Thursday 10th april,2003 11151العدد الخميس 8 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

  إعداد: عبد العزيز العيادة حزوم الحزوم
نتابع اليوم الحديث عن جبة وتاريخها وآثارها كما نلتقط بعض أهم احتياجات سكان المنطقة من الخدمات التي نضعها على طاولة المسؤولين في الوزارات الخدمية.
ملتقى الحضارات
برزت مدينة جبة قديماً عندما كانت ملتقى الحضارات وازدادت بروزاً مع توالي الاكتشافات والدراسات والتنقيب الأثري عندما وجد فيها أكثر نادرة موغلة في القدم وها هي الآن جبة تزداد لمعاناً وجمالاً ورقياً في صورة لا تضاهيها مدينة أخرى فقد جمعت الحسن من أطرافه فإن كنت سائحاً سوف تجد جبة مدينة المآثر والآثار وان كنت تقصد جمال الطبيعة الأخاذة فإن منظر النفود عند الغروب وتشكيلات الجبال من حولك وخضار المزارع وبهاء ونظافة كل شيء هنا يجعلك تشعر أنك في موقع فريد من نوعه.
جبة مقصد الرحالة
كانت وما زالت جبة الموقع التاريخي المهم موضع اهتمام الرحالة العالميين والزوار حتى وقتنا الحاضر فبالأمس القريب كان لحفيد الرحالة الشهير «الليدي آن بلنت» زيارة لمدينة جبة احياء لذكرى رحلة جدته حينما أقام بالتعاون مع إمارة منطقة حائل معرضاً ناجحاً في مهرجان الجنادرية في بيت حائل هناك عرض فيها رسومات بريشة «الليدي بلنت» ومنها للنفود ومدينة جبة قديما كما عرض الملابس القديمة التي كانت ترتديها الرحالة وهي مشابهة لملابس النساء آنذاك وهذا يؤكد ان كل عوامل النجاح لمواقع جبة الأثرية متوافرة حيث حافظ أبناء جبة على جميع الجوانب التوثيقية المهمة وأقاموا المتاحف وها هو الشيخ عتيق النايف ما زال قائماً على العناية بهذا المتحف الذي شهد استقبال الرحالة العالميين قديماً ومن الرحالة العالميين الذين زاروا جبة أيضا «فالين وربيتر ويوركهات وجورج اوغست».
كرم أهل جبة
وتزداد مساحة الإعجاب بجبة لاشتمال خصال أهلها على أبرز معاني الكرم وطيب النفس وحب استقبال الضيوف وإكرامهم فما ان تصل إلى جبة عبر طريق يبعدك عن حائل 110 كيلومتراً إلا وقد أخذ منك التعب مأخذه حتى تعانقك روعة الطبيعة فتزيل عنك بعض العناء ثم تجد نفسك بلا تعب بلا هموم وانت تشاهد أهالي جبة وهم يحتفلون بك احتفالاً كبيراً قبل أن يعرفوا من أنت فهذه جماعة «الفلان» وهذا مجلسهم ويصرون عليك بأن تبقى معهم وهؤلاء جماعة آخرين فلا يسمحوا لك بالذهاب دونما تتناول معهم أطيب الطعام.
فبالرغم من التطور والرقي الذي تشهده مدينة جبة في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني واهتمام سمو أمير منطقة حائل وسمو نائبه إلا أن العادات العربية الأصيلة ما زالت متجذرة باقية في أهلها حيث انتقلت إلى الصغار فيدهشك الصغار قبل الكبار وقد حملوا معاني الكرم كدرر على شفاههم وقدموا بإيمانهم أروع خصال الكرم عن طيب خاطر!!
مستقبل جبة
يقول الأستاذ عيد معارك الغدير ان في عهد النهضة السعودية المعاصرة ازدهرت مدينة جبة بفضل ما تقدمه حكومتنا حيث عبّدت الطريق الذي يربطها بمدينة حائل وأوصلت لها الخدمات الكهربائية والهاتفية كما يتم تقديم الخدمات البلدية لسكان جبة وما جاورها وفتحت فيها أغلب الإدارات الحكومية والمدارس والمستوصفات ويتطلع سكان مدينة جبة إلى المستقبل القريب بمزيد من الأمل والتفاؤل بأن تعود لبلدتهم مكانتها القديمة كحاضرة ومركز محافظة للجهة الشمالية من منطقة حائل وان يتم الاهتمام بآثارها وذلك بإقامة متحف كبير يضم آثار المنطقة وكذلك تحسين الخدمات والبنية التحتية وتشجيع الشركات والمستثمرين لإقامة الفنادق والاستراحات للسياح القادمين لجبة وان يكون هناك تشجيع للحرف اليدوية وان ينشأ فيها مطار صغير لاستقبال الطائرات الخفيفة والشراعية لتشجيع السياحة الصحراوية.
جبة وما حولها
إذا كان لجبة تميزها فإن الروض والعليم والرديفة وحفر الرخيص والبعجاء والسطيحة من حولها لها ما يميزها بمواقعها السياحية والطبيعية الخلابة وبأهلها الذين اشتهروا بأفعالهم وخصالهم الكريمة.
وتحتاج هذه القرى والمواقع لتحسين الخدمات فيها وإكمال النواقص لأهمية ذلك خصوصاً ان العليم تبعد «103» كيلومترات عن جبة والرديفة «55» كيلو متر كما ان مواقع السطيحة والبعجاء والروض وأهميتها تحتم النظر في سرعة تطوير الخدمات في كل موقع بما يحقق مزيد من الرقي وتكامل الخدمات فيها!!.
جبة في عيونهم
يقول الشيخ سعود محمد الحزوم رئيس الجمعية الخيرية بمدينة جبة ان حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني شملت مدينة جبة بدعمها السخي وبين ان جمعية جبة الخيرية تقدم خدمات جليلة للمستحقين كما أشار الى أن مدينة جبة بعراقتها وجمال طبيعتها تستحق ان تكون من أهم المواقع الأثرية في بلادنا .. وتطرق الى الأعداد المتزايدة من الزوار الذين يفدون الى مدينة جبة في كل عام.كما قال الأستاذ مطر ابراهيم المرعيد ان لجبة مكانة كبيرة لدى أهلها وهي من المواقع الفريدة التي ترتبط مع أهلها بحالة عشق أبدية وهذا ساعد على تنامي مدينة جبة والمحافظة على ارثها التاريخي الموغل في القدم.
كما بين الأستاذ عيد عبدالله الدهام مدير مدرسة القبلتين ان ما يميز مدينة جبة عن غيرها ان أهلها كانوا فنانين في العصر القديم برسوماتهم ونقوشهم المتميزة وهم فنانون الآن بكرم سجاياهم وطيب معشرهم وحسن أعمالهم التي ساهمت بتطوير جبة الحديثة.
وقال الأستاذ خليف فريح السحيمان مدير مدرسة طارق بن زياد: لا يعرف تميز وروعة مدينة جبة إلا من يعيش بها ويسكن بين هذه الطبيعة الساحرة وهؤلاء الشجعان الطيبين.
حيث من جاء الى جبة زائراً كان أو غريباً يطلب العمل تجده من الصعب ان يغادرها بسهولة فالشواهد كثيرة ممن جاؤوا الى جبة من مواقع مختلفة وبقوا فيها حتى وقتنا الحاضر!!
أما الأستاذ موفق ابراهيم المرعيد فيقول كل الكلام مهما زانت معانيه لا يفي جبة ولا أهلها حقها وتبقى جبة وأهلها فريدة ومتميزة في كل شيء!!
مستشفى وتعزيز الكهرباء
ويرى البعض من أهالي جبة ان إنشاء مستشفى كبير وحديث في مدينة جبة مطلب مهم وجبة بحاجة ماسة اليه نظراً للمسافة التي تفصل جبة عن أقرب مستشفى وهي بمدينة حائل وتبعد عنها «110» كيلو مترات كما ان مشاكل الكهرباء وانقطاعاتها المستمرة خصوصاً في أوقات الذروة تحتاج الى تعزيز ومضاعفة من أجل أن ينعم المواطنين بالخدمة الكهربائية بالشكل اللائق.
حاربوا في فلسطين
ففي حرب 1948م اشترك عدد من شباب جبة بجيش الأردن واستشهد منهم سبعة على تراب الوطن الغالي فلسطين فرحم الله أولئك الشهداء.
أوضح ذلك الأستاذ عاشق الهذال الذي أشار الى شجاعة أهل جبة وغيرتهم على دينهم ونصرتهم لإخوانهم العرب والمسلمين.
لي بنت عم
بلغت شهرة القصيدة المعروفة ب «لي بنت عم» شهرة تعدت الحدود وأصبحت معروفة في الكثير من الأقطار العربية وهي إحدى قصائد الشاعر شرعان بن فهيد أحد أبناء جبة ويدل هذا على قوة وجزالة الشعر لدى شعراء جبة قديماً وحديثاً ولعل ما يساعد على ذلك توافر المواقع الشاعرية الرائعية في جبة.
ومن قصيدته نقتطف:


لي بنت عم ما وطت درس الادناس
ولا دنست يوم النسا يدنسني
ضربتها ونا احسب الضرب نوماس
وطلقتها يوم افخت العقل مني
لو ينشكي حبه على الطير قرناس
اضحي الضحى بمويكره مستكني
لو ان غوطه وام سنمان وضراس
يدرون ما قلبي لقلبه بكني
تلقى سهل جبة هضاب منحاس
وحتى الجبل بالقاع صار متثني

الى أن يقول:


دار بها الإكرام والطيب به ساس
دايم تذكرني ليال مظني

أين أحلام جبة ؟!
وقبل أن نودع جبة ونودع أصالتها وتاريخها لا بد أن نتطرق الى الحلم الذي بنى عليه أبناء جبة آمالهم وهو طريق حائل الجوف الذي اعتمد إنشاؤه بأكثر من 340 مليون ريال وكان لأهالي جبة من قديم الزمن المطالبة بإنشائه خصوصاً ان جبة تبعد عن مدينة سكاكا الجوف «190» كيلومتراً ومرور الطريق بجبة يعني المساهمة في اختصار الزمن بتطوير مدينة تاريخية عريقة كما يعني تجاهل الطريق الجديد بمدينة جبة تأخير عمليات التطوير بها فالزائرون لمدينة جبة هم غالباً ضيوف على بلادنا من الجنسيات الأجنبية وتوفر طريق سريع بمر بمدينة جبة يعني إضافة خدمات نوعية لزائري هذه المدينة كما يسهم في التعريف بمدينة جبة وآثارها لدى الكثير من راغبي السفر لبلاد الشام عن طريق حائل الجوف لذا فإن من المهم تطوير الخدمات السياحية بمدينة جبة لتكون بوابة الحماية ومصدر جذب سياحي للذين هم خارج البلاد قبل أن يتوجه أبناؤنا الى الخارج في ظل تواضع الإمكانات السياحية الحالية في المواقع الأثرية المهمة كجبة!!.
****
تنويه
في حلقة أمس الأول عن مدينة جبه اشير إلى أن الحلقة من إعداد الزميلين عبدالعزيز العيادة وهايل العنزي، بينما الصحيح هو ان الحلقة من إعداد الزميل عبدالعزيز العيادة وحزوم الحزوم.. نعتذر للزميلين عن هذا الخطأ غير المقصود.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved