثوقة بمثابة الأساس الذي يستند إليه في اختيار الأطباء لهذا القسم، حيث إن معظم الأطباء في هذا القسم قد عملوا مسبقاً في مستشفيات عالمية ومشهورة في مجال العقم وعدم الإنجاب، وحاصلون على الشهادات العالية في هذا التخصص.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved