Saturday 12th april,2003 11153العدد السبت 10 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المراقبون يؤكدون أنها الفرصة الأخيرة للأمم المتحدة المراقبون يؤكدون أنها الفرصة الأخيرة للأمم المتحدة
مخاوف من انفراد أمريكا بالعراق بعد الحرب

  * القاهرة مكتب الجزيرة علي البلهاسي:
وضعت الحرب أوزارها أو كادت بسقوط بغداد واصبح الحديث عن مستقبل العراق بعد صدام حسين مختلفا عن ذي قبل فلم يعد حديثا عن حقبة زمنية بعيدة المدى كان من المتوقع أن تطول باطالة زمن الحرب بل أصبح حديثا عن فترة ربما تفصلنا عنها عدة ايام تبدأ بعدها الولايات المتحدة رسم ملامح عراق جديد ترى معظم التوقعات انها تحدد فيه لنفسها الدور السياسي والمحوري ان لم يكن الدور الوحيد وإذا كان هناك اتفاق على ان حكم العراق سيكون للعراقيين فيما بعد فان الاختلاف والصراع يدور حول الفترة الانتقالية لحين تولي حكومة عراقية والمحددة بثلاثة إلى ستة شهور والتي تتطلع فيها الولايات المتحدة أن تدير العراق خلالها منفردة بحيث تضمن سير الامور كما خططت لها لحين تولي حكومة عراقية موالية لها السلطة في العراق في حين ترى الاطراف الاخرى ضرورة وضع العراق خلال هذه الفترة تحت اشراف دولي يتمثل في الأمم المتحدة لحين تولي حكومة عراقية يختارها الشعب العراقي بارادته ولا تكون مفروضة عليه من الخارج ويرى المحللون ان الأمم المتحدة بدخولها مرة اخرى إلى حلبة الصراع بين الولايات المتحدة والاطراف الدولية الاخرى وعلى رأسها فرنسا والمانيا وروسيا تخوض آخر جولاتها في معركة اثبات وجودها كمنظمة دولية فاعلة في المجتمع الدولي خاصة وان وجودها اصبح مهددا بشدة بعد ان فشلت في تلافي وقوع الحرب من قبل.
انفراد أمريكي
بوادر الصراع الجديد بدأت في معسكر الحلفاء قبل ان تظهر بين معسكرهم والمعسكر الاوروبي المعارض للحرب منذ البداية بل وظهر داخل الولايات المتحدة نفسها حتى قبل ان تظهر اي بوادر لقرب انتهاء الحرب وكان الخلاف قد ظهر داخل الادارة الامريكية بين وزارة الدفاع الامريكية بقيادة رامسفيلد ووزارة الخارجية بقيادة باول بشأن وجهات النظر المتعلقة بادراة العراق في مرحلة ما بعد الحرب حيث تتطلع وزارة الخارجية إلى وجود عسكري امريكي اقل وربما في نهاية الامر وضع العراق تحت إدارة الأمم المتحدة وظل باول وكبار مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية يركزون على ان نقل إدارة العراق إلى الأمم المتحدة بسرعة وابعاده عن سيطرة الجيش الامريكي سيعطي عراق ما بعد الحرب شرعية دولية ويشجع الدول الاخرى على المشاركة في جهود اعادة الاعمار والبناء، في حين بدا أنصار الاتجاه المتشدد في وزارة الدفاع رامسفيلد ونائبه يدعمهما نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني قد يضعف قدرة الولايات المتحدة على صياغة مستقبل العراق ولذلك يرون ان يحافظ الجيش الأمريكي على سيطرته في العراق لمدة غير محدودة حتى تتم اقامة مؤسسات جديدة ويتم تنصيب حكومة عراقية جديدة في حين يقتصر دور الأمم المتحدة وفقا لرأي هؤلاء على تقديم المساعدات الانسانية تحت اشراف الولايات المتحدة.ووفق رؤية المحللين فان إدارة بوش تميل إلى تفضيل دور بارز للولايات المتحدة في عراق ما بعد الحرب حيث يرى المتشددون في امريكا ان الأمم المتحدة فقدت أي حق في ان يكون لها دور في عراق ما بعد الحرب بعد ان فشلت في استصدار قرار يدعو بوضوح لشن الحرب وقد سبق ان رفضت الادارة الامريكية دعوة وزير الخارجية البريطاني بعقد جلسة في الأمم المتحدة يحضرها العراقيون في المنفى لاختيار حكومة عراقية لفترة ما بعد الحرب كما رفضت اعطاء دور لمفتشى الأمم المتحدة للبحث عن اسلحة الدمار الشامل التي قد يتم العثور عليها في العراق وهو ما يؤشر لمحاولة امريكية لعزل الأمم المتحدة عن العراق بعد الحرب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved