Thursday 10th april,2003 11151العدد الخميس 8 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حتى لا نشوه البراءة حتى لا نشوه البراءة
كيف نقي أطفالنا الآثار النفسية للحرب؟
الزمام: على الوالدين مسؤولية إيضاح نظرة الدين نحو الحياة مع ضرورة تبيان الالتجاء إلى الله

  * الرياض - سارة السلطان:
تخلق صور المآسي الانسانية من مناظر الجرحى وقتلى الحرب خاصة والحروب بكافة اشكالها من دمار وحصار وتشريد عامة.. آثاراً سلبية كبيرة على الصحة النفسية لدى الكبار والصغار. ولعل من الامثلة الحية على هذا الشيء هو ما تراه الآن من حروب على الاسلام ككل وبشكل اكبر على مسلمي العرب من قبل الصهيونية والمسيحية المتصهينة التي اسفرت عن وجه قبيح ومرعب.يتضح ذلك من خلال المجازر على المدنيين والصور المريعة التي تقع على الاطفال بشكل خاص.
والجزيرة من جانبها استقرأت هذا الامر ووقفت على هذه الآثار من قرب من خلال سؤالها لبعض المختصين في هذا المجال فماذا يقولون: في البدء تحدث الاستاذ فهد السلطان رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بمجمع الامل للاقسام النفسية بأسف عن تسابق الفضائيات على نشر الاحداث والآثار المدمرة والمأساوية.. وتلك الصور المريعة التي تنقلها القنوات، تأثراً تؤثيراً سيئاً على الصحة النفسية للكبار قبل الصغار الذي يرابطون مع ذويهم يشاهدون هذه المجازر بعيون بريئة لا تصدق موت ضمير الانسان ناهيك عن الطفل الذي يعيش اوضاع الحرب والتي تدور رحاها في عقر داره. فكيف نتصور حياته الحالية والمستقبلية؟ ومدى تأثير ما يحدث امامه على صحته النفسية وعلى سلوكه واتجاهاته فيما بعد فالطفل في هذه الاحوال يواجه حاضراً مظلماً ومستقبلاً لا يبشر بالخير.
الاستاذ موسى الزمام رئيس قسم علم النفس بمجمع الامل يقول: تقع المسئولية الكبرى في مثل هذه الاحوال على عاتق والدي الطفل وذلك بضرورة اتخاذ اشارات لابد من اتباعها لتخفيف وطأة الحرب والاحداث على الصحة النفسية لافراد الاسرة على وجه الخصوص الاطفال.. وتتلخص هذه الاشارات في:
- الاجابة على تساؤلات الاطفال بأمانة وبدون ضجر وببساطة ووضوح وتتضمن نوعا من الاطمئنان حتى تحقق المطلوب منها ولا تحدث شرخاً في شخصية الطفل البريئة.
- لابد من الالتفاف حول ابنائنا الصغار هذه الايام وسؤالهم باستمرار عن الاحداث والاستماع الى اجوبتهم لنعرف ما يدور في اذهانهم حتى نتمكن من طمأنتهم.
- يجب ان يكون الوالدان جاهزين للاسئلة الصعبة والصريحة من الاطفال لان تلك الاسئلة متوقع سؤالها في مثل هذه الظروف.
- على الوالدين مسئولية ايضاح نظرة الدين نحو الحياة وما يجب علينا كمسلمين ان نفعله في حياتنا.. من تبيان ضرورة الالتجاء الى الله والدعاء لاخواننا المتضررين في كل مكان.
وكذلك ان يبين سلوك المسلم الحق من حرصه على حقوق الغير وكيف يكون الدفاع عن النفس والدين بما يتفق وشعار ديننا الحنيف الذي يحث على السلم.
- تقوية روابط الصلة بين افراد الاسرة من خلال الزيارات الاسرية للاخوال والاعمام وتخصيص اوقات للالعاب لصرف الذهن عن التفكير المستمر بالحرب وآثارها.
واكمل الاستاذ موسى الزمام توجيهاته للوالدين بان يعتنيا بأنفسهما ولا يبديا القلق والخوف من الحرب حتى لا ينعكس على نفسية الاطفال.. ويرى الاطفال ان المثل الاعلى لهم اصبح منهاراً ويعتريه القلق والخوف.. ولابد ان يتفادى الطفل الجروح والضربات الدامية بالوجه او اليدين او الارجل حتى لا يؤثر ذلك على نفسيات الاطفال.
وهذه الآثار ليست من مشاهدة الحروب بل حتى في افلام الرعب والعنف وما ينشأ عن رؤيتها من آثار ومحاكاة تنعكس على سلوكيات الاطفال.
من جهته تحدث لنا استشاري الاطفال للامراض النفسية د. عثمان ال حاج عن اهمية ملاحظة الاطفال اثناء اللعب ومعرفة السلوك الغالب على تصرفاتهم اثناء الانهماك باللعب ومن هنا يلاحظ ما يشغل الطفل وينطلق معه لوضع خطة لطمأنته وابلاغه انه بمنأى من الحرب وانه بأمان باذن الله تعالى مضيفاً ولكن يجب ان يكون التوجيه بشكل غير مباشر اي من خلال وجود الطفل مع الاب او الام في السيارة او اثناء اللعب.. الخ بحيث لا يسترعي انتباهه ويشعر بأن خصص هذا المكان والوقت معه للحديث عن التوجيه للحرب.
- كما يستحسن اشراك الاطفال في وضع للطوارئ «الاشياء التي يستطيع الاطفال القيام بها» وهذا من شأنه أن يزرع شعوراً لدى الاطفال بأنهم في مأمن من الخطر.. كذلك التركيز على ان يكون للاطفال دور، في الاعمال المنزلية ويكون مشاركاً في معظم الاعمال حتى يشعر بالانتماء والقدرة على العمل وملاحظة التغيرات عند الاطفال التي تدل على الخوف والقلق والتوتر كما لابد من تعليم وافهام الاطفال بأن لكل شيء نهاية والحديث عن الاوقات الممتعة والخطط المستقبلية للسفر والرحلات.
واضاف الاستشاري الحاج قائلا: عند انعدام الدور الوقائي وعدم التلاحم والترابط وبعد رب الاسرة والام عن التوجيه ولم الشمل وعدم قدرة الوالدين بث مشاعر الاطمئنان على الاطفال فأننا نلاحظ التغيرات المصاحبة للحرب على النحو التالي:
- الاضطرابات النفسية «الخوف - التوتر - القلق - الشعور بالاضطهاد، عدم الطمأنينة..الخ.
- الاضطرابات الجسمية «عدم القدرة على النوم، ضعف او انعدام الشهية للاكل، الصراع، الاضطرابات الباطنية..الخ.
- الشعور بالخوف «الخوف من المجهول والنظرة السوداء للمستقبل.
- الشعور بالقلق «عدم القدر على الانتاجية او الاقدام على أي عمل جديد».
- الشعور بالاضطهاد «الشعور بعدم القدرة على الانتاجية وانه شخص غير مرغوب فيه الانطوائية والانعزالية ودخوله، مرحلة الاكتئاب» الرد العكس هو «السلوك العدواني».
وفي نهاية حديث الاستشاري الحاج بين ان الآثار المصاحبة للحرب او المستقبلية تختلف وتخضع للفروقات الفردية وقدرة التحمل والتكيف والتأقلم وايضا للدور الوقائي من قبل الوالدين.. ودور الأجهزة الامنية والاعلامية في الدولة.. وصحح معلومة خاطئة ان النظر الى المشاهد المؤلمة من الحرب لا تنمي الشجاعة بل تنمي الرغبة في الانتقام والسلوك العدواني.
وعلى الوالدين توضيح معنى الشجاعة وكيف يكون الدفاع عن الدين والنفس والوطن وماهو الدور البطولي على كل مسلم بما يتفق مع تعاليم ديننا الحنيف.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved