Thursday 10th april,2003 11151العدد الخميس 8 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

واقع المسلمين واقع المسلمين
شعر/ الدكتور عدنان علي رضا النحوي



كم كان أهلكِ يا ديارُ بغفوةٍ
فَتَحوا الطَريق لمجرمٍ مُتَطَوِّلِ
قَطعوا حِبالَ أُخوَّةِ الإيمانِ ثُ
مَّ مَضَوا ليُعْلُوا رايَةَ المتَنَقِّل
غَنَّوْا شِعاراتِ الضَّلال وَصَفَّقوا
لِعَدُوِّهمْ وَمُنافقٍ ومُضلِّلِ
فتحوا الدروبَ لكلِّ غازٍ مجْرمٍ
فتحوا القلوبَ لكلِّ عِلْجٍ مُقْبِلِ
فتمزَقوا إرباً على عصَبِيَّةٍ
جهلاءَ ترميهم بأرْض مجْهلِ
تاهوا ولفَّهُمُ الظَّلامُ وغُيِّبوا
بَيْنَ المسارِبِ في الظلام الأليَلِ
كم مَالَؤُوا ذاكَ العَدُوَّ وَكمْ تُرَى
رَكنوا لطاغٍ فوْقَهُمْ مُسْتَجْهِلِ
حتى غَدوْا بَيْنَ الشُّعوب كأَنَّهم
ذرُّ الرَمادِ بساحٍةِ أو مَحْفلِ
أو فضْلُ ثَوبِ قد أضرَّ به البلى
يُلْقى بقارعَةِ الطَريق مُهلْهَلِ
أضْحَتْ شُعوبُ المُسْلمين غنائِماً
ما بَيْنَ مَسُحوقٍ وبَيْنَ مُكبَّلِ
تركُوا سَبيلَ الله واتخذوا الهوى
شَرْعاَ فَقُطِّّعَ كلِّ حَبْلٍ مُوصِلِ
فإذا بنا عُصَبٌ مُشَتَّتَةُ الهوى
أبداً وعاصِفةُ ارتجالِ أعزَلِ
فِتَنٌ تأجَّجُ في الصُّدُورِ وفي الربى
لَهَباً! وكلٌّ في لظاها يَصْطلي
دَوَّتْ شِعاراتٌ مُزَخرَفَة الهوى
سقطتْ وتاهت في طريق مُوْحِلِ
كلٌّ يقولُ: أنا الذي ينجي الدِّيا
رَ بوَهْمِهِ وَشِعاره المتَعَجِّلِ
كُلٌّ يقولُ أنا: «الذي «فإذا» الذي»
ليسَ «الذي» يا ويحَ من لم يَفْعَلِ
أيْنَ المناهِجُ؟! لا تَرى أحداً يُسَا
ئلُ عَنُ سَبيلٍ للنجَّاةِ مُفَصَّلِ
أو أينَ أهّدافٌ وأيْنَ مَعَالمٌ
تُجْلى عَلى دَرْبٍ إليها مُوصِلِ
الدَّرْبُ في شَرْقِ يَتيهُ، وجَوْهَرُ ال
أهدافِ في غَربٍ يضلُّ وشمأَلِ
خَدرٌ يَسيلُ معَ الدِّماءِ ويغْتَلي
بيْن العُروقِ وفي الفُؤادِ وَمفْصَلِ
ويُصفِّق الغافونَ في أحْلامهمْ
بَيْنَ الملايينِ التي لَمْ تَحْفلِ
ضَجَّتْ حَنَاجِرُهُمْ! وأُلْهِبَتِ الأك
فُّ لكُلِّ مُصْطَِنعٍ يَدَاً وممَثِّلِ
عَمَّ اَلضجيج! مظاهراتٌ هَا هُنا
وهُنا على لَهَبٍ لَديْهَا مُشْعَلِ
ضَجُّوا! وبعد هنيهَةٍ غابَ الضَّجي
جُ وغابَ كُلُّ مصفِّقٍ ومُهَرْوِلِ
وتفرَّقَتْ تلك الحنَاجرُ والأكُ
فُّ وسَادَ صَمْتُ العاجز المتَنَصِّلِ
تمضي السَّنونَ! تمرُّ تَسْأَلُ أين مَنْ
ضجُّوا وأين حَصادُ جُهْدٍ مُمْحِلِ
يا أمَّتي! كم مِنْ دِماءٍ قَدْ صَبَبْ
تِ وَمِنْ صريعٍ في الدَّيارِ مُجدَّلِ
كمْ جُدْتِ بالكفِّ السخيِّ على ميا
دين النِّزال وجمْعها؟! لَمْ تَبْخَلي
قد جُدتِ بالمالِ الوفير وَبالدِّما
ءِ بكلِّ غُصْنِ مِنْ شبابكِ مخْضَلِ
كمْ منْ نسائِك قَد خَلَعْنَ قلائداَ
زانَتْ وَجُدْنَ بكلِّ غالٍ مِنْ حِليَ
وطفولة هَبَّتْ تَواثَبُ في الحمى
وَثْباً إلى الميْدانِ لمْ تَتَمَهَّلِ
جَعَلوا مِنَ الحجَرِ الأصمِّ مَلاحِماً
دَوَّتْ! وَمِنْ عَزْمٍ هُدى المتأمِّلِ
فكأنَّه العِمْلاقُ هَبَّ ودُونَه ال
أقزامُ في هَلَعٍ وطول تَمَلْمُلِ
يا أمَتي! مَهْلاَ! بَذَلْتِ مَعَ السَّني
نَ تطولُ! أيَنَ جَنى العطاءِ المجْزِلِ
يا أمَّتي! لِمَ، بَعْد ذلِكِ، لم نَجدْ
إلا الهَزائمَ؟! هَلْ وقفْتِ لتسألي؟!
يا أمّتي طالَ المدى! عظُمُ البَلى
وَعَلا نَشيْدُ القاعِد المتقوِّلِ
كمُ مَهْرجَانٍ صاخِبٍ متموِّجٍ؟!
كمْ نَدْوةٍ؟! كم مُلتَقى؟! كم محْفلِ؟!
هلا وقَفْتِ لتسْألي سَبَبَ الهزا
ئمٍ والقوارعٍ؟! فانْظُري وتَأمَّلي!
كم حَوَّلوا بِالوَهْم كُلَّ هَزِيمَةٍ
نَصْراً وزانوا مِنْ ربىً أو منزِلِ
أخُفَوْا أساليبَ الجرَيمَةِ! ويحَهمُ
مَهْما يَطُلْ مكرٌ لهمُ لا يَنْطلِ
والله يَشْهدُ وهوَ خَيرٌ شاهداً
مَكْرَ الشَّقيِّ وَفتْنَةَ المتحيِّلِ
نُزعَتُ مهابَتُنا وفُلَّ سِلاحُنا
وَهَوتْ صُروحُ المجْدِ حُطِّتْ مَن عَلِ
وتَفَّرقَتْ تلكَ القُلوبُ ومُزِّقَتْ
تِلْكَ الصُّفوفُ وتاه كلُّ مؤَمِّلِ
لا يُرْتجى نَصْرٌ وأمرُ المسُلمي
نَ مُشتَّتٌ في غفوةٍ وتَعَلُّلِ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved