Thursday 10th april,2003 11151العدد الخميس 8 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

د. أوس شاكر استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي: د. أوس شاكر استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي:
التشخيص المبكر للسرطان ضرورة حضارية حتمية
الخضراوات الورقية من أفضل المضادات للوقاية من السرطانات

مازال السرطان من الأمراض التي تمثل تحدياً كبيراً أمام العلماء والأطباء الذين يسعون إلى حل ألغازه ومعضلاته أملاً في الوصول إلى علاج للشفاء منه أو على الأقل تحجيمه، وأصبحت الأمراض السرطانية عبر عقود طويلة من الزمن نقطة جذب لعدد كبير من الباحثين في المختبرات والأطباء الممارسين، حتى ذهب بعضهم إلى وضعها في خانة التخصص المستقل لما لها من أهمية تؤثر مباشرة على صحة الأفراد ومن ثم حركة المجتمع.. لكن ماهو السرطان؟ وكيف تحدث الإصابة به؟، وما أكثر أنواعه ومسبباته شيوعاً؟، ووسائل علاجه أو الوقاية منه؟، وغيرها من الأسئلة التي يجيب عنها د.أوس شاكر سليم استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي بمستشفى الحمادي بالرياض وزميل وعضو عدد كبير من الجامعات الأوروبية من خلال هذا الحوار :
* بداية نسأل عن التعريف الطبي للسرطان، وكيفية حدوث الإصابة به ؟
- يعرف السرطان بأنه استقلال نمو نوع معين من الخلايا بعيداً عن النظام العام لنمو الجسم وتكوين محطة نمو تتسع مع الوقت طردياً بدون إفادة للجسم، وإنما بالتطفل عليه، ومن ثم غالبية الأحيان الانتشار إلى أبعاد أخرى من الجسم حتى الاستحواذ عليه، والتمكن منه، وأخيراً إبطال حيويته.
وهناك نظريات عدة حاولت تفسير نشوء الخلية السرطانية، ومازال الجدل قائماً بين نظرية الوراثة والخلل المكتسب، وبينما تبدو بعض السرطانات أكثر تعلقاً بأنظمة الوراثة، فإن كثيراً منها تبدو مكتسبة بمؤثرات عدة مثل الفيروسات.
* وماذا عن تجربة المسح التشخيصي ؟، وهل كشفت عن مسببات واضحة للإصابة بالسرطانات؟
- يتفق العلماء على أن الفعل الحاسم في نشوء السرطان يحتاج إلى عوامل عدة أخرى تساعد على استمرار وتطور هذا النشوء، ويبرز من هذا أن مرضاً يفرض تعقيدات جمة فيما يتعلق بعلاجه يطلب بإلحاح وضع ضوابط تمكن من التشخيص المبكر حيث تكون اليد الطولى عندها للإتيان بشفاء أو على الأقل تحجيم فاعل، ومن هنا جاءت فكرة المسح التشخيصي للسرطان التي باتت ظاهرة حضارية تهدف إلى إقلال المعاناة الإنسانية بالإضافة إلى المحافظة على صحة المجتمع من خلال التشخيص المبكر لهذه المعضلة. ولقد أخذت هذه الفكرة طريقها إلى جداول عمل كثير من المؤسسات الصحية حيث تكونت عيادات للتشخيص المبكر للسرطان، ويعتمد برنامج هذه العيادات على تحديد العوامل الفاعلة في خطر التعرض للسرطان مثل (الوراثة ، والتدخين، والسمنة، والتعرض لمواد إشعاعية أو كيميائية، أو الأغذية التي تحمل مواد تساهم في نشوء الخلية السرطانية وكثير غير ذلك) في المجموعات البشرية، مع الاستقصاء عن نشوء الخلية السرطانية بتحديد وجود أنواع خاصة من البروتينات في الدم تدل على حصول فعل سرطاني، والاستعمال الهادف لأنواع خاصة من الفحوص الشعاعية والتنظير، والأمثلة الناجحة لهذا التوجه عديدة.
* سرطان الثدي من أكثر الأمراض تهديداً لصحة المرأة، فما هي مسبباته وأهمية اكتشافه مبكراً؟
- يشكل البحث المبكر عن نشوء سرطان الثدي عند النساء إلحاحاً طبياً مستمراً، وتزداد فرص ظهور هذا السرطان طردياً مع عوامل الوراثة، وعلى رأسها وجود هذا السرطان في الأقارب من الدرجة الأولى وسرطانات الرحم والحمل والرضاعة المتأخرين أو عدمهما، وفي هذا المجال يجب تدريب النساء على فحص الثدي ذاتياً وبانتظام وتستعمل أشعة الثدي حسب كون المريضة مصنفة على أساس من كونها ذات خطورة تعرض عالية أو غيره.
وقد جرت العادة على عدم التعامل عشوائياً مع أشعة الثدي والاحتفاظ بها سلاحاً فاعلاً يستعمل بأوقات محددة من عمر المرأة، وأدى هذا التوجه إلى نجاح كبير في تشخيص سرطان الثدي مبكراً، ومن ثم إزالته مما انعكس إيجابياً على صحة المجتمع
* ماذا عن سرطان القولون وموقعه على خارطة المسح التشخيصي ؟
- يشكل سرطان القولون والمستقيم عاملاً مرهقاً لصحة الأفراد، وبالتالي صحة المجتمع عموماً، مع تحمل ازدياد في حجم الإنفاق المالي وضياع ساعات عمل، لذلك احتل هذا السرطان مكاناًَ متميزاً على جدول السعي لاكتشافه مبكراً، ومرة أخرى يصنف المرضى على أساس من ازدياد فرصة حصول هذا السرطان عندهم بعوامل الوراثة من عدمها، ولقد أدى اكتشاف بروتينات خاصة بالدم تعلن عن وجود فاعلية لهذا السرطان مع الاستعمال العقلاني لتنظير القولون والمستقيم إلى اكتشاف هذا السرطان مبكراً والتغلب عليه، وهناك أيضاً سرطان الرئة والبروستات والخصية، وصارت أولويات المجموعات الطبية تدعيم دور المسح من أجل الاكتشاف المبكر حفاظاً على أكبر قدر من صحة الأفراد مما ينعكس إيجابياً على عموم حركة المجتمع.
* هل يمكن رصد بعض النتائج أو النجاحات التي تحققت من خلال المسح التشخيصي للسرطان ؟
- إذا كانت عملية البحث العلمي والتثفيف الصحي قد نجحت نجاحاً بارزاً في التعامل مع ضرورة الكشف المبكر عن نشوء السرطان، فإن جانباً آخر لايقل أهمية قد برز إلى حيز الصدارة من خلال تجارب المسح التشخيصي، وهو عوامل الوقاية من إمكانية نشوء مرض السرطان. لقد قدمت خلاصة جهود البحث العلمي في هذا المضمار قنوات عمل في برامج الصحة العامة أملاً في زيادة الوعي الصحي عند الأفراد للإقلال من فرص نشوء المرض، ولعل استخدام الإعلام الموجه من أكثر الظواهر الحضارية إفادة للمحافظة على صحة الفرد ومجتمعه للإتيان بكسب صحي شمولي، ويمكن هنا استعراض بعض جوانب الوقاية الفاعلة ضد السرطان .
- التعامل جدياً مع الحالات المرضية التي تحمل خطر التحول السرطاني مثل تحولات نسيج أسفل المريء وكتل النسيج المخاطي للقولون بالامتثال لنظام المتابعة الطبية المطلوبة.
- الامتناع عن أوقطع التدخين والذي ثبتت علاقته المباشرة بالتحولات السرطانية في الرئة، ولعله من المفيد التذكير بأن قطع التدخين قبل نشوء سرطان الرئة يؤدي إلى عودة أنسجة الرئة إلى وضع شبه طبيعي بحدود ثمانية عشر شهراً .
- التخلص من السمنة حيث ثبت علمياً أن العمليات الكيميائية المتعلقة بأكسدة الشحوم تنتج مخلفات الأوكسجين من الذرات الحرة القادرة على إضرار مناعة الخلايا الجسدية، ومن ثم تقبل هذه الخلايا للتحولات السرطانية التي تبدؤها عوامل لم تكن قادرة على إحداث هذا التحول بحد ذاتها.
- الامتناع عن الإفراط بالكحول والذي يؤدي بدوره إلى تليف الكبد المعروف بعلاقته بسرطان الكبد وكذلك الالتهاب المزمن في البنكرياس، والذي يفقد الجسم كثيراً من العناصر الحيوية المسؤولة عن ديمومة فاعلية جهاز الهضم، وهذا يؤثر سلباً على مقدار المناعة المطلوبة لمقاومة ظهور كثير من الأمراض، وقد يكون السرطان أحدها.
- معادلة منتجات أكسدة الأوكسجين من الذرات الحرة ذات القدرة على إبطال دور منظمات نمو خلايا الجسم، ومن ثم فتح الباب أمام التحولات السرطانية ويتم هذا بالاعتماد على أخذ كميات جيدة من فيتامين ( أ ) و ( سي ) ومضادات الأكسدة، وهذا متوفر أساساًَ في الخضراوات الورقية بأنواعها، ولقد باتت إضافة كميات وفيرة من الخضراوات الورقية الطازجة لوجبات الطعام عادة حميدة عند الكثيرين اعترافاً باقتدارها على الإتيان بفوائد صحية جمة .
* هل ثمة دور أو مسؤولية اجتماعية لمواجهة هذا المرض على المستوى العام ؟
- الاكتشاف المبكر للتحول السرطاني وإبعاد الوقاية أصبح بالفعل مسؤولية اجتماعية ملحة تعتمد نجاحها على تضافر جهود الهيئات الطبية مع الإصرار على زيادة وعي الفرد بمداخل ومخارج صحته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved